تثار نقاشات وحوارات بين الاسر بشان تأثير الاستخدام المفرط للإنترنت على علاقات الطلبة في الاسر, بعد ان ازاحت هذه المشكلة الادمان على التلفزيون وبعض برامجه والاستغراق بمشاهدتها مما ادى الى تدني العملية التربوية والروابط في العوائل .
وقد كشفت دراسة أميركية حديثة أن إفراط طلاب مختلف المراحل الدراسية بما فيها طلاب الجامعات في استخدام الإنترنت تسبب زيادة النزاعات العائلية في المنزل، كما يؤثر سلبا على التواصل بين أفراد الأسرة.
ويجري البحث في هذه الظاهرة في اغلبية البلدان من خلال دراسات ميدانية وتعقب واقع العلاقات الأسرية المترتبة على مواقع التواصل الاجتماعي ولكن تفتقد مثل هذه الدراسات في بلدنا والنشر عن المشكلة وكيفية معالجتها وبقيت في اطار الشكوى من تفاقمها واستفحالها .
وتشترك الدراسات في عدة نتائج ، أهمها, وجود فروقات ذات دلالة إحصائية تبعا للدخل الاقتصادي ، ولصالح الدخل الأعلى، ولم تجد الدراسة فروقا تعزى لمتغيرات الجنس، والمؤهل والعمر وعدد أفراد الأسرة.
و أوصى الباحثون بضرورة إزالة الحواجز بين الآباء والأبناء مما يساعد الأبناء الاستفادة من تجارب آبائهم في الحياة وتوجيههم وذلك بتذليل للصعاب النفسية الذي تعترضهم في حياتهم اليومية...
وتؤكد ايضا على تسليح المعلمين بالأمن السيبراني وعلاقته بتطبيق أساليب حديثة لحماية الطلبة من مخاطر الإنترنت، وأساليب تعزيز القيم والهوية الوطنية لديهم، وأساليب التقويم، ووجدت علاقة ارتباطية موجبة ومتوسطة بين وعي المعلمين بالأمن السيبراني واستخدامهم لأساليب حماية الطلبة من مخاطر الإنترنت.
والملاحظ نمو الشكوى من العنف بين اوساط الطلبة من اعتداءات فيما بينهم الى اعتداءات على معلميهم ومدرسيهم وفي المجتمع واكتسابه من استغلال اساليب ووسائل من الانترنيت وتقليد تجارب وحوادث لم تكن موجودة سابقا ..
طبعا الموضوع كبير وواسع وبحاجة الى ان تضع الجهات المعنية في برامجها متابعة هذه الظاهرة المؤرقة ومراقبة تطورها ولفهم اتجاهات السلوك والظواهر النفسية والاجتماعية التي بدأت تتسع في المدارس والبيئة المحلية ووضع الحلول المناسبة لها . نلفت الانتباه الى هذه المعضلة التي تكبر وتتشعب ولضرورة الحد من انعكاساتها السلبية والضارة واهمية تحين الطلبة والشباب وبناء السلوك الحميد في المجتمع .
في البلد توجد امكانيات غير مستغلة من الطاقات البشرية من خريجي كليات علم النفس الذي يمكن تعينهم كباحثين ومرشدين في المؤسسات التعليمية , لمؤسسة واحدة او لعدة منها , سواء كان مقيما فيها او زائرا للوقف والمعالجة الجادة لما تعانيه العلاقات الاجتماعية .