منذ عقود واتحادنا الكروي يعيش حالة من الضعف والترهّل ، بلا قيادة حقيقية ولا موقف يُحترم ، وما يزيد الاسف ان هذا الواقع استمر دون ان نشهد شخصية قيادية حقيقية تتولى رئاسة اتحاد الكرة ، تجمع بين فرض الرأي والشجاعة والحنكة في اتخاذ القرار ، فكل من تعاقب على هذا المنصب بدأ متردداً ، خاضعاً لقرارات الاتحاد الاسيوي ، ومنقاداً خلف رؤساء اتحادات بعض الدول ، لا سيما الخليجية منها التي أصبحت تهيمن على مفاصل كرة القدم في اسيا ، وربما على مستوى العالم .
ان هذا الواقع يسهم في ترسيخ مشاعر الاحباط وفقدان الثقة ، في ظل حالة من الانقياد الكامل خلف بعض الشخصيات الكروية المتنفذة في محيطنا الإقليمي ، وغياب الارادة الجادة لمواجهة الظلم الرياضي المتكرر الذي يتعرض له منتخبنا الوطني .
وقد برز هذا الظلم مؤخراً من خلال فرض اقامة مباريات الملحق على أرض الخصم ، الى جانب تحديد توقيتات غير منصفة اضرت بشكل مباشر بأداء اللاعبين ، وانعكست سلباً على نتائج المنتخب ، ولم تكن هذه الممارسات استثناءً ، بل امتداداً لحلقات متكررة من التهميش والقرارات التعسفية التي طالت المنتخب في بطولات ومشاركات سابقة ، وسط صمت اداري غريب ، اكتفى خلاله الاتحاد ببيانات الشجب والاستنكار ، ومواقف خجولة لا ترتقي لحجم المسؤولية ولا لطموحات الجماهير وتطلعاته .
لقد تعرض المنتخب للغبن مراراً في البطولات الاسيوية والعربية والخليجية دون أن يحرك رؤساء اتحاداتنا ساكناً ، بل غالباً ما نراهم يقبلون بما يُفرض عليهم ، سواء في اختيار الحكام او الملاعب او اماكن استضافة المباريات دون أي اعتراض يذكر .
هذا التراخي يدفعنا لطرح تساؤلات مشروعة : لماذا هذا الخنوع المستمر ؟ ، ولمصلحة من ؟ ، وهل هناك مصالح شخصية ، او امتيازات يخشى البعض خسارتها ؟ ..
نحن اليوم لسنا بصدد فتح الجراح القديمة ، لكننا امام ضرورة اجراء تغيير جذري في منظومة اتحاد الكرة ، تبدأ باختيار شخصية قوية لا ترضخ للضغوط ، ولا تنفذ تعليمات "الأسياد” على حساب كرامة كرتنا .
لقد آن الاوان لاستعادة صوتنا ومكانتنا وهيبتنا ، ووضع حد لحالة التهميش التي طالت اتحادنا ، حتى بات رأيه أو اعتراضه مجرد إجراء شكلي لا يؤخذ به في أي محفل كروي نشارك فيه .