الميليشيات مجاميع مسلحة خارجة عن إطارالدولة والقوانين المرعية ولا تمتثل بأوامرها , يعملون عادة بإسلوب حرب العصابات وتحت إمرة قيادات بعيدة عن الأعراف والتقاليد العسكرية وتتقاطع معها من ناحية التدريب والتسليح تحقيقاً لمصالحهم الضيقة والتي من أجلها تشكلت لتنفيذ مآربهم وأجنداتهم السياسية , غير أن قوات البيشمركة تعتبر جزء من منظومة الأمن والدفاع العراقية وهي قوة عسكرية دفاعية دستورية وقانونية وحسب ما نصت عليه المادة (121) من الدستور العراقي في الفقرة خامساً ( تختص حكومة الإقليم بكل ما تتطلبه إدارة الإقليم , وبوجه خاص إنشاء وتنظيم قوى الأمن الداخلي للإقليم , كالشرطة والأمن وحرس الإقليم ) .
على جميع العاملين في الحقل السياسي الإطلاع على الدستورالعراقي وقراءته بتمعن قبل إطلاق التصريحات الإعلامية جزافاً لأنه الفيصل والمرجع القانوني لحل الإشكالات بين الأطراف المتنازعة للمشاركين في العملية السياسية , حيث ترددت في الآونة الأخيرة تصريحات غير مسؤولة للبعض من المحسوبين على الكورد مع الأسف من الأحزاب السياسية ومن مراهقي السياسة والسياسة براء منهم بعد أن أوجدتهم الصدفة بحكم  حالة التشظي التي طالت بعض الأحزاب السياسية في الإقليم , على ضرورة إلغاء قوات البيشمركة الأشاوس خرقاً للدستور العراقي حيث تم نعتهم بأوصاف لا تليق وسمعتهم التي ملأت الآفاق ويشهد لهم القاصي والداني والأعداء قبل الأصدقاء ,  متناسين دورهم المشرف في الدفاع عن حدود الإقليم , حيث تأتي هذه الدعوات المريبة والمخططة لها سلفاً في إطار سلسلة من سيناريوهات المؤامرة التي تحاك ضد إرادة الشعب الكوردي وكسر شوكته وطمس هويته القومية , بدأً من اليوم الأسود والمشؤوم والذي حمل بصمات خيانة عظمى قبل أحداث السادس عشر من أكتوبر الماضي مروراً بقرارات البرلمان العراقي العاجلة بإلغاء أصوات التصويت الخاص لإقليم كوردستان حصراً والخاص بقوات البيشمركة ومنتسبي وزارة الداخلية دون محافظات العراق الأخرى .
 ولو لا وجود قوات البيشمركة لما كان للحاقدين والعابثين بالسياسة أن يسرحوا ويمرحوا بأمن وأمان على حساب تضحياتهم وهي تنزف انهاراً من الدماء على سواترالشرف وقدموا قوافل من الشهداء من خيرة شباب كوردستان بعد أن مرّغوا أنوف الأعداء بالتراب تحت أقدامهم وكسروا إسطورة أعتى منظمة إرهابية عرفها التأريخ الحديث من عصابات داعش الإجرامية , لكان هؤلاء الحثالة يعيشون بصفة نازحين مشردين بلا وطن ولامأوى في مخيمات إيران ويصبحون في خبر كان حيث لا مدافع عن حقوقهم المسلوبة .
 فمجرد الإنتساب الى قوات البيشمركة شرف ما بعده شرف حيث يعتز ويفتخر الكورد به لما قدموه من تضحيات بإعتبارها عنوان للعز والكرامة والشموخ والذائد الوحيد عن حدود الإقليم والسيف البتار لكل من تسول له نفسه المساس بأمن كوردستان وحقوقه المشروعة  .
ويقول الرئيس مسعود البارزاني ( أنا  لست رئيساَ بل أنا بيشمركة وسأبقى بيشمركة ) ...