من المتعارف عليه بأن مهنة الطب مهنة إنسانية لا تقبل الخضوع والخنوع للمساومة للنفس الامارة بالسوء لأنهم ملائكة الرحمة كما وصفهم المجتمع وبالجيش الأبيض مؤخرا بعد تفشي جائحة كورونا حيث قدموا تضحيات كبيرة وخدمات جليلة لعلاج المرضى، ومن الأطباء ما يضرب فيه المثل بالإخلاص للعمل المهني والوفاء تجاه المريض لانه مؤتمن على حياته وهناك من الاسماء اللامعة في مجال الطب حتى يومنا هذا يشار لهم بالبنان , ولكن ما آلت اليه الاوضاع في العراق بعد عام 2003 وما قبلها من عدم الاهتمام بالتعليم وعدم احترام الكفاءات العلمية وعدم مواكبة التقدم التكنولوجي الذي شهده العالم المتقدم في عصر الحداثة والسرعة والتكنولوجيا والفضائيات كان له الاثر السلبي على المستوى العلمي لطلبة المدارس والمعاهد والكليات وحتى الدراسات العليا في العراق عموما دون استثناء وتفشي الرشاوى في المؤسسات التربوية والتعليمية ومساعدة الطلبة على الغش في الامتحانات والقرارات الفاشلة من الهرم الأعلى كسنوات العبور وعدم احتساب سنة رسوب وما شاكل ذلك , نتج عن كل ذلك تخرج جيل جاهل في جميع الاختصاصات العلمية، بعيدا عن العلم في أبسط مبادئه حتى تساوى المتميز مع المتخلف دراسيا بغض النظر عن المرحلة الدراسية والشهادة التي حصل عليها من هنا وهناك ناهيك عن بيع وشراء الشهادات العلمية بمبالغ خيالية ما انزل الله بها من سلطان ليتبؤا منصبا قياديا في الدولة أو عضوا في السلطة التشريعية التي تشرع القوانين لمستقبل الدولة.
برزت في الاونة الاخيرة حوادث يندى لها الجبين وتشكل وصمة عار على مهنة الطب لا أخص بالذكر جميع الاطباء لكن البعض من الذين شوهوا سمعة الطبيب العراقي الذي كانت تنحني لهم القامات في الدول الغربية نتيجة دهائهم وخبرتهم في مجال اختصاصهم الدقيق وهنا أشير إلى خطأ طبي فادح والى حادثة وفاة اثنين من المواطنين من أهل شنكال أب وابنه بعد اجراء عملية قص الكبد وتبرع احد أبنائه بعد دفع مبلغ كبير وفشل العملية وسفر الطبيب الى امريكا فجأة للتخلص من المساءلة القانونية، هنا اتساءل اين تهرب من يوم لا مفر منه ويوم يقول الله سبحانه وتعالى ( وقفوهم انهم مسؤولون)، وهناك الكثير من الاخطاء الطبية التي نسمعها هنا وهناك اودت بحياة العديد من المرضى , حتى بات الناس يهابون من مراجعة المستشفيات والاطباء ويحسبون لهم الف حساب، وختاما اقول على الدولة والجهات المعنية بالقيام بتقييم الاطباء ذوات الاختصاص الدقيق من خلال اختبارهم بين فترة وأخرى ومنعهم من مزاولة العمل في المجال الطبي الا بعد اثبات كفاءته امام لجنة خبراء مشكلة لهذا الغرض بالإضافة الى مراقبة الصيدليات واسعار الأدوية التي اصبحت عبأ ثقيلا على كاهل المواطنين في الوقت الذي يمر البلد في ضائقة اقتصادية ومالية خانقة وتردي مستوى الدخل الشهري للمواطنين نتيجة جشع البعض من أطباء الصيدلة وهنا اقول حسبي الله ونعم الوكيل على كل من لا يعمل بنية خالصة لوجه الله وخدمة الوطن والمواطن.