إذا كانت للدموع أسماء مختلفة في اللغة، ولها دلالات كثيرة في علم النفس، وإن كانت كشفاً للأسرار والخفايا في النفوس وتعبيراً صادقاً عن مشاعر كبيرة وآلام قاسية وآهات وأحزان، مرة، وعن الفرح والسرور مرة أخرى.  وإذا كانت لغتها، أي لغة الدموع، لغةٌ إنسانيّة لا يجيدها إلّا الإنسان، ومع ذلك لا يستطيع التحكّم بها أو منعها. فإن أغلى الدموع وأصدقها وأكثرها براءةً، هي الدموع التي تسلّب دفء القلوب وتخرج ساخنةً ملتهبة في زمان ومكان معيين، وتتحول الى شموع تضيء الطريق، لذلك علينا أن لانتعجب ولانستغرب من دموع الرجال أصحاب القلوب. أما الدموع التي إنهمرت من عيون الرئيس مسعود بارزاني، إثناء إحتضانه لإبن أحد الشهداء خلال مراسم إحياء ذكرى أنفلة البارزانيين من قبل صدام وحكومة البعث، فلها عناوين كثيرة وشاملة، وتعكس أروع المشاهد الإنسانية، وهموم الرئيس بارزاني منذ حمله للبندقية في ستينيات القرن الماضي من أجل الحياة الحرة والكريمة للإنسان الكوردستاني، وتحسين ظروفه والعمل من أجل الانطلاق بكوردستان في اتجاه آفاق جديدة، وتؤكد قربه من هموم الجميع وحساسيته الزائدة لأي أذى يلحق بأي شخص، بغض النظرعن الدين والقومية والمنطقة التي ينتمي اليها. وقالت: نحن شعب لاننصياع لمنطق الفوضى والانفلات، وهناك غد مشرق ينتظرنا، خاصة بعد أن استطاعنا تفادي أزمات كثيرة وتجاوز مرحلة الصعاب وبدأنا نلتقط الأنفاس شيئا فشيئا.

  تلك الدموع إنهمرت لتزيد المؤمنين بنهج البارزاني الخالد إيماناً، وتقوي عزمهم على مواجهة الصعاب ومواصلة السير والعمل معاً، لتجاوز المعوقات الظرفية والموضوعية، وتوفير الظروف الملائمة، لرسم خارطة الوطن وحدوده ولمواصلة الكفاح والحؤول دون سيل المزيد من الدماء. كما أشارت الدموع الى حرص القائد الأصيل الذي يتألم لآلام شعبه ويفرح لأفراحه على التعاطي مع التفاصيل والاولويات عندما يتعلّق الامر بالوقوف إلى جانب المواطنين في السراء والضراء ومنع الظالم من ممارسة الظلم ومناصرة المظلوم، وتفهم كلّ ما يمكن ان يعاني منه الطفل الفاقد للأب، في مراحل مختلفة في الحياة ومواجهتها في ظل تقلبات الظروف وقساوتها.

  الدموع عصرت القلوب وقالت: أن أولاد الشهداء يحظون عند الرئيس بإهتمام وإنشغال بالغين، كرئيس وكوالد وكإنسان. فمنذ أن أصبح بيشمركه، وهو دائم الإصغاء لنبض ذوي الشهداء، وهو دائم العمل ويأمل تحسين ظروفهم المعيشية. وإذا كان ما تحقق لأسر الشهداء، خلال السنوات السابقة يبعث على الارتياح والاعتزاز، فإنه في نفس الوقت سيواصل العمل في هذا المجال بكل التزام وحزم.

وقالت للرئيس بارزاني : حملت مشروعاً لنهوض الأمة وإستقلال الشعب وإرثاً ثقيلاً ورثته من والدكم الكريم البارزاني الخالد. لم تسعى للحرب يوما، ونشدت دائماً الحلول السلمية في إطار الحفاظ على حقوق الشعب الكوردستاني. والمهام والواجبات التي نفذتها في الخنادق الأمامية مع إخوانك وأبنائك البيشمركه الأمناء والنجباء ضد أعداء الكورد والإنسانية، أو على سفوح جبال كوردستان ضد الهمجيين الشوفينيين وحكومات جبانة لا أخلاق لها ولا قيم. أو في قصر الرئاسة وبين بروتوكولاته دون أن تغلق باب الديموقراطية ولو لدقيقة واحدة في الوقت الذي كانت المنطقة كلّها تغلي. تدل على أنك الفارس الصلب والمقاتل العنيد الذي عاش وتربى في كنف أمة الأخلاق والوفاء. لذلك نراك قدوة لكل الأحرار في العالم في النضال و الفكر الانساني النبيل والكرم والشجاعة والصبر والعدل والحكمة.