لم يبق من عمر البرلمان العراقي حسب نص المادة السادسة والخمسون من الدستور العراقي سوى أشهر وأيام تمر مر السحاب ( تكون مدة الدورة الانتخابية لمجلس النواب أربع سنوات تقويمية , تبدأ بأول جلسة له , وتنتهي بنهاية السنة الرابعة ) , وتبدأ الاحزاب السياسية بالحراك في الوقت الضائع لتشكيل التحالفات قبل وبعد الانتخابات , وكثر الحديث في الآونة الاخيرة عن تشكيل تحالفات عبر الطائفية والمذهبية في ظاهرها وحسب إدعاء البعض , لكن ومع الاسف الشديد يبقى السياسي العراقي رهن مذهبه وطائفته , لا لخدمة جمهوره بل لخدمة أسياده والاجندات الخارجية التي تخطط لهم ويبقون كبيادق الشطرنج كأدوات تنفيذية لا غير .
تحالفات تعقبها صراعات سياسية على المناصب والكراسي حيث تحدد الاسعار حسب السيادية والأهمية والتأثير, بملايين الدولارات المسروقة مسبقاً من خزينة الدولة العراقية , بعد أن يتباهون بافعالهم الشنيعة والتي تعد جريمة بحق الشعب العراقي وأمام انظار القضاء المسيس .
وسيبقى الناخب العراقي كالمثل القائل ( أطرش بالزفة ) فقط عليه تقديم بطاقته الانتخابية مقابل ثمن بخس , حيث يتهافت عليهم المرشحون كطنين الذباب على القاذورات من اجل حفنة من الاصوات بعد مصادرة آرائهم وحقوقهم الانتخابية ويمنونهم بوعود كاذبة يعرفها الناخب العراقي مسبقا ومع هذا يسير مع التيار لعله يستبشر يوما بوظيفة أو عمل من أجل لقمة العيش بعد أن عانى الأمرين .
كل البرامج الانتخابية كلام معسول وعبارات رنانة يطرب له السامع من أول وهلة , بعيد عن التطبيق والواقع الذي يعيشه الناخب العراقي ليتسلق على أكتافهم وصولاً الى غايته المنشودة , هذا حال العراقيين أيام الانتخابات , أما بعدها فلا هذا ولا ذاك , طوابير من سيارات المسؤولين تأخذ الشوارع طولاً وعرضاً , تقطع الطرقات الفرعية المؤدية الى بيت السيد المسؤول , ممنوع المقابلة مع الاستاذ الا عن طريق طلبات عرائض مهملة مسبقا , لا يشاهد المسؤول الا عن طريق شاشات التلفاز , اجتماعات , ندوات , سفرات , ايفادات , ليالي حمراء ,
بذخ وتبذير بأموال العراق , عقود ومقاولات .....
هذه ديمقراطية العراق المستوردة بأفكار مسمومة , وسيبقى العراق مدمراً بحيتان فساده , وسيبقى الناخب العراقي يتأمل العيش الرغيد في بلد المهجرين والنازحين والمتشردين والأرامل واليتامى , من أجل صراعات سياسية محسومة باتفاقات مشبوهة من وراء أبواب مؤصدة في الظلام