لا خطط حكومية فعالة وحقيقية لانهاء او معالجة أزمة السكن المتفاقمة منذ عقود مضت وظلت عاما بعد اخر تتسع وتتعقد، بالرغم من وجود قانون استثمار كان يمكن الاستفادة منه وقتها للحل شريطة ان لايبقى قابعا بادراج مكاتب الحكومات المتتالية، فضلا عن وجود المعوقات، ابرزها غياب الضمانات لتوفير استقرار أمني يمكن أن يطمئن المستثمرين إلى أنهم سيحصلون على حقوقهم وتسديد قيمة مشاريعهم.
سكان العراق يتزايد بسرعة فائقة، والأزمة تفتقر للتخطيط السليم، مما يحرم المواطنين من سكن لائق، خاصة بعدما تحولت كثير من المدن إلى عشوائيات ومن المفترض أن تقوم الحكومة بتوزيع الأراضي على الفقراء والمعوزين الذين لجأ كثير منهم للاستيلاء على أراضي الدولة والمساحات الزراعية والفارغة، مما حولها إلى سكن عشوائي!.
و للبحث عن حل لازمة السكن المستعصية ، هذه الايام رئيس الوزراء محمد شياع السوداني طرح 3 حلول لمعالجة أزمة السكن الاول نذهب لتوزيع اراضي بمناطق مخدومة بسندات حقيقية ونخبرهم الذهاب للمصارف لتسلم قروض لليناء اما الحل الثاني فهو قيام الدولة ببناء مجمعات سكنية بأسعار مخفضة وتوزيعها للفقراء بينما كان ثالث الحلول هو اللجوء للاستثمار وايضا بأسعار مناسبة.
وهنا أذكر ان الحكومات السابقة المتعاقبة زعمت انها عملت لحل أزمة السكن هذه،وكان لها ثلاث محاولات منذ عام 2003 وحتى الآن، ولكن كلها لم تسفر عن أي حلول، وتفاوتت هذه المحاولات بين فتح قروض مالية للمواطنين تُعرف باسم قروض السكن، وتوفير مواد بناء بأسعار مدعومة، وتوزيع أرض سكنية بمساحات مختلفة على المواطنين ،لكنها فشلت وبعضها كان وهميا مثل مشروع "داري" للكاظمي الذي يعد اكبر مقلب وتحايل على الفقراء واستمر لعامين «روح وتعال»من دون نتيجة تذكر!!.
دراسة اعدت في هذا المجال ترى انه و نتيجة للتضخم السكاني المقرون بتغير حالة المجتمع وسوء التعامل المركزي مع متطلبات الحالة واحتياجاتها، بدأت أزمات السكن تلوح في الافق.
ازداد الطلب على الوحدات السكنية بمعدل 50 إلى 100 ألف وحدة سكنية سنوياً وبتوالي السنين تراكمت الحاجة للوحدات السكنية حتى وصلت إلى الملايين من هذه الوحدات، حيث لم تعالج هذه الحاجات السكنية كما ينبغي منذ يوم بروزها.
ان عدم التوافق بين العرض والطلب واختلال الموازنة فيه أدى إلى إرتفاع في أسعار العقارات بشكل لافت للنظر حتى فاقت اسعار العقارات في بعض الأماكن في العراق أسعار العقارات في المدن والعواصم الأوربية!.
الانواء الجوية تنبأت بهطول امطار صيفية الايام المقبلة مع البرق والرعد واكدت ان تواجد السحب حاليا في اجواء مدن البلاد وحالة عدم استقرار ضعيفة تؤثر على مناطق متفرقة ،وفرص هطول زخات من الامطار خلال اوقات متفرقة وهو امر نادر الحدوث بهكذا أوقات في بلدنا،فالكلام بايجاد حلول للسكن مشابه لما يقال في المثل الشعبي «مطر صيف»،فنوايا الحكومة لحل معضلة السكن ، ووعودها ستظل موضع تندر ولن تجد لها من تبلله كامطار الصيف ،ذاك انها كلام ممجوج وممل فهي لن تقدم وان تؤخر فلقد سمعناه من المالكي والعبادي وعبد المهدي والكاظمي وبقيت الامور مجرد اوهام شبيه بامطار الصيف.
الاخ السوداني ازمة السكن ونوايا حكومتك لحلها ستظل على حالها ان لم تكن ادواتك للشروع بالعمل حقيقية وجاهزة، وستمر حالها حال سحابة صيف عابرة التي تنتهي بمجرد مرورها ويبقى الحر ضيفا ثقيلا يزيد من معاناتنا مصاحبا لازمة السكن وتقطيع انفاسنا بانقطاع الكهرباء المتكرر الذي نعيشه يوميا ليل نهار على انغام اغنية "حجيك مطر صيف مابلل اليمشون ".