لنفترض ان الحكومة نددت بقتل الابرياء جراء القصف التركي على سنجار ومخمور وعمادية والحكومة وزعت بعض الرز والزيت واموال يخجل الناس من ذكر قيمتها لمواجهة كورونا ... أضحكوا.... ولكن تذكروا أن هناك من لايقدر على الضحكة - لنفترض انك وسط هذه الموجة من اليأس من سرقة المال العام وانتهاك السيادة وقتل الابرياء وقصف المدن لاتستطيع ان تعبر عن كل ما يحصل كما تشاء !!! فأنتهاك كرامة البلاد مستمرة وستستمر – أنه بلد بلا كرامة مع بقاء اكثر من الفين وخمسمائة أمرأة ايزيدية في غياهب السبي الداعشي .
لنفترض انك والد أو والدة فتاة ايزيدية او أم لثلاث او اربع بنات ايزيديات لايزلن في قبضة تنظيم داعش في سوريا والعراق تم خطفهم وسبيهم وباعوا في اسواق النخاسة مرة وثانية وثالثة ورابعة و وووويأتي من يقول ان داعش ليست عراقية وليست سوى مؤامرة وكل الذين ارتكبوا الجرائم هم غرباء ووو غيرها من التوصيفات ؟؟؟؟ وهو يعلم علم اليقين ان هناك عراقيين تفاخروا بخطف فتيات ايزيديات وتاجروا بهن واستغلوهن ابشع استغلال كجواري وتفاخروا بها امام زوجاتهم واطفالهم ..! أي قبح هذا ..
للأسف لايعرف أو لايريد ان يقرً ويعرف الكثيرين بأن تنظيم داعش خطف الايزيديات - وسبي الايزيديات وأجبر الالاف على أعتناق الديانة الداعشية ( طبعا مع أدانتنا بما ارتكبه هذا التنظيم من جرائم كثيرة بحق العديد من مكونات الشعب العراقي ) ... لكن وضع ومكانة الايزيدية في صراع داعش يختلف تماما، سيما ان الإبادة مستمرة لأن قتلهم مستمر ومحو هويتهم الدينية من قبل التنظيم الارهابي مستمر ووفقا لعناصر الابادة من القتل الجماعي والسبي و تغيير الديانة و تشتيتت المجتمع بأن لايعود لم شمله مجددا ايضا مستمر، اذ لايزال اكثر من 70% من الايزيدية نازحين مشردين .
تحقيق العدالة وانصاف الايزيدية لن يتم لأن البلد بلا كرامة فلو كان له كرامة لأنصف الضحايا الناجيات من قبضة تنظيم داعش – لايعرف الكثيرين في أية ظروف يعيشون وماذا ينتظرون؟ .. انهم لايزالوا ينتظرون خبر يقول ان ابنهم لايزال حيا – بنتهم في في مخيم الهول او مضارب داعش في أدلب والرقة و دير الزور والبادية والجزيرة لاتزال على قيد الحياة – هناك من يتاجر حتى بايصال هذا الخبر للامهات الايزيدات، او تتوفر فرصة لفتاة في ريعان الشباب أن تتذكر ذويها وتتصل بهم لتتحقق انهم أحياء – بصيص أمل من هذا النوع يعني تجدد الامل بالحياة والعودة لذويها الذين فقدت الاتصال بهم اكثر من ست سنوات تقشعر الابدان لها.
لنفترض هذه المأساة ونحن نتحدث عن سيادة وكرامة البلاد - لكن النور يبقى يشع وسيسطع على كل الظلامات – يوم 19 حزيران هو اليوم العالمي لمواجهة العنف الجنسي اثناء النزاعات، مضى هذا اليوم وكأن المختطفات الايزيديات ليسوا ابناء هذا الوطن / وطن بلا كرامة - القليل تذكرهم - القليل عمل تقريرا او مداخلة او مقابلة او كتب مقتطفا رغم انها وفقا لسياقات الامم المتحدة القضية الاهم في هذا الخصوص.. رغم ذلك ترى الناجيات الايزيديات وذويهم اقوياء، رغم الظروف السيئة التي يعيشونها حياة التشرد والنزوح ..
ولأنه ووفقا لموقف الحكومة العراقية بجميع مؤسساتها من الجنوب والوسط واقليم كوردستان – مواقف مخجلة بهذا الخصوص مع مرور الزمن مخجلة بهذا الخصوص ومؤسفة، لكن لايزال النازحين وذوي المختطفات اقوياء بهؤلاء القلة من الاصدقاء الذين تذكروه ويتذكرونهم دوما لأنه تذكروا معنا مأساة الالاف من الامهات الايزيديات وهن لايزلن ينتظرن عودة فلذات اكبادهن من جحيم الدولة السوداء ..
لا اريد الاشارة الى اسماء الشخصيات التي تذكرت هذه الذكرى الأليمة حتى لايستغلها كل طرف لمهاجة الاخر بحجة دفاعهم عن الايزيدية ..
لايزال أكثر من 2500 من الفتيات والنساء والاطفال الايزيديين في قبضة داعش بحسب احصاءات مكتب انقاذ المختطفين الايزديين الذي ينفذ نشاطاته بدعم من مكتب رئيس اقليم كوردستان .. لكن يبدو ان البلد يفقد كرامته كل يوم ولن يستعيدها ألا بإنصاف الضحايا الايزيديات – وخاصة الناجيات وذوييهم .
أنقذوا الايزيديات - لتنقذوا كرامة وسيادة الوطن لتستيعدوا كرامة المفقودين اثناء القتال على داعش او بعد تحرير المدن من سيطرة داعش - اذا لم تحرك - او لم يحرك هذا الملف ضمائر القادة وسياسي هذا البلد بكل أنتمائاتهم وتوجهاتهم فلن تتحرك ضمائرهم على ضياع الوطن، ويكذبون اذا قالوا انهم مستاؤون من القصف التركي او التدخل الايراني او التجاوز الامريكي او بعبصة السعودي وتلاعب القطري و و و غيرها من المؤامرات - ولله فرحانين ولاتهمهم لا السيادة ولا الكرامة - لأنهم سكتوا على جريمة سبايكر وجرائم القتل الجماعي لداعش ضد ابناء بلدهم من كل المكونات لهذا يحصل الذي يحصل ....
الذين يسكتون عن تحقيق العدالة لإنصاف الضحايا من جرائم الإبادة من الايزديين والمسيحيين والكاكائية والشبك والتركمان الشيعة والصابئة والبهائية وجرائم التصفية والقتل لتنظيم داعش في أيامه الاولى في الموصل أو التمثيل بجثث البيشمركة في شوارع حويجة وإبادة الاقليات الذين بدت البلاد تفرغ منهم وسلسلة الجرائم طويلة من أمرلي الى الرمادي الى تلعفر ومرورا بسنجار وو و غيرها من المدن.
فرحانين بالقصف التركي على شيلادزي ودخول قوات تركية لأقليم كوردستان وسيفرحون اكثر لو تدخلت تركيا عسكريا حتى تصل مشارف بغداد، سيهللون ويرقصون، فماذا تترجى من هؤلاء ؟ لانهم لم ينصفوا ضحايا الابادة التي وقعت على يد تنظيم داعش الارهابي حتى يطمئن للعيش بأمان وتستعيد كرامتها وتتلقى تعويضا على خراب دارها – مشاعر كثيرة تراودني في هذا اليوم ولكنني لا استطيع ان أصف مشاعر أي أم أو أب ايزيدي لايزال ينتظر خلاص ابنته او زوجته او كنته او فتاة بعمر الورد لاتزال تعاني من جحيم وسطوة تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام - #داعش ويتحدثون ان كرامة وسيادة البلاد تم التجاوز عليها !! .. يا لخيبتنا عن أية كرامة وسيادة تتحدثون ؟