منذ فترة طويلة تعاني الرياضة العراقية جملة مشاكل و معوقات سببت تدهورها ومنعتها عن الالتحاق بركب التطور والتقدم الاولمبي والعالمي وسنتحدث في الجزء 2 عن اهم تلك المشاكل و المعوقات وسبل معالجتها ، اما في هذا الجزء نركز على هموم مواطننا وتراكم الاحزان في صدره بسبب اخفاقات منتخبنا مع ابسط الفرق و المنتخبات الخارجية و كذلك فشلنا في الالعاب الاولمبية.
ان كرة القدم هي الاكثر شعبية لدى جميع طبقات وفئات المجتمع العراقي و يعشقه كل مواطن ويعيش مع ذكرياتها الجميلة ايام كاس الخليج، ولا يستطيع هذا المواطن ان يتحمل القهر و الالم اكثر من طاقته وصبره ، امام خسائر و اخفاقات منتخبنا المتكرر و المخجلة " هذا المنتخب الذي صرف على اعداده مبالغ كبيره " ولا يستطيع المواطن ايضا الصمت و السكوت و خصوصا بعد زوال كابوس ظلم البعث - ايام حكم الطاغية صدام و سيطرة ابنه عدي على اللجنة الاولمبية والذي كان مصدر القلق والرعب و الخوف للاعبين وبالاخص لاعبي كرة القدم و كان يهددهم بالانتقام الشديد في حالة الخسارة مع اي فريق اجنبي ، و يأمر بسجنهم و تعذيبهم في" سجنه الخاص " الذي كان يقع مباشرة تحت بناية اللجنة الاولمبية ببغداد ، وبعد التغيير " 2003 " اخذ المواطن العراقي يتمتع بنوع من حرية التعبير يستطيع ابداء رايه وانتقاداته حول ما تحدث للرياضية العراقية محليا ودوليا واولمبيا ، و يريد ان يعرف المزيد عن كل شيء تخص رياضتنا وخصوصا فشل ابطالنا " وغياب بطلاتنا " في الالعاب الاولمبية واحتلالنا ومع الاسف المركز الاخير بين دول العالم ، فمنذ مشاركتنا في دورة لندن عام 1948 ولغاية اخر مشاركة في دورة " طوكيو 2020 لم تحصل العراق سوى " وسام برونزي واحد " في دورة روما 1960 " في رفع الاثقال - وزن الخفيف " وبالمقارنة مع دول الجوار : الكويت : منذ مشاركتها الاولى في دورة المكسيك عام 1968 ولغاية دورة طوكيو 2020 الاخيرة حصلت على 3 اوسمة ، ففي دورة سيدني 2000 حصلت على برونزية في الرماية الرجال وفي دورة لندن 2012 حصلت ايضا على برونزية في الرماية رجال وفي الدورة الاخيرة طوكيو 2020 حصلت على برونزية في الرماية رجال ... سوريا : منذ اول مشاركة لها في دورة لندن عام 1948 ولغاية طوكيو 2020 حصلت على " 4 اوسمة متنوعة " ففي دورة لوس انجلس 1984 - امريكا حصلت على اول ميدالية فضية في المصارعة الرومانية ، وفي دورة اتلانتا - امريكا حصلت على ميدالية ذهبية عن طريق البطلة " غادة شعاع " في سبق السباعي بالعاب القوى " ، وحصلت على ميدالية برونزية في الملاكمة رجال في اولمبياد اثينا - اليونان عام 2004 و في دورة طوكيو 2020 حصلت على برونزية في رفع الاثقال وزن 109 كغم رجال ... الاردن : منذ اول مشاركة لها في دورة موسكو عام 1980 ولغاية الدورة الاخيرة طوكيو 2020 حصلت على " 3 اوسمة اولمبية " ذهبية في التايكواندو وزن 68 كغم رجال في دورة ريو 2016 - البرازيل وعلى مداليتين " فضية في التايكوندو فئة تحت 80 كغم رجال " و برونزية في الكاراتيه فئة 67 كغم رجال في دورة طوكيو 2020 ... السعودية : منذ اول مشاركة لها في دورة ميونيخ 1972 بالمانيا الغربية ولغاية اخر مشاركة في طوكيو 2020 حصلت على " 4 اوسمة " 2 فضية + 2 برونزية " ففي دورة سدني عام 2000 حصلت على فضية في 400 م حواجز رجال وعلى برونزية في سباق الفروسية - القفز الفردي وفي دورة لندن 2012 حصلت على برونزية في الفروسية - القفز الجماعي رجال و في دورة طوكيو 2020 حصلت على فضية في كاراتيه فئة 75 كغم رجال " ايران اول مشاركة لها 1900 ، باريس - فرنسا في المبارزة بمشاركة اللاعب " فريدون ملكوم " وفي دورة لندن عام 1948 ثاني مشاركة لها واستمرت في المشاركة الى دورة طوكيو 2020 استطاعت الحصول على 75 اوسمة متنوعة " 21 ذهبية و 23 فضية و 31 برونزية " علما ان اغلب تلك الاوسمة كانت في المصارعة 43 و رفع الاثقال 18 و التايكواندو 6 و بالعاب القوى 1 وفي دورة طوكيو حصلت على 7 اوسمة متنوعة " 3 ذهبية و 2 فضية و 2 برونزية وجاءت بالمرتبة 27 بين الدول المشاركة " تركيا : اول مشاركة لها في اولمبياد 1908 - لندن ، ايام الدولة العثمانية وخلال جميع مشاركاتها الاولمبية حصلت على " 87 ميدالية منها " 39 ذهبية و24 فضية و 24 برونزية " و اغلب الاوسمة كانت في " المصارعة ورفع الاثقال " وبشكل اقل في " العاب القوى و الملاكمة و التايكواندو و الجودو وفي دورة طوكيو حصلت على 13 اوسمة مختلفة " 2 ذهبية و 2 فضية و 9 برونزية و جاءت في المرتبة 32 في ترتيب الدول التي شاركت " العراق ففي دورة طوكيو 2020 شاركت بثلاث رياضيين فقط ولم يحققوا اي انجاز ورجعو الى البلاد بصفر اليدين كما في الدورات الاولمبية السابقة ، والغريب هنا : مشاركتنا برياضة التجديف " علما هذه الرياضة لا تمارس عندنا مطلقا ، نظرا لقلة الامكانية و الاجهزة الخاصة وقلة الاقبال عليها وعدم وجود مدربين في هذا التخصص ؟ والشيء الاكثر غرابة ايضا ، التعاقد مع مدرب اجنبي " فرنسي - مع كل احترامنا و تقديرنا لهذا المدرب " للاشراف على اللاعب " محمد رياض " عبر رسائل الكترونية يبعث من باريس الى بغداد ولم يحضر للعراق ولا مرة ليشاهد لاعبه على ارض الواقع ، الا انه شارك في اولمبياد طوكيو 2020 بصفته مدربا للاعبنا وعلى حساب العراق ، كان من الافضل ان نشارك في المصارعة و رفع الاثقال و الملاكمة الاكثر ممارسة في انديتنا الرياضية وكذلك لوجود مدربين عراقيين اكفاء و لهم سمع دولية " بدلا من خسارة المال ومن دون تحقيق اية نتيجة .. ان عدم المعرفة الجيدة والدقيقة لاختيار الرياضة و اللعبة المناسبة والتي يمكن من خلالها الحصول على اوسمة اولمبية هي احدى مشاكل فشلنا في الالعاب الاولمبية ، فضلا عن الاعتماد على المدرب الاجنبي بدلا من المدرب العراقي خاصة في مثل هذا الظرف " انتشار وباء كورونا " حيث ان المدرب الاجنبي يعتذر عليه من الحضور الى العراق خوفا من هذا الوباء وبذلك يرسل البرامج من بلده و عبر الانترنيت وهذا لا يفيد ولا يهدف الى تقدم وتطوير اللاعب و الفريق .. مثال اخر و نفس الخطا يتكرر مع منتخبنا بكرة القدم باشراف المدرب الهولندي " ديك ادفوكات ؟" حيث يرسل البرامج عبر الانترنيت " ولم يستطيع الحضور للعراق " للاسباب اعلاه " لكي يشرف على تدريب المنتخب و يشاهد وضعهم عن قرب و على الارض الواقع و يطلع على اوضاعهم و مستواهم ومشاكلهم .. و ياتي هنا السؤال التالي : الم يوجد في العراق مدربين اكفاء للاشراف على منتخبنا ؟ واذا كان جواب المسؤولين في الاتحاد المركزي لكرة القدم واللجنة الاولمبية بكلا ، فكيف استطاع المدرب العراقي " عمو بابا " ان يقود منتخبنا بنجاح لدورة الالعاب الاسيوية في الهند عام 1982 والفوز بالذهبية و اللقب ؟ وقاد ايضا منتخبنا الى كاس الخليج و استطاع الفوز ثلاث مرات للاعوام " 1979 و 1982 و 1984 " ؟؟ كذلك قاد منتخبنا الى نهائيات الالعاب الاولمبية في الدورات التالية " موسكو 1980 و لوس انجلس - امريكا 1984 و سيؤل - كوريا الجنوبية 1988 " ؟؟؟ واذا لم يقتنع الاخوة في الاتحاد المعني واللجنة الاولمبية العراقية بكفاءة ونجاح المدرب العراقي نقدم مثال اخر : مدربنا عدنان حمد " الذي قاد منتخبنا الى دورة اثينا الاولمبية عام 2004 وتمكن الوصول بهم الى نصف نهائي و الحصول على المركز الرابع من بين عمالقة و نحوم الكرة العالمية .. وفي عام 2005 حصل على لقب افضل مدرب في قارة اسيا ااا والى وقت قريب كان يشرف على تدريب منتخب الاردن الذي استطاع بفضله للوصول الى الدور الربع نهائي في امم اسيا عام 2011 و الى الدور الثالث من تصفيات كاس العالم 2014 ... ااا واذا لم يعترف الاخوة في الاتحاد و اللجنة الاولمبية ولم يفهموا ما ذكرناه في المثالين انفا نقدم لهم المثال الثالث " عصى ان يفهموا ويدركوا و يقتنعوا بوجود كنوز رياضية ثمينة في العراق " : المدرب " حكيم شاكر " الذي قاد منتخبنا وبنحاح كبير الى " بطولة اسيا - تحت 22 سنة " عام 2013 وفاز " بلقب كاس اسيا " لهذة الفئة العمرية . وبعد هذا العرض المختصر لدور وكفاءة و انجازات مدربنا العراقي الوطني فهل بقي لدى الاخوة في الاتحاد المعني و اللجنة الاولمبية اي اعتذار و الهروب من المسؤولية ؟؟ وللمزيد ايضا نذكر اسماء مدربين آخرين اكفاء رفعوا اسم العراق عاليا في البطولات الخارجية الدولية و العالمية منهم : المرحوم " شوقي عبود " و المرحوم " ثامر محسن - استاذ كلية التربية الرياضية - جامعة بغداد في فترة السبعينيات القرن الماضي " و الدكتور جمال صالح - استاذ كلية التربية الرياضية - جامعة بغداد - في فترة الثمانينيات " و " واثق ناجي " و " جليل شهاب " و " انور جسام " و "عدنان درجال - خريج كلية التربية الرياضية - جامعة بغداد في السبيعنيات واحد طلابي انذاك " و " يحيى علوان - خريج كلية التربية الرياضية - جامعة بغداد في الثمانينيات واحد طلابي انذاك " وايوب اوديشو - خريج كلية التربية الرياضية - جامعة بغداد " و " ناجح حمود " و " اكرم احمد سلمان " و " راضي شنيشل - خريج كلية التربية الرياضية - جامعة بغداد في الثمانينيات واحد طلابي انذاك " و " ناظم شاكر " وغيرهم من المدربين المخلصين القدمى و الجدد اللذين قادوا فرق ومنتخبات عراقية و عربية بنجاح وبرزوا عراقيا ودوليا .. ااا و نوجه هذا السؤال ايضا للمسؤولين في اللجنة الاولمبية و الاتحادات المعنية : الى متى يستمر فقدان الثقة والاهتمام لمدربينا ؟ وغياب توفير ابسط الامور والحاجات الضرورية لهم ؟؟ لكي يعيشوا ومع اسرهم معززين ومكرمين ، ويشرفوا على تدريب فرقهم في اجواء ملئ بالمحبة و الامان و الاستقرار و راحة البال