عقدت الجلسة الأولى بتاريخ 26 آذار 2022 لانتخاب رئيس الجمهورية من قبل أعضاء مجلس النواب العراقي، و لم تتحقق هذه الجلسة بسبب عدم تحقيق اكتمال النصاب بسبب عدم حضور 220 نائبا بينما كان عدد الحاضرين 202 نائب فقط .
أما الجلسة الثانية لمجلس النواب فقد انعقدت بتاريخ 30 آذار 2022 ولم يتحقق النصاب المطلوب أيضا حيث حضر 178 نائبا فقط. وبسبب ذلك تأجلت جلسة انتخاب رئيس الجمهورية للمرة الثالثة والاخيرة وتبعا لما نص عليه الدستور العراقي وكان هذا هو التمديد الأخير الذي سمحت به المحكمة الاتحادية على ان تعقد الجلسة في مدة أقصاها بتاريخ 6 نيسان 2022.
وفي حالة عدم انعقاد هذه الجلسة يتوجب حل البرلمان حسب المواد الدستورية والمضي بحكومة تصريف الاعمال. ويتوجب بعدها إجراء انتخابات أخرى خلال 60 يوما وبعد ذلك يتم انتخاب رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء وأعضاء حكومة جديدة.
أعضاء البرلمان لم يتمكنوا من تحقيق النصاب المطلوب في 6 نيسان ولم تتحقق جلسة انتخاب الرئيس ومن المفارقات الغريبة ان المسؤولين في البرلمان والقيادات السياسية لم يكن لها معرفة بالتطورات وما سيحدث قبل وبعد انعقاد جلسة البرلمان ولا توجد أي توجيهات من اي جهة رسمية بما سيحصل لاحقا وما هي الإجراءات التي يجب على رئاسة البرلمان او الحكومة ان تتخذها، أو اي توجيهات من قبل المحكمة الاتحادية ولا ماهية الإجراءات المطلوب العمل بها والتي تساعد في العمل على انسيابية انتخاب رئيسا للجمهورية، ولا علم لأحد هل سيتم حل البرلمان و العمل بحكومة تصريف أعمال؟ بقيت الأمور غير واضحة ووصل البرلمان لمرحلة الانسداد وعدم الوضوح و لحد الآن لا أحد يعرف ماذا سيحصل؟
من خلال متابعتنا للأحداث اليومية يتبين لنا أنه أعطي المجال للمكونات السياسية بالاستمرار في المفاوضات والخروج من الاختناق السياسي وذلك حفاظا على المصلحة العامة واستقرار البلاد للاتفاق فيما بينهم والخروج من هذا الاختناق بالاتفاق على مرشح رئيس الجمهورية والاتفاق على تشكيل حكومة جديدة.
لا يوجد في الافق ان هناك اتفاقا قريبا ولربما سيستغرق وقتا غير محدد ومن المتوقع ان تعقد جلسة مجلس النواب بعد عيد الفطر أو خلال حزيران وتموز المقبلين.
وبسبب عدم التوصل الى اتفاق واضح واصرار الأطراف كل على مرشحه، يبدو ان معظم المكونات السياسية لم تتوصل إلى إتفاق لانتخاب رئيس الجمهورية لكل من المرشحين من قبل الحزبين الكورديين، مما حول الانظار الان ومطالبة معظم الأصوات بالاتجاه نحو انتخاب مرشح كردي مستقل كمرشح تسوية وبديل للخروج من الأزمة الخانقة لانتخاب رئيس الجمهورية، من الجدير بالذكر أن هذه الحالة من الانسداد السياسي تحصل لأول مرة بين المرشحين الحزبيين.
مثل هذه الحالة من الانسداد السياسي ليست حالة غريبة فقد حدثت في فرنسا قبل خمس سنوات وحصل الانسداد السياسي وعدم الاتفاق بين الأحزاب الفرنسية وأدى الى إحتمالية حرب أهلية مما شجع السياسيون في فرنسا وحفاظا على الأمن والاستقرار بالاتفاق على انتخاب مرشح مستقل وهو الرئيس الحالي إيمانويل ماكرون وهو نفس المرشح هذه الأيام لدورة انتخابية ثانية و خلال فترة رئاسته استطاع تشكيل حزب جديد يسانده ويدعمه في الانتخابات الحالية.