عبد الخالق الفلاح/ الدعوات الجديدة بلباس مؤنق للتسوية هي صيحة من الصيحات المبكرة للانتخابات المقبلة التي تاتي بذات الافراد والاحزاب الموجودة حاليا كونها هي الوحيدة في الساحة العراقية والمسيطرة على كل المؤسسات ولذلك سيفوزون حتما لا محال لانه ليس هناك غيرهم في الساحة إلا من انضموا لتلك الكتل او تحت عبائتها ، و تحتاج القوى السياسية الاخرى فترة كي تبلور موقفها وتنافس هذه الاحزاب اذا اعطيت المجال .

 

كي يتاح لها الوقت الكافي لتحقيق برنامجها على كافة الاصعدة . ان المشكلة الكبيرة التي يعاني منها البلد تداخل السلطات الثلاث في العراق بشكل كبير حتى صار العيش فيه هذه الايام يشعرك وكأنك تعيش في ثلاثة دول داخل حدود واحدة و صار على الشخص الذي  له مشروع وطني يخدم اكبر شريحة من المجتمع ان يرضي هذه السلطات الثلاث والا فان حياته في خطر ، هكذا وضع يجعل الحياة اشبة بجحيم فالحقوق الفردية تتقلص او تكاد تنعدم لصالح الواجبات الاجتماعية التي تتجسد بواجبات القبيلة والدين والدولة وكل هذه السلطات الثلاثة تتسابق من اجل تقييد حرية الفرد اكثر فاكثر وسارعت في تقويض قواعد هذه الكتل الحزبية تحت قاعدة نفذ ثم ناقش .

 

في الحقيقة ان اكثر الاطراف المشاركة في العملية السياسية احست بالانكسار والانهزام والاخفاق في العطاء التي منيت بها نتيجة الاخطاء والتيه والانغلاق في الافق خلال الفترة الماضية مع سبق الاصرار وتسعى للبقاء بكل الوسائل رغم علمها ولم تستطيع في تقديم شيئ للجماهير التي اوصلتهم للسلطة  (اقول للسلطة ) والتي هي بيت القصيد للتسوية  في الوقت الحاضر للعبور للمرحلة القادمة بعد الاخفاقات المتتالية في اي  عطاء الذي تصبوا اليه الجماهير واستغلال المهمة للبقاء والدوران في نفس المسؤوليات التي هم فيها الان وحتى رد الاعتبار للبعض من الذين ابتعدوا عن المناصب تحت ذرائع مختلفة ولكن مع الاحتفاظ بالمكاسب والامتيازات ...في الواقع لا توجد جهة سياسية بعيدة عن السلطة تستحق التسوية معها سوى التي غرست مخالبها في اعناق الناس وتلطخت ايديهم بدماء الشرفاء والابرياء من ابناء الشعب ولم تكن هناك في الدول العربية من رحم هذا الشعب لكي نستجدي منه التدخل للضغط على اي جهة خارج المنظومة السياسية للمشاركة فيها بالتسوية لانها في الواقع هي وصفات تخديرية يراد منها عبور الانتخابات القادمة وايهام الشارع با نجاز جديد حيث يتلقفها الاعلام كسبق صحافي وكان الله يحب المحسنين....واسكات اصوات المخلصين

 

المشكلات الموجودة هي بين اطراف العملية السياسية ولا علاقة للمواطنين فيها وهي مشكلة دائمة وتحل في الكثير من الاحيان بالتوافقات السياسية فيما بينها وحسب ارادات الاطراف تلك . الشعب لم يذق ثمرات النظام الحريص على ايصاله لبر الامان  ولم يعش في ظل الدولة المدنية بمفهومها المعاصر بات هذه الايام يمجد بسياسيين يحاولون جمع الفرقاء من زملائهم على طاولة "مستديرة" بعد ان تآمرت كل الاقطاب السياسية على الدستور وشلت عمل البرلمان وسيس القضاء .

 

التسوية المطروحة تمثّل رؤية وإرادة قوى لتسوية وطنية تنتج مصالحة تاريخية عراقية، هذه الشعارات اعتادت عليه الاحزاب والكتل سابقاً واعتراف ضمني بعدم وجودها  . والهدف من هذه المبادرة كما يقال في فحواه الحفاظ على العراق وتقويته كدولة مستقلة ذات سيادة وموحدة وفدرالية وديمقراطية تجمع كافة أبنائها ومكوناتها معا ( والعاقل يفهم ) ، المطلوب حالياً المصالحة الشاملة بين الاطراف المتنازعة التي تقود البلد ، أهما تصفير الازمات السياسية والعرقية والدينية بين الكتل بمبداء اللاغالب ولا مغلوب٬ ورفض أستخدام العنف كورقة ضغط سياسية٬ كما وإلالتزام بوحدة العراق أرضا وشعبا٬ والحفاظ على سيادتة ورفض تقسيمة تحت إي ظروف زمانية ومكانية والعودة الى ارادة مطالب الجماهير التي ليست هناك خلافات مجتمعية محسوسة بالتالي لاتحتاج الى تسويات بالمعنى التي يتحدث عنها البعض من السياسيين ويمكن مقايسة ذلك في اعظم التجليات للوحدة الوطنية في الوقوف بوجه تحديات عصابات داعش الارهابية  والتي تمثلت فيها اروع الامثلة من الدروس دون تمييز والعطاء الايثاري الكبير بالنفس في اعلى غايته وجمعتهم راية واحدة ولم يكن هناك دور لاكثرالسياسيين فيها.