يمثل الأمن الغذائي أحد التحديات الرئيسية التي تواجه العراق في ظل التغيرات الاقتصادية والسياسية والمناخية, حيث يعاني العراق من مشكلات في توفير الغذاء الكافي للشعب العراقي بسبب التحديات الزراعية وانخفاض الإنتاجية، مما يجعل الأمن الغذائي قضية ملحة تحتاج إلى استراتيجيات وحلول فعالة.
التحديات الراهنة:
يواجه العراق العديد من العقبات في سبيل تحقيق الأمن الغذائي، منها:
ندرة المياه: يعتبر العراق من بين الدول التي تواجه نقصًا حادًا في الموارد المائية بسبب انخفاض منسوب الأنهار والجفاف المتكرر وعدم استلام حصته القانونية من المياه من الدول المتشاطئة معه (تركيا وايران) ، مما يؤثر سلبًا على الإنتاج الزراعي.
التدهور البيئي: يعاني القطاع الزراعي من تدهور التربة وتلوث المياه، مما يقلل من القدرة الإنتاجية للأراضي الزراعية.
البنية التحتية الضعيفة: تفتقر المناطق الريفية إلى البنية التحتية اللازمة لدعم الزراعة، مثل الطرق والري الحديث.
التغيرات المناخية: تؤدي التغيرات المناخية إلى تغييرات في أنماط الزراعة وتهدد بإضعاف المحاصيل الزراعية.
الهجرة العكسية من الريف الى المدينة: ازدادت معدلات الهجرة العكسية بسبب تدهور حالة الفلاح العراقي وعدم رعاية الحكومة له وعدم توفر الخدمات الأساسية في الريف.
انعدام مبدأ حماية المنتج الوطني: ضعف الاجراءات الحكومية في تقديم الحماية الحقيقية للفلاح العراقي لحماية منتجاته من المنافسة مع مثيلاتها من المستوردة من الخارج.
الاعتماد على السلع المستوردة: يعتمد العراق بشكل كبير على استيراد المواد الغذائية لتلبية الطلب المحلي، مما يجعله عرضة لتقلبات الأسعار في الأسواق العالمية.
المقترحات لتعزيز الأمن الغذائي:
تطوير التقنيات الزراعية: وذلك باستخدام التكنولوجيا الحديثة حيث يمكن استخدام التقنيات الحديثة مثل الري بالتنقيط والزراعة المائية لزيادة كفاءة استخدام المياه وتعزيز الإنتاجية وكذلك استخدام البذور المحسنة وتطوير واستخدام البذور المحلية المحسنة القادرة على مقاومة الظروف المناخية القاسية والأمراض.
إصلاح السياسات الزراعية: وذلك بتقديم الدعم الحكومي وتقديم الدعم المالي والتقني للمزارعين لتحفيز الإنتاج المحلي وإعادة النظر في السياسات التجارية المتبعة وتقليل الاعتماد على الواردات من خلال تشجيع الإنتاج المحلي وفرض ضرائب على المنتجات المستوردة التي يمكن إنتاجها محليًا لكي نحقق حماية حقيقية لمنتجاتنا المحلية.
تعزيز التعليم والتدريب: وذلك بالتركيز على التدريب المهني وتقديم برامج تدريبية للمزارعين حول تقنيات الزراعة المستدامة والإدارة الفعالة للموارد والاهتمام بالبحوث الزراعية ودعم تلك البحوث والدراسات لتطوير حلول مبتكرة لمشكلات الزراعة في العراق.
الاستثمار في البنية التحتية: وذلك بتوجيه الاستثمارات في مجالات تحسين شبكات الري و بناء وتحديث شبكات ري حديثة ومتطورة لضمان توفير المياه بشكل مستدام للزراعة وتطوير النقل والتخزين عن طريق تحسين شبكات النقل والتخزين لتقليل الفاقد من المحاصيل وتعزيز الكفاءة اللوجستية.
تنويع المحاصيل: وذلك بتشجيع زراعة المحاصيل المتنوعة ودعم زراعة محاصيل جديدة تلائم البيئة المحلية وتلبي الاحتياجات الغذائية للسكان.
مماتقدم أعلاه أرى بأن تعزيز الأمن الغذائي في العراق مهمة تتطلب جهودًا مشتركة من الحكومة والقطاع الخاص والمجتمع المدني من خلال تنفيذ استراتيجيات شاملة ومستدامة، يمكن للعراق تحقيق الاكتفاء الذاتي الغذائي وضمان مستقبل أفضل لأجياله القادمة ولا بأس من التعاون مع المؤسسات الدولية والبحثية لضمان تطبيق أحدث التقنيات المتطورة في المجال الزراعي لضمان تحقيق التنمية المستدامة في القطاع الزراعي.