علي حسين فيلي/ كيف تبدو حالة القلق الذي نشهدها اليوم؟ السلام في العراق لا يعني غياب الحرب، بل هو لحن الإيقاع الذي يسمع باستمرار والمجتمع يريد أشياء لم تكن موجودة في الثقافة السياسية لهذا البلد! والحكومة في حيرة من أمرها بشأن كيفية الاعتراف بهذا الحق الذي لم يكن موجوداً من قبل.
لا يمكن للناس أن يتوقعوا معجزات من حكومة غير متأكدة من استمرارية حكمها في المراحل المقبلة استناداً إلى إحصائيات تضحياتهم الماضية ووعود اليوم التي لم تتحقق.
وفي ظل عائدات النفط، ليس على العراقيين أن يحاربوا أنفسهم ومصالحهم، والرسالة التي لا تتفق مع وجهات نظرهم ولا تزيد المسافة بين الحكومة والشعب، إذا صححت آراء الناس، هي رسالة الحقيقة التي يحتاجها المجتمع.
إن الافتقار إلى العدالة يجعل من الخطأ الحديث كثيرا عن قدرة الحكومة، مثل الافتقار إلى البنية التحتية الخدمية وظروف الشارع، تنشأ الاحتجاجات بين آونة واخرى وتسبب المشاكل.
الوضع القائم ليس ذريعة للحكومة لتقوم باغلاق الابواب امام مطالب الشعب، وما حدث حتى الآن جعل طريق السلام أبعد، وأثبت أن الشعب الذي لا يطالب سيحرم من الأمن والراحة، وهما في أدنى مستوياتهما في العراق.
صحيح أن الحكومة جاءت إلى السلطة في ظل أوضاع غير مستقرة، لكن يجب أن تظهر حقيقة أن المعتقدات القانونية والعرقية والدينية داخل الحكومة والبرلمان وغيرها مختلطة ببعضها البعض وتم غلق طريق الحل وهو داء قاتل في هذه الأجواء غير المستقرة .
فإذا عشنا في سلام وطمأنينة، أي أننا في حياة عصرية، وعلى الشعب إما أن يتكيف مع الوضع أو يشهد العودة إلى العقود الماضية، وهذه كارثة.
فالناس الذين أصبحوا الآن أحراراً في طرح الأسئلة والتعبير عن أنفسهم بعد عقود من القمع يدركون أن عدم الثقة في السلطة السياسية يؤدي دائماً إلى حكومة ضعيفة وغير مستقرة.
في الواقع، لا أحد يعد المسؤول الوحيد عن تعاستنا ومشاكلنا! وإذا تقفينا آثار أقدام لصوص سلام وسعادة هذا الشعب، فسنجد أنفسنا (نحن العراقيين) في نهاية المطاف قد رفعنا راية النصر الوهمية في كل شارع وزقاق يشكو الخدمات.
لقد أتيحت لكثير من الشعوب والدول الفرصة لمراجعة نفسها، وتنظيم سياساتها بحرية ومنطقية والتوصل إلى نتيجة لما تعنيه الحرب! وماهية عواقب الفوضى؟ وما هي أضرار صراع الأيديولوجيات الأرضية والسماوية؟ هذا البلد يحتاج إلى الفكر السلمي أكثر من حاجته للقوات المسلحة، وإلى التسامح أكثر من العنف. في الواقع، من الأفضل للعراق أن يكون لديه جيش بلا أعداء بدلاً من أن يكون لديه الكثير من الأصدقاء الذين يخلقون أعداء.