اختارت إسرائيلُ الوقتَ المناسب للانقضاض على حزب الله، وذلك لتحقيق هدفَين: 

الأول: شلُّ القوة الهجومية لحزب الله، وإفراغُ الحزب من قابليته التهديدية، ماديا ومعنويا. 

الثاني: إخلاءُ جنوب لبنان من عناصر حزب الله، بعمق 35 كم، وضمانُ عدم تمكّنه من تهديد شمال إسرائيل، وبالتالي التمهيدُ لعودة النازحين الإسرائيليين إلى منازلهم. 

أما تصفيةُ حزب الله، وإنهاءُ وجوده، فلم يكن، ولن يكون هدفا إسرائيليا، لأن ذلك ليس شأنًا إسرائيليا، ولا وظيفةً من وظائفها، ولا يدخل ضمن صلاحياتها، بل هو شأنُ الجهات التي اصطنعت النظامَ الإيراني ووكلائَها.  

الوقت كان مناسبا جدا، إذ لا يمكن أن يتحول الهجوم الإسرائيلي الحالي الشرس إلى حرب إقليمية، ولا إلى ردٍّ حازم من إيران أو من وكلائها، أو من حزب الله، ولن يؤدّي، أبدا، إلى توسّع نطاقه.. فأمريكا على ابواب انتخابات حساسة وحاسمة، ولن تقبل برفع وتيرة التوتر، ولن تسمح، أيضا، بتوسّع نطاق الحرب، كما أن إيران، ومن خلال حكومتها الإصلاحية، هيّأت نفسها للدخول في تفاهمات مفتوحة مع الغرب، بهدف صياغة سلام، يكتفي بتقليم أظافرها، ويحميها من التراجع الكبير، او حتى السقوط بيد الإدارة الأمريكية القادمة. 

لذلك، سيتوقف الهجوم الإسرائيلي، وسيبتعد حزب الله عن الحدود الإسرائيلية بما يضمن تَخافُتَ تهديده، وعودةَ النازحين الإسرائيليين إلى منازلهم. 

وستشهد المنطقة، بعد الانتخابات الأمريكية، تغييرات جذرية في سياسات الدول الفاعلة على الصعيدين العالمي والإقليمي، وتغييرات في خارطة الشرق الأوسط، وتغييرات في خارطة ومسارات الأحزاب السياسية في المنطقة.