في 16 مارس / آذار 1988، تعرضت مدينة حلبجة بكوردستان العراق لهجوم بالاسلحة الكيمياوية مما أودى بحياة آلاف الابرياء من الأشخاص، من بينهم العديد من الاطفال والنساء والشيوخ ومازالت تشكل صور ضحايا هجوم حلبجة جزءًا لا يتجزأ من ذاكرتنا .
لذا ينبغي علينا إحياء الذكرى السنوية 33 ليعلم العالم ويتذكر مالذي حصل لشعبنا الذي لا ذنب له سوى انهم من القومية الكُردية في الوقت ذاته ينبغي أن لا يكون ذلك مجرد نظرة عابرة إلى الماضي، بل وتنبيه أيضا للوقت الحاضر والمستقبل. ماذا تعلمنا من ذلك؟ وهل تمكنا من غرس روح التآلف والمحبة والتسامح بين القوميات والاديان والطوائف لمنع وقوع هكذا مجازر قاسية وأليمة ضد القوميات والاديان في العراق الذي يعيش حاليا تحت رحمة المليشيات ؟
نعم سقط ورحل النظام السابق لكن مازال العراق يعيش الازمات مازالت العقلية العنصرية الشوفينية كما هي مسيطرة على ذهنية الفرد العراقي للاسف،لذلك من الضروري ان نعترف بأن العراق يعيش اليوم أزمة حقيقية ومن الضروري ايجاد حل لها، حيث ان جميع المشاكل تعود اسبابها الى عدم الالتزام بالدستور لو كانت الاطراف العراقية ملتزمة ببنود الدستور لما بقيت اي مشكلة في البلد ماذا نستفيد من البرقيات ورسائل الاستنكار والاستذكار بالجريمة البشعة التي تعرض لها شعبنا اذا لم يكن هناك حل ولم نستطيع غرس روح الاخوة والتآخي بين ابناء الشعب اي مستقبل ينتظرنا ياترى ، اقليم كوردستان حاول ومازال يحاول جاهدا حل الازمات عن طريق الحوار والتفاهم حيث ان تحسين الوضع في العراق مرتبط بتنفيذ المبادئ الثلاثة الشراكة الحقيقية والتوافق والتوازن وفي حال الايمان بهذه المبادئ والعمل بها سيتجه الوضع في العراق نحو الافضل اما اذا ظل البلد على وضعه سيتجه نحو الأسوأ حيث ان اصحاب الميليشيات المنفلتة يسعون جاهدين بجر العراق نحو الهاوية والدكتاتورية لذا نحن بحاجة الى التآلف والتاخي لنعيش بسلام لنبني الوطن وانهاء جميع الازمات التي حصلت فيه .