العراق البلد الوحيد الذي يواجه تحديات (موسمية) كبيرة وهو امر لانكاد نجد له مثيلا بل صار مقياسا لفشل الحكومات المتعاقبة منذ عام 2003.
في الصيف هناك معضلة الكهرباء بينما هطول الأمطار تتسبب بازمة في الشتاء ، البلاد تعاني من انقطاعات مستمرة في التيار الكهربائي خلال فصل الصيف، وفي المقابل تواجه المحافظات غرقًا واسعًا بسبب الأمطار الغزيرة في فصل الشتاء، والنتيجة بلاحلول وعجز تام من الحكومات المتعاقبة لأكثر من عقدين وبكل شخوصها من معالجتها بل تظل من أكبر المنغصات.
ففي كل صيف تعاني شبكة الكهرباء العراقية من تهالك البنية التحتية،اما الانقطاعات المتكررة لساعات طويلة تبين عجز الحكومات في الصيف، والسبب غياب الخطط الاستراتيجية لتحديثها، فضلا عن الاعتماد المزمن على الاستيراد الخارجي لتغطية النقص في الإنتاج المحلي.
-فقد بلغت حاجة العراق إلى نحو 48 ألف ميغاواط من الطاقة الكهربائية لتلبية الطلب المتزايد، في حين لا يتجاوز الإنتاج الفعلي، حتى في أفضل الظروف، 27 ألف ميغاواط فقط. - تعتمد الحكومة على استيراد الكهرباء من إيران وتركيا، والأردن لتغطية النقص في الإنتاج المحلي.
فما الحلول المقترحة لذلك :
اولا تنويع مصادر الطاقة وتطوير موارد الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.
وإصلاح البنية التحتية: فتحسين وصيانة شبكة الكهرباء القائمة، والتوسع في بناء محطات جديدة بالتعاون مع شركات دولية متخصصة.
اضافة لتقليل الفساد: فمكافحة الفساد في القطاع الحكومي وسن قوانين صارمة لضمان تنفيذ المشاريع بكفاءة وفعالية.
اما أزمة الشتاء المزمنة فهي تهاطل الأمطار بكميات كبيرة وغرق المدن حيث تعاني المحافظات العراقية من غرق واسع بسبب الأمطار الغزيرة في فصل الشتاء، نتيجة لعدم وجود بنية تحتية قادرة على استيعاب مياه الأمطار.
اذا تحتاج الحكومة العراقية إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لتحسين شبكات الصرف الصحي وتصريف المياه، وتطوير البنية التحتية لتجنب الغرق في المستقبل.
اما الحلول المقترحة للأزمة تشمل التعاقد مع شركات عالمية رصينة، وتنفيذ مشاريع استراتيجية لتطوير قطاع الكهرباء ومياه الأمطار .
فالحلول الناجعة لمواجهة الأمطار في العراق تشمل: تطوير شبكات الصرف الصحي وتصريف المياه لتجنب الغرق.
وإنشاء سدود وخزانات لتخزين مياه الأمطار واستخدامها في الزراعة والشرب.
اما تحسين الطرق والجسور والمنشآت العامة فيكون ضروري لتجنب الأضرار الناجمة عن الأمطار. تخطيط المدن والقرى لتجنب البناء في المناطق المعرضة للغرق.
ويجب توعية المواطنين بأهمية الحفاظ على البيئة وعدم إلقاء النفايات في الشوارع والمياه.
ولابد من التعاون مع المنظمات الدولية والدول الأخرى للحصول على الدخول والخبرة لتنفيذ المشاريع.
وهنا ينبغي استخدام التكنولوجيا الحديثة مثل الاستشعار عن بعد ونظم المعلومات الجغرافية لمراقبة الأمطار وتحديد المناطق المعرضة للغرق.
كما لابد من تعليم المواطنين كيفية التعامل مع الأمطار والفيضانات وتثقيفهم بأهمية الحفاظ على البيئة.
فشل الحكومات العراقية المتعاقبة في مواجهة الأمطار وغرق المدن يعود إلى عدة أسباب، منها:
أن شبكات المياه والصرف الصحي والطرق غير كافية لمواجهة الأمطار الغزيرة.
إضافة إلى أن سوء الإدارة والفساد في المؤسسات الحكومية يؤدي إلى تأخير الاستجابة للأزمات، فضلا عن ان زيادة تكرار الأعاصير والفيضانات بسبب التغير المناخي.
وهنا يجب تقديم المساعدات الغذائية والطبية والملابس للمتضررين.
إعادة بناء المنازل والمنشآت المتضررة وتطوير شبكات المياه والصرف الصحي والطرق.
ومع ذلك، لا تزال هناك تحديات كبيرة تواجه الحكومة العراقية في مواجهة هذه الأزمات ، وتحتاج إلى جهود مستمرة لتحسين البنية التحتية ومواجهة التغير المناخي.
في الاخير لابد من القول ان الحكومات المتعاقبة فشلت فشلا ذريعا في علاج هاتين المشكلتين اللتين باتتا وستظلان عنوان النجاح والفشل في عراق مابعد النظام البعثي البائد، ترى من سيتمكن من فك شفرة رموز هذه العضلات؟.