قلتها واقولها ان دعم القوى الدولية للاسلام السياسي في الشرق الاوسط لا ياتي بمحض الصدفة رغم وجود الاحزاب والجماعات الليبرالية والعلمانية وذلك لتحقيق اهدافها الاستراتيجية من الحفاظ على مكانتها في المنطقة كقوى وتأمين مصادر الطاقة وضمان علاقاتها الاقتصادية وتأمين ديمومة بيع الاسلحة والحفاظ على تحالفاتها في المنطقة مع الانظمة الحاكمة دون الشعوب فأسلوب تعاطي هذه القوى مع شؤون المنطقة لا يرتقي لمستوى الحدث وإدعاءاتها في نشر مبادئ الحرية والديمقراطية الامر الذين يكشف عن مدى اكذوبة هذه الإدعاءات.
فرغم الإمكانيات التي تمتلكها هذه القوى فضلا عن الصلاحيات من خلال الأمم المتحدة ومجلس الامن الا إنها تغض النظر وتاخذ الموقف المتفرج فتاريخ المنطقة يشهد بذلك ولنا في الذاكرة الكثير عن مواقف هذه القوى مع قتل واضطهاد الشعب الكوردستاني من أنظمة المنطقة وما زال وكذلك موقفهم من مايسمى بالربيع العربي والسماح لسيطرة الإسلام السياسي واخيرا وليس اخرا موقفهم من المظاهرات الشعبية في العراق وايران.
واليوم نشهد مجددا سيطرة حركة طالبان على افغانستان بعد اعلان الرئيس الاميركي إنسحاب قواتها من افغانستان وبصورة غير مشروطة وسنشهد تداعياتها على المنطقة والشعب الأفغاني.
في الواقع ان امريكا والقوى الدولية الاخرى لا تأبى التعامل مع اي نوع من الأنظمة الحاكمة طالما تقع في إطار أجنداتهم اذ تقوم بالتسويات مع حركة طالبان تحت مسمى اتفاقية السلام وفي نفس الوقت ترى في ادبياتهم لا جدوى في نشر الديمقراطية تحت مظلة سلطة حكم جماعات او حركات او أحزاب إسلامية وهذا خير دليل على عدم اكتراثهم لحرية وحقوق شعوب المنطقة.