جاء إختيار عبارة (مكاسب أكثر لكوردستان)، نتيجة لحسابات ومصالح سياسية وإقتصادية وإجتماعية قديمة وجديدة من قبل حزب سياسي يختلف تماماً عن الكثير من الأحزاب السياسية السائرة نحو الإنتخابات البرلمانية، تحمل دوره ومسؤوليته في ضمان الحريات العامة والخاصة وتحقيق الكثير من المكاسب التي تبعد الكوردستانيين عن حافة الخطر، تبنى الخطاب السياسي العقلاني، منذ تأسيسه (قبل 72عاماً)، وقاد مسيرة النضال الكوردي مؤكداً على الديمقراطية للعراق قبل الحقوق القومية والسياسية لشعب كوردستان. إحترم المواطنين وإمتثل لإرادتهم وتبنى قضاياهم المصيرية التي تحفظ كرامتهم، جابه وقارع بشجاعة سياسات الجبروت والسطوة المتغوّلة والطاغية والطامعة التي أرادت النيل من مقدرات الكوردستانيين. فجر ثورة أيلول التحررية التي أرغمت حكومة البعث على التوقيع على إتفاقية آذار التاريخية، ثم قاد ثورة كولان بعيداً عن النعرات والصراعات المرفوضة، وساهم بشكل فاعل في إنتفاضة آذار 1991، بعدها أكد على إجراء الإنتخابات التشريعية بآليات ديموقراطية، إنبثق عنها برلمان وحكومة الإقليم، وفي تلك الأيام الصعبة، مارس المرونة لإمتصاص الصدمات وتنازل عن بعض من مستحقاته الإنتخابية، لتحييد النزعات الفردية وتجنب الهزات والنتائج الكارثية. وكان له الدور البارز في تبني الفدرالية من قبل برلمان كوردستان، وشارك بفاعلية في إسقاط صدام وكتابة الدستور الدائم الذي يضمن الكثير من الحقوق الكوردستانية، وحارب داعش نيابة عن الإنسانية جمعاء وألحق به الهزيمة، وفي أيلول الماضي تقدم الذين أجروا عملية الإستفتاء على حق تقرير المصير للكوردستانيين. كما أظهر المنتمون الى هذا الحزب، خلال الأيام العصيبة والأزمات، وعياً عالياً وحالة من الثقة بالنفس والبيشمركه إنعكس عبر مجموعة من الممارسات، أهمها، الحفاظ على الأمان والهدوء والتضامن بين الكوردستانيين، وتفويت الفرصة على الذين يلجأون الى التهديد والوعيد والكذب المستمر والإدعاءات المضللة في محاولة منهم لتفريغ الانتصارات الكبيرة والاستراتيجية التي حققه الحزب.‏

توصف الإنتخابات البرلمانية المقبلة (إذا جرت)، بالأكثر تأثيراً على مستقبل العملية السياسية في العراق، والأهداف المعلنة من قبل، الحزب الديمقراطي الكوردستاني، رافع شعار( مكاسب أكثر لكوردستان)، تؤكد على ضرورة المشاركة فيها بكثافة، لأن الظروف الداخلية والخارجية، والحفاظ على المكاسب الدستورية، تفرض قراءة الواقع السياسي في هذه المرحلة التي تشهد تجاذبات وتناقضات مختلفة، وإعادة تقييم المواقع في المعادلة السياسية وعلى خريطة التوازنات السياسية الجديدة وفق ضوابط متصلة بتحولات محلية وإقليمية ودولية. كما تدعو الى ممارسة أعلى درجات الصبر الذي يطلق عليه ضبط النفس، والتمسك بالأفكار الإنسانية التي تعظم حقوق الأفراد ومنافعهم وإستقرارهم ورخائهم بعيداً عن العنف والصراعات بأشكالها المختلفة وتطوير الآليات المختلفة للحفاظ على الثقافة المتشبعة بالقيم الحضارية، والإستمرار في تطبيقه من الآن الى ما بعد إعلان نتائج الانتخابات، وتشكيل الحكومة الجديدة، لكي نبعث رسالة الى الذين يشتاقون الى إضعاف وإقصاء الكورد عن العملية السياسية، وتلمس ترهل دورهم في العراق، والحد من مكانتهم وهيبتهم وقدرتهم على التأثير على القوى السياسية العراقية ومراكز القرار في المنطقة والعالم، مفادها، أن الكورد الذين عجزوا (قبل الإنتخابات) عن حل خلافاتهم وفشلوا في تشكيل ائتلاف إنتخابي واسع يفوز بعدد كبير من المقاعد، بإمكانهم إبداء المرونة ريثما تهدأ عاصفة الحملة الإنتخابية، وتشكيل كتلة برلمانية كبيرة (بعد الإنتخابات) تؤمن لهم حضوراً قوياً خلال مباحثات اختيار الرئيس الجديد للوزراء، ومفاوضات توزيع الحقائب الوزارية، وبإمكانهم إغاظة الأعداء بالصبر والتصميم الكبيرين في الحفاظ على الثوابت الوطنية والقومية والتعامل مع المخطئين بحالة من التعقل والشعور المسؤولية، بعيداً عن ردات الأفعال غير المدروسة. ‏

  الكورد يذهبون الى بغداد وفي جعبتهم أوراق مهمة، ومواد دستورية تؤمن لهم حضوراً فاعلاً يحظى بقبول كوردستاني واسع، ينعكس على المتغيرات والتحولات والتعامل معها، ورعاية دولية إستثنائية تفرض تأقلماً عراقياً مع الثوابت الكوردستانية، والقبول بتساوي الجميع أمام القانون والحفاظ على الكيان الدستوري لإقليم كوردستان، وإسترجاع مبادىء الشراكة والتوازن والتوافق، والإصرار على تنفيذ الدستور الذي يعتبر الضمان الوحيد لحقوق الجميع وعدم التمييز بينهم لأسباب قومية ودينية.