ها هي السنة السابعة تمضي والإبادة التي تعرض لها الايزيدية على يد تنظيم داعش الارهابي تبقى مستمرة باستمرار فقدان مصير اكثر من ثلاثة الاف انسان ايزيدي لا يزال اغلبهم يعاني ابشع صنوف الاستغلال و القهر .
الذكرى السابعة تمضي بصمت و لايزال ولاتزال بقايا عظام ضحايا مجازر القتل الجماعي تتقاذفها الرياح ومياه الامطار وبقايا الجثث الممزقة التي تحمل اثار طلقات الغدر من قبل أعداء الانسانية تلتحف المقابر الجماعية بهدوء سماء سنجار وابتهالات الامهات ليرقد أرواح ابنائهن في السماوات بهدوء وسكينة و سنجار تعيش سبع سنوات عجاف أكثر قسوة من معاناة يوسف وأشد عنفا من صبر يونان في بطن الحوت و أيوب مع معاناة المرض – معانات تحمل ألام الابادة المستمرة منذ سبع سنوات و لا احد يعرف الى متى ستستمر؟.
ها هي الذكرى السابعة للابادة تتسارع بخطاها ولا يزال الالاف من النازحين يفترشون الحياة تحت خيم تمزقها رياح الامطار حين وتحرقها الحرائق احيانا وتتمزق من شدة آهات الامهات وهي تدعو بالخير والنجاة من هذه المحنة وأن يعم السلام العالم وهي تنتظر ابنتها التي ينهش الطغاة جسدها منذ سنوات وتسمع بين حين و أخر صدى بعيد من صوتها ليقول لها انتظريني يا أماه سنلتقي – و تلتفت حواليها لتكرر عليها القول : لابد ان نلتقي لتصحو على صوت سجع الليل المهيب تحت خيمة ترفض ان يغادرها أهلها بعدما اصبحوا جسدا واحدا مع الارض والورود التي زرعتها لتشم منها رائحة بناتها ..
ها هي الذكرى السابعة للابادة تأتي ويزال الألاف من الايزيدية كما غيرهم من الاقليات من المسيحيين والتركمان الشيعة والشبك والكاكائية وغالبية ضحايا جرائم القتل الجماعي في عموم العراق من الكورد والعرب ينتظرون ان يعلو صوت العدالة، ان تجري محاكمات عادلة شفافة علانية وفق معايير دولية ان يحضرها شهود العيان من الناجين من مجازر القتل الجماعي او الناجيات من عهر السبي وقيود الجواري ... ويتسائلون كيف يرف جفن النوم للمسؤولين وهم يعرقلون كل جهد دولي او محلي لتشكيل محاكم على معايير دولية لإنصاف الضحايا وذويهم ورد الاعتبار لكرامة الايزيدية التي لاتزال تنتهك كل يوم .
الذكرى السابعة للابادة تمضي بعنفوان ولاتزال سنجار مدمرة والسور الروماني فيها يستغيث من ينقذها واطلال المدينة القديمة تصرخ اين ومتى سيتم رفع انقاض الخيانة وبقايا قطرات دماء الرجال الذين رفضوا الا ان يبقوا أيزيديين أنقياء تنتحب تحت صخور يمتد عمرها لألاف السنين -- صخور أحتملت غطرسة الاف السنين من الابادة والقتل ولكنها لاتحتمل قطرات دماء زكية سيلت على أتربتها من قبل من خانوا الزاد والملح من الجيران قبل الغرباء .. .
السنة السابعة تمضي واثار الدمار تصبح جزءا من حياة الناس والابرياء ينتظرون أن تنتهي صفقات المحاصصة لكي يحصلوا على التعويضات التي طالما انتظروها والوعود التي طالما فرحوا لها امام الشاشات والمسؤولين يعاهدون ان ينتقموا من قتلة الايزيدية وينالوا تعويضات عادلة التي لم يبقى لها سوى اوراق معاملات تتهرىء على الرفوف يوما بعد أخر.
الذكرى السابعة تأتي و لا أحد يعرف متى وكيف ستتم أنصاف الايزيدية – و أنصاف أمهات الناجيات و الناجين ... كيف سيتم رد اعتبار كرامة الايزيدية و يقدم كل من ساهم بدعم القتل وساند القتلى و ساعد القتلى وشارك مع القتل ليقول للايزيدية نعتذر منكم على مابدر من ابنائنا وأخوتنا من جرائم ضدكم، ونعاهد الرب و يزدان العظيم ان نكون معكم في محنتكم ونكون يدا واحدة لتحقيق العدالة وإنصاف الضحايا وذويهم وتعويض المتضررين وتأهيلهم وأن نعمل معا للعيش بسلام.