بعد قرار عدم مرافقة اللاعب كرستيانو رونالدو لوفد فريق النصر السعودي الى بغداد بداعي تعرضه لوعكة صحية، يكون النجم البرتغالي قد فقد محبة اكبر قاعدة جماهيرية له في العالم والتي تتجسد بالجمهور العراقي الذي كان ينتظره بشغف ويترقب الطائرة التي تقل وفد النصر السعودي وهو معهم.

ولا يخفى على الصغير قبل الكبير، هذه المسرحية المكشوفة التي جسدت دورها ادارة النادي بالاتفاق مع كريستيانو رونالدو بالتخطيط لعدم حضور الاخير الى العراق، وحرمان الجماهير العراقية العاشقة لهذا اللاعب الجاحد والتي سعت لمشاهدته وهو يلعب امامهم بعدما اقتنت تذاكر دخول لقاء الشرطة والنصر السعودي المقرر في ملعب المدينة ببغداد بأسعار باهظة بعد معاناة وتدافع والوقوف في طوابير طويلة منذ ساعات الصباح الاولى منتظرة فتح شبابيك البيع للحصول على تذكرة يضمنون بها مشاهدة نجمهم الذي طالما حلموا ان يروه وهو يلعب على ارض الرافدين.

ان ماقامت به ادارة نادي النصر امرا معيبا جدا، لاسيما وان اللاعب يُقاد بامرتها ولايحق له رفض المجيء من خلال ابتكار اعذار  تُجيز له عدم الحضور إلى بغداد السلام ، ولا نعلم إن كنا مخطئين بتقديراتنا او ربما يكون الفريق الأمني لرونالدو الذي زار العراق قبل مجيء وفد النصر لمعاينة المكان والاطمئنان  على الحالة الامنية فيه قد نقل صورة ضبابية لرونالدو حتى لا يحضر  بداعي عدم وجود الاحتياطات الامنية، وربما يعرض ذلك حياته للخطر  .

ان ماحدث يقودنا الى تساؤلات ؛ هل أن حياة رونالدو إهم من الوفد السعودي الذي يحضر لبغداد ليخوض اللقاء والعودة بامان؟! ، وهل ادارة النادي تفضل لاعبا واحدا على  لاعبيها البقية من ابناء بلدها فضلا عن المحترفين الذين يمثلون النصر من بلدان أخرى؟! ، اذاً هنا اصبح غياب رونالدو لغزا محيّرا يدور في فلك شخص واحد ولابد من فك طلاسمه وربما ستكشف الأيام القادمة الظروف والملابسات التي كمنت وراء ذلك .

ان ماحدث امر مؤسف حقاً ، لتستمر مسلسل معاملة الجماهير  العراقية الوفية بهذه الطريقة المستفزة ، سعياً لحرمانها من ابسط الحقوق التي تسعدها ، لكننا نعتب بالوقت نفسه على جمهورنا العزيز لاعطاء لاعب مستهلك لم يتبق على اعتزاله سوى خطوات ، هذا الاهتمام والحب المبالغ به والذي لايستحقه .