الفکر الكوردستاني بین صناعة الإرادة و تحطیم قیود الإضطهاد في مرحلة مابعد الإستفتاء
یقال بأن الإرادة الصلبة تجعل المُستحيل ممكناً وأن الأحلام والطموحات لا يمكن أن تتحقق بالاستسلام للعجز و الإخفاق، فالأبطال يُصنعون من أشياء عميقة في داخلهم هي الإرادة والحُلم والرؤية.
مانشاهده الیوم علی الساحة الكوردستانیة هو إتفاق أعداء الكورد في مساعیهم للقضاء علی الحلم الكوردي والإستمرار في سلب و نهب خیرات كوردستان، بالمقابل نری أنانیة بعض الزعماء والقادة، الذین لایسعون الی التقارب والوحدة لتجاوز أزمة المرحلة و تعزیز جبهة التصدي والصمود في وجه التحدیات.
الأمة الكوردیة الیوم وللأسف مقسمة ومجزأة الی أقسام وأجزاء بحيث یکون من الصعب قیادتها من قبل حزب سیاسي أو زعیـم واحد قادر علی أن یفرض هیمنة سیاسته الوحدویة علی جغرافیة واسعة من خارطة كوردستان.
وإذا كان التطلع الی المستقبل يعني القیاس علی إحتمالاته الموجبة، فإننا نعیش الیوم مرحلة مابعد الإستفتاء المتمثلة بالإحتلال وتقیید دور سلطة الإقلیم السیاسیة و العسکریة.
إذن من الضرورة بمكان العمل علی إستراتیجیة جدیدة لصنع الإرادة والإتحاد و وضع آلیات العمل علی تحطیم قیود الإضطهاد بإشکاله المتنوعة. إستراتیجیة تقوم علی جمع الطاقات المادیة والمعنویة في إطار فكري و سیاسي وإقتصادي وعسکري وإجتماعي واحد، تقزم دور المشتّت و المفتّت وتعاقب أيّ طرف یسعی الی فرض مصالحه الشخصیة فوق مصلحة الوطن أو ینحني للإملاءات الإقلیمیة الهادفة للنیل من إرادتنا في النضال من أجل تحریر كافة الأراضي الكوردستانیة الواقعة تحت نیر الإحتلال والإغتصاب.
علی الكوردستانیین السعي في تجدید صیغ و حقول و مناهج صنع الإرادة والإیمان بكرامة الوطن والتحرر من فكي الكماشة والقوقعة الحزبیة الضیقة المیئة بالشعارات الخاویة.
ما نحتاجه هو إبتكار طریقة جدیدة ولغة جدیدة في سوس الذات والأفكار وفي إدارة الوقائع و الأحداث وتشخیص المصلحة القومیة، بعیداً عن مصالح فئة علی حساب فئة أخری أو تحویل علاقتنا بتراثنا الحي والغني بالنضال من أجل الحریة الی معرفة میتة أو شرنقة خانقة أو متحجر فكري یفقد مصداقیته بعد أن حاول البعض لمکاسب شخصیة إجهاض أحلامنا وعمل علی إفلاس مشروعنا في الإستقلال و سعی الی وضع هویتنا في المأزق، کما نشر هذا الوباء الفتاك في مدینة كركوك، قلب كوردستان، والذي نخشی منە و نعاني من إنتشاره.
لنجترح أسالیب عصریة في التخطیط للمستقبل تخرج معها الأشیاء مخرجاً یجعلها تزداد قوة و صلابة و تبعدنا من أن نكون أسری ماهیات ثابتة أو هویات مفروضة علینا من قبل المحتلین لتقويض مساعینا في الحریة والإستقلال.
ختاماً: "الأمور لم تعد علی ما کانت علیه، فعصرنا هذا یحتاج الی تغییر العدة القدیمة بمرجعیتها الفکریة وأطرها وآلیاتها، لإعادة البناء، تغذیة وتهجیناً أو صرفاً وتحویلاً أو توسطاً و تسویةً وعبوراً أو إنماءاً وإزدهاراً مع طرح الساسة شعارات الحریة والإستقلال بعقلیة التقدم نحو الأمام دون الخوف من المتغیّرات."