كتب كثيرون عن عولمة الأقتصاد وعولمة السياسة وعولمة الثقافة وعولمة الحداثة , لكن سؤالاً يظل قائماً , ألا وهو : هل هناك عولمة للأمن ؟ وهذا السؤال يحتل مرتبة مهمة عندما نحدد الأمن بأنه يشمل أمن البشر " حياتهم " والبيئة والمصالح المادية , والأمن الثقافي والقانوني " أمن السيادة القومية " وأنه ليس محصورا بالأمن العسكري وحده المختص بشؤون الحرب " الدفاع " والسلم . البعض من الباحثون يرى ان النزاعات الحربية تناقصت في أجزاء العالم التي شملتها العولمة وهذه نعني العولمة , شملت تزايدا في التعاون الدولي وبدا العالم كما لو أنه مجتمع واحد . وفي هذا السياق يمكننا القول بنشوء دول ما بعد الحداثة , دول غدت الحرب بالنسبة إليها أمراً غير معقول . أما الطائفة الأخرى من الباحثين والمتابعين يروا ان العولمة مجلبة للفوضى والاضطراب العالمي وأنها غذت الشعور بعدم التسامح والميل للعنف . والأمثلة على ذلك كثيرة منها النزاعات العنصرية والقومية والدينية بالإضافة إلى ما صار يعرف " بالإرهاب " وبخاصة " الإرهاب الدولي " وهي نوع من العولمة الإرهابية وذلك لإسباب واهداف أستراتيجية بخصوص الفكر والطاقة .