لقد برز وتعمق الشعور بالقومية واهميتها خاصة بعد الحرب العالمية الاولى , فالقومية هو شعور نفسي ولا يستمد من فكر سياسي , وتعتبر القومية من الامور الهامة للحفاظ على الوضع العام .
ونرى ان القومية تأخذ إتجاهات مختلفة , فمرة تساند القوى الدكتاتورية ومرات تساند القوى الديمقراطية وأحيانا اخرى تساند الثورة من اجل التغيير او قد تكون ضد الثورة متمسكة بعدم التغيير , معتقدة ان كل ذلك من اجل المصلحة القومية وان تلك الجهات مساندة ومعززة , مع ان لهذا الفكر المساندة الشعبية إذ يستمد قوته من الشعوب التي تريد ان تحافظ على قوميتها وتتبناها . لذا فالقومية تعطي شعور بالتصميم الوطني لاثبات الهوية او الذات الوطنية والشرف الوطني , قد يكون اثبات اي قومية على حساب قوميات اخرى وقد تكون الأقلية , معنى القومية تعطي للفرد الشعور بالإنتماء الى ذات الأمة التي تشترك افرادها نفس الارض ونفس اللغة والتراث من عادات وتقاليد وثقافة, مما جعل بعض القوميات تتصرف حسب الرغبة لتحقيق وحدة سياسية قومية ذات هوية وقوة للدولة ككل .إلا ان القومية ممكن ان تتصرف أو تطمح لأمور معينة قد تكون هنالك قومية معينة لاتملك دولة وتطمح بذلك أو قومية هي بالأصل موجودة على شكل دولة أو دول إلا انها مغرورة بقوميتها فتعظم دائما ًبها الى درجة تكون لها أبعاد سلبية , ويطلق على الافراد الذين يكون لديهم هذا الشعور بالقوميين الشوفينيين , وخاصة القومية التي تريد ان تحتل دول وتتسع على حساب قوميات أخرى فتكون نتيجة ذلك العدوان والتعسف .
ان دول العالم الثالث ومنها الدول الافريقية والأسيوية لحد الآن لاتزال تريد التخلص من براثن "الأجنبي" على بلادها فهي بهذا في بداية تحقيق استقلالها وشعورها بأمتها المحررة , اما الدول الغربية كـ المانيا فكانت في وقتٍ ما تعظم من قوميتها وتحاول قمع القومية الأخرى والان كل الدول الغربية قد ابتعدوا عن هذا التوجه القومي إلا ان ذلك لم يمنعهم من التمسك والتباهي والدفاع , مما حول نوع الاحتلال القومي الى احتلال (استغلال) اقتصادي او ثقافي , وما الى ذلك من أمور تجعل بعض الدول خاضعة لها .
ومن الجدير بالذكر ان هناك إختلاف بين الدولة والأمة , فالدولة هي كائن سياسي ولها نظام وقانون , اما الامة فهي مفهوم تراثي نفسي , بمعنى آخر قد تكون هناك آمة ضمن حدود دولة واحدة أو أمة لاتجمعها دولة واحدة بل عددة دول أو أمة ليس لها حتى دولة واحدة بل هي منقسمة بين الدول أو الأمم , لذا نرى في دول الغرب قد تشكلت الامم قبل تشكيل الدول او على اساسها تم تشكيل الدول , أما دول العالم الثالث فان الدولة هي العامل الرئيسي في خلق الأمة , ونرى عند نشوء الدول ومنها انكلترا وفرنسا و اسبانيا والبرتغال لم تكن على اساس القومية بل على اساس طموح ملوكها ليس إلا . وأمريكا لم تقم على اساس قومي إلا انها حاولت بعد القرن التاسع عشر ان تكرس هذا الشعور ( القومي الامريكي) لدى مواطنيها , بمعنى انها خلقت لنفسها قومية وطنية لتحقيق وتعميق الشعور الوطني والذي بدوره ساهم وبقوة في انضمام الولايات تحت اسمها . اما الهند فاعتبر نهرو "ان القومية الهندية لاتزيد عن كونها شعوراً ناقضاً للإمبريالية الغربية " . إذن القومية تقوم بتوحيد وتجميع الامة .