رغم إطلاع رئيس ونواب البرلمان العراقي وجميع الموظفين والعاملين هناك، وحراس مبنى البرلمان وحتى عمال الخدمات على الضوابط التي تسبق التوجه اليها قبل التصويت على أمر أو قرار أو مشروع معين، كإحالة المشروع للجنة المختصة ومن ثم عرضه لقراءة أولى وثانية ومن ثم التصويت عليه. إلا أن السيد سليم الجبوري، وبتوجيه وأمر مباشر من قبل المندوب السامي، خرق النظام والقانون والدستور، فعرض قراراً تم صياغته من قبل أحد النواب المأجورين لجهة خارجية معلومة للتصويت عليه بشكل مباشر، ظناً منه أن بطريقته هذه سيفرض سياسة لي الأذرع وفرض إرادات الأكثرية العربية على الكورد، وبخطوته هذه ستسقط جميع التهم الموجهة اليه وبالذات المتعلقة بالإرهاب.
سليم الجبوري، أحرج نفسه ومن معه بتمرير قرار سياسي سخيف واضح المعالم يدعو الى إنزال علم كوردستان من فوق المباني الحكومية في كركوك. وهو على يقين بأن القرارغير ملزم ولا يتم تنفيذه لأنه يخالف الدستور ويعادي العلم الذي لولاه  لكان مصير كركوك كمصير الموصل وأحوال الكركوكيين كأحوال الموصليين على يد داعش الارهابي. وفي المقابل توحد الكوردستانيون أكثر من أي وقت ونادوا:
عش هكذا في علو أيها العلم          فإننا بك بعد الله نعتصم
عش خافقاً في الأعالي للبقاء     وثق بان تؤيدك الأحزاب كلهم ...
قبل الآن، كان الجبوري متهماً بمواقفه السلبية تجاه إعادة أبناء المكونين الكوردي والشيعي الذين هجرهم النظام السابق من كركوك ضمن سياسة التغيير الديموغرافي، ومتهماً بممارسة الإرهاب ضد الشيعة وتجاهل مطالب الاصلاح، ولكنه يعتقد أن التهم جميعها سقطت عنه بمجرد زيارة خاطفة لعاصمة دولة جارة وطلب المغفرة وتقديم الولاء. ولايعلم أنه متهم الآن من قبل الكورد الذين أعادوه الى رئاسة البرلمان بعد طرده من قبل كتلة الاصلاح، ومن قبل الكورد وغالبية العرب والتركمان في كركوك  بممارسة السياسة العدائية ضدهم.  وأنه توجه نحو النفق المظلم ورفض الاستجابة الى إرادة الكركوكيين، ورفض الإحترام والاعتراف بالتنوع الديمغرافي في المحافظة. إنصاع  لإرادة إستفزازية شريرة تحاول إثارة الفتنة داخل كركوك وإثارة النزاع القومي الذي لن يؤدي إلا لخسارة الجميع وخدمة الأعداء.
السيد الجبوري وبدلا من تقدير صعوبات المرحلة الحالية والتحديات الكبيرة، سواء في مجالات الاستعداد لمعركة تحرير الحويجة أو الترتيب لإعداد قانون لانتخابات مجلس كركوك بشكل ينسجم مع مصالح جميع المكونات والدستور، إنصاع لإرادة إستفزازية شريرة تحاول إثارة الفتنة داخل كركوك وإثارة النزاع القومي الذي لن يؤدي إلا لخسارة الجميع وخدمة الأعداء.   سيتهم السيد الجبوري لاحقاً بالإسهام المباشر في إدخال المحافظة، وربما مناطق أخرى،  بدوامة التخندقات والاجتهادات الفردية والتصريحات النارية المتبادلة، ويحمل مسؤولية إتخاذ مجلس كركوك لقراراته وفق مبدأ الأغلبية، خاصة فيما يتعلق منها بتطبيق المادة 140 من الدستور.
الجبوري والنواب العرب في البرلمان العراقي، بعقلياتهم السياسية، أظهروا للعالم أجمع أن مصطلحات الشراكة والمشاركة والتشارك بالحكم في العراق لها معان ودلالات خاصة ومختلفة تدور ضمن دوائر الوهم والخداع، وتعني (عملياً) الرغبة في الاستحواذ والسيطرة وفرض إرادة العرب على الكورد. وعندما يقولون (علنا) إنهم يريدون المشاركة وإشراك الكورد في السلطة والقرار، يعملون وراء الكواليس من أجل قطع خيوط الحوار لفرض الحلول الجاهزة وآراءهم المتقولبة والمتقلبة.
التحركات السياسية بين الأطراف العربية المتشاركة في معاداة الكورد والمتشاركة في الظاهر في البرلمان والحكومة العراقية، وغير المتشاركة في الواقع، تتجه نحو حالات المعاداة السابقة تجاه الكورد وإستغلال الظروف وتوظيفها ضد الكوردستانيين، والسبب في ذلك يرجع الى أنهم لايرون الكورد سوى أبناء الجن وخونة وأشرار، ولايحملون تجاههم سوى الاحقاد التي تتنافى كلياً مع القيم الانسانية والشراكة في الوطن والعملية السياسية، أو الإيمان ببنائها والانخراط فيها.
هذه القناعات تعني أن إيجاد الحلول الدائمية والشراكة الناجحة، أمر مستعص ومستحيل، وتعني ضرورة التفكير الجدي في إنسحاب النواب الكورد من البرلمان العراقي كون العرب يستخدمون الوجود الكوردي هناك لتجميل وجوههم فقط. وتعني أيضاً أن الوجود الكوردي في بغداد، أمر ليس له معنى، كما تعني أن رفرفة العلم العراقي في كوردستان، أيضاً ليست لها معنى . وتعني أن يقول الكورد للعرب وأن يقول العرب للكورد :
 
 لكم علمكم ولنا علمنا والله خير العالمين..