في لحظة تعكس حجم الأزمة العميقة التي تعصف بقاعدة كرة القدم العراقية ، جاء اخفاق منتخب الناشئين في تجاوز التصفيات المؤهلة للنهائيات الاسيوية لعامين متتاليين ، ليكشف الواقع الحقيقي لمنظومة العمل داخل اتحاد الكرة العراقي ، ويضع علامات استفهام كبيرة حول الخيارات الفنية التي تم تبنيها خلال السنوات الأخيرة ، فبدلاً من بناء مشروع راسخ للفئات العمرية ، جرى الانسياق لما سمي بالمدرسة الاسبانية التي لم تقدم أي نتائج ملموسة ، لا على صعيد منتخب الناشئين ولا على مستوى منتخبات القاعدة التي يفترض أن تكون الأساس في تشكيل الجيل القادم للمنتخب الاول .
وتفاقم هذا القلق مع عجز المنتخب ، بقيادة المدرب الاسباني خوسيه زاركو قليل الخبرة وصغير السن ، عن عبور المرحلة الاولى من التصفيات ، رغم تواضع مستوى المنافسة وغياب تسعة من اقوى منتخبات القارة التي تتأهل مباشرة بحكم مشاركتها في كأس العالم ، فالاداء الباهت الذي ظهر عليه المنتخب العراقي للناشئين في مبارياته الثلاثة لم يقدم أي مؤشر يبعث على الاطمئنان ، في وقت يعاني فيه هذا الجيل من نقص واضح في المواهب والمهارات ، وهو الجيل ذاته الذي يفترض ان يرفد المنتخب الاول مستقبلاً .
ان عدم قدرة المنتخب على اجتياز هذه المرحلة ، رغم الظروف التي كانت مساعدة حسب المعطيات المتاحة ، يعكس قصوراً خطيراً في التخطيط والتنفيذ ، ويدل على ان منظومة الاعداد تعاني من خلل بنيوي لا يمكن تجاهله .
ولعل هذا الاخفاق يشكل جرس انذار حقيقياً يستدعي مراجعة شاملة وواقعية لكل ما يتعلق ببرامج تطوير الفئات العمرية ، قبل أن تتعمق الفجوة اكثر وتنعكس اثارها على مستقبل الكرة العراقية برمتها .