قد يكون مصطلحاً جديداً في الأدبيات الامنية، على الرغم من وجوده في الممارسات اليومية ضمن سياقات العمل الأمني منذ زمن بعيد.

الفقر آفة متفاقمة بين اغلب او جميع الشعوب تتعمق جذورها وتزداد تأثيرها اذا تم تركها على حاله دون محاولة البحث عن حله ومعالجته ولو بشكل نسبي.

قيل وكتب عن الفقر الكثير، لان الجزء الأغلب من الشعوب وخاصةً الشرق اوسطية هم الطبقة الكادحة والفقيرة او ذوات الدخل المحدود وتعتمد على البرامج الحكومية لتستفاد منه في تحسين معيشتهم.

الحكومات باختلاف أنواعها وتسمياتها تعمل من اجل تحسين حياة هذه الطبقة او الفئة لانها تدرك أهميتها وقوة تأثيرها في رفاهية المجتمعات باعتبارهم الطاقة الكامنة والأيدي العاملة.

ان ردة فعل الفقراء على حكومات بلادهم قوية وصادمة اذا ما أهملتهم ولم تقف عند مطالبهم، فكم من حكومة انتهت بصرخة هؤلاء، صحيح انها الفئة المسكينة ويقابلها الطبقة الثرية الغنية المستفيدة من الحكومات وتغض البصر عن مساوئها لأجل مصالحها ولكنهم الأقلية في المجتمعات.

(ان صواريخك لا قيمة لها إذا جاع الشعب العراقي) هذه العبارة وجهها رئيس العراق السابق لصهره وبن عمه( حسين كامل) عندما كان مسؤلاً عن التصنيع العسكري، هذا دليل على ما للفقراء من تاثير في الدولة وإذا جاع الشعب فحينها لا تنفع الترسانة العسكرية والصواريخ وأصوات البنادق وكثرة الأجهزة الامنية والاستخبارية، فإذا انتشر الجوع وساد الفقر وسلب الحقوق بين الشعب، فان الأذان تصم والعيون تعمى وحب الوطن تنتهي والمقدسات تداس عليه ويصبح الشعب الفقير غريباً في وطنه ويبعه بثمن بخس وزهيد ليحصل على لقمة العيش، ولنا في النظام العراقي السابق خير مثال وأوضح صورة.

امن الفقراء هو قيام الحكومات بتأمين مستوى معقول من الحياة لهم وذلك بتوفير المأكل والملبس والمسكن والصحة وفرص العمل لهم، ويجعل الاهتمام بهم من أولويات عملها وتقدم المشاريع اللازمة من اجلهم وان تحاول تضيق الهوة بين طبقات المجتمع.

صفحات التاريخ مليئة بثورات الجياع التي غيرت مجراها واثبتت قدرتها على تبني قيادة مرحلة جديدة من تاريخ تلك الشعوب وان تضع مبادئ عامة للرفاهية والتنمية واجبرت الحكومات على الوقوف عند مطالبهم.

الفقراء هم الملجأ الأخير والوحيد الذي يستند عليه الدول والأحزاب لانهم اول المضحين وآخر المستفيدين، ففي جبهات القتال والحروب صدورهم مستعدة لتلقي رصاصات العدو وفي الانتخابات هم اول المتوجهين الى مراكز الاقتراع ويفتخرون بإدلاء اصواتهم والطبقة الثرية والنبيلة نائمة على سرير الحرير لا يهمه سوى مصالحها الذاتية في غالبيتهم ولا يمكننا تعميم امر معين، فكم من غنيٍ عقد على نفسه خدمة الشعب والوطن.

فالفقراء يستحقون كل التقدير والحياة السعيدة لانهم الفئة الكادحة والعاملة والمؤثر اذا صرخت وهددت وقررت ان تقوم.

عسانا ان نرى اليوم الذي ينعم الفقير بحياته ويهنأ بها اسوةً بغيره، ليكون مجتمعاً آمناً رغيداً وسعيداً.

هذه رسالة قصيرة للحكومات على أمل ان تقف عند حاجات الفقير الذي لا حول له ولا قوة عند جلوسه ولكنه اذا قام فلا يقعده الا بعد ان ينال منها ويحقق أهدافه.