شفق نيوز- إيلام

في قلب الطبيعة البِكر والثقافة الغنية بمحافظة إيلام الفيلية، تواصل نساء قضاء آبدانان كتابة فصول من التاريخ عبر الحفاظ على حرفة صناعة الحصران (الخوص) التقليدية، التي تحولت من إرث ثقافي قديم إلى نافذة لخلق فرص عمل وتنمية اقتصادية في القرى والمناطق القبلية.

ووفق تقرير لوكالة وكالة مهر وترجمته وكالة شفق نيوز، فإن فن حياكة الحصر الذي أبدعته نساء آبدانان، يعكس جزءاً من هوية هذه الأرض وتاريخها العريق، إذ اشتهرت المنطقة أيضاً بصناعات يدوية متنوعة كالسجاد المطرز والجلود المنقوشة. وتعد مدينة مورموري مثالاً حياً على هذا الإرث الذي ما زال حاضراً في البيوت والأسواق.

بتول رستمي، إحدى الحرفيات البارزات في مورموري، قالت إنها كرّست حياتها لهذا الفن منذ طفولتها، مضيفةً: "الخوص ليس مجرد حرفة، بل هو جزء من ذاكرتنا الجماعية وهويتنا".

وأشارت إلى تنوع استخداماته بين الزينة والاستهلاك العملي، من مفارش المائدة وحاويات الحبوب إلى المزهريات والشمعدانات التقليدية.

بدوره، أوضح فرزاد شريفي، المدير العام للتراث الثقافي والسياحة والحرف اليدوية في إيلام، أن لصناعة الحصران جذوراً ضاربة في القدم، مشيراً إلى موقع تل عليكش الأثري في دهلران الذي يعود تاريخه إلى أكثر من 8000 عام، ما يعكس الصلة العريقة بين سكان المنطقة والفنون التقليدية.وأضاف أن أكثر من عشر معامل تنشط حالياً في آبدانان وتوفر فرص عمل مباشرة لنحو 400 شخص، مبيناً أن منتجات الخوص المحلية تحظى بإقبال كبير من السياح لما تتميز به من جودة عالية وتنوع في التصاميم.

وأكد شريفي أن إيلام تعد من أغنى محافظات إيران في الفنون اليدوية، إذ تضم أكثر من 150 معملاً و33 مجالاً حرفياً من بينها الكليم والجاجم والتطريز والفخار والأعمال المعدنية، لافتاً إلى إقامة 105 معارض وأسواق للحرف اليدوية وتخصيص أكثر من 319 مليار ريال لدعم الفنانين، فضلاً عن المشاركة في معارض دولية وافتتاح أربعة متاجر متخصصة داخل المحافظة.وشدد على أن "الحرف اليدوية ليست مجرد جماليات، بل تحمل ثقافة وتاريخاً وهوية سكان المنطقة"، مبيناً أن خطة خمسية قيد الإعداد لتطوير البنية التحتية للمبيعات وتوسيع التدريب ودعم العلامات التجارية المحلية وتحويل إيلام إلى وجهة سياحية ثقافية.

ورغم الإمكانات الاقتصادية الواعدة، تواجه الحرف اليدوية في إيلام تحديات كبيرة أبرزها ضعف التسويق والتغليف، وهجرة الشباب، وغياب المعارض الدائمة، ونقص التدريب والتأمين والدعم الهيكلي، ما أفقد العديد من الفنانين حماسهم وجعل منتجاتهم المميزة تتوارى أمام السلع التجارية منخفضة الجودة.