عصام أكرم الفيلي

تمهيد

ها قد مضت أشهر طويلة من البحث المضني دون ان اصل لضابط المخابرات الايرانية الشاهنشاهية (السافاك) الجنرال بيجمان، بحثت كثيراً عن الرجل، وسألت ما استطعت من سؤال في بقاع مختلفة من ارجاء المعمورة، بدأتها بفرنسا التي تشير الدلائل انها اول بلد التجأ اليه، استنجدت بالاصدقاء في السويد والولايات المتحدة وبريطانيا والمانيا وهولندا وكندا والعديد من الدول الأخرى، ثم ايران بطهرانها واغلب محافظاتها ولورستانها وكردستانها وبالذات مدينة سنندج التي كانت آخر الخيوط التي قادني البحث المضني اليها عسى ان تربطني بسفر أو حديث أو لقاء بالجنرال بأية طريقة ووسيلة، حتى اضطررت قبل حوالي شهر ان انشر عنه في صفحتي على الفيس بوك طالباً اي معلومة توصلني به او بمحل سكنه الحالي كي اسافر للقائه، ولعمري ان سؤالك عن ضابط مخابرات دولة اخرى لها في وطنك الملايين من المحبين والمبغضين لأنظمة حكمها المختلفة وانت تعيش في بغداد وفي هذا الزمن واوضاعه العجيبة، فيه من الخطورة ما يستدعي التفكير وإعادة النظر الف مرة.

ولكن للموضوع من الأهمية التاريخية ما يجعل خطورته متعة بحثية يؤسفني (رغم امتلاكي الدليل) انها كانت دون جدوى حقيقية تكمل اركان الامانة التاريخية للبحث الذي نويت منذ أشهر تقديمه للقارئ الكريم، والأسباب متعددة اولها اني اسأل عن شخص في اي حال من الأحوال لو قدر له ان يكون حياً الى الآن فهو قد جاوز التسعين من العمر بالتأكيد، ثم انه غادر جيراننا ايران منذ أربعين ونيف ولا اعلم الى أين، بالإضافة الى ان الوصول الى ضابط مخابرات حصل انقلاب على حكومته فتحول الى لاجىء يتخفى بإحدى الدول المجهولة ليس بالأمر اليسير، هذا اذا افترضنا انه ليس تحت حماية دولية كلاجىء سياسي، او انه لم يغير اسمه وشخصيته ليعيش بشكل اكثر امناً واطمئناناً في الدولة التي قررت منحه الحماية واللجوء.

وها قد سرقني الزمن وأدركني الوقت وحلت ذكرى تموز وثورة الزعيم فما انا فاعل؟ أأترك المفاجأة التي طالما بحث فيها المؤرخون والسياسيون؟ ام اغض الطرف عن البحث بأركانه المعتبرة واكتفي بهذا المقال الموجز وأكشف فيه لأول مرة حقيقة نسب الزعيم وعلى لسانه هو شخصياً وبالدليل الموثق الذي قطع اكثر من ثمانية الآف كيلو متر ليصلني من كندا بعد صبر طويل وبجهود فائقة للباحث الأستاذ عبد الواحد فيلي رغم ضيق وقته وحالته الصحية المتردية وخاصة صعوبة تنفسه في اجواء كندا الثلجية بسبب اصابة قديمة إثر تعرضه للقصف الكيمياوي؟

يبدو الا خيار لي سوى الأخير وهذا ما اقدمه لحضراتكم في السطور القادمة التي ابين فيها حقيقة كلا طرفيها الزعيم قاسم والجنرال بيجمان شخصيتان كان لهما دور مهم في حقبة ما من التاريخ، ويستحقان البحث والتقصي، بل ان البحث عن حقيقة ما، او حتى مجرد الخوض فيها، هو أمر يستحق العناء.

من هو قاسم ؟

عبد الكريم قاسم، الزعيم الذي اختلف الناس في تقييمه ما بين مدح رفعه لمرتبة الانبياء والقديسين حتى تخيل البسطاء والفقراء ظهور صورته وتجليه في القمر، وبين قدح انحدر به الى ما شاء القادحون من اتهامات شنيعة، الا تقديسه للمال العام ونزاهته التي شهد بها الانصار والأعداء أجمعين، قاسم الذي ترحم عليه حتى الدكتاتور الذي حاول قتله بشارع الرشيد في زمن ما، الزعيم الذي كان يقفل غرفته اذا حل وقت الصلاة كي لا يعلم احد شيئاً عن عقيدته او من اي مذهب هو، لمن ينتمي هذا الزعيم؟ وما هي حقيقة نسبه التي اختلف فيها المؤرخون؟ بل اختلفوا حتى في محل ولادته، حيث يذكر النسابة المحقق السيد محمد السيد سامي الحسيني من اهالي صويرة واسط ان السيد عبد المطلب الموسوي ذكر ان الزعيم ولد في الصويرة على يد الجدة (القابلة) ام مرشد الذرب، الا ان السيد الحسيني ينفي ذلك ويؤكد كما تواتر ان ولادة الزعيم قاسم كانت في محلة المهدية في رصافة بغداد.

وبخصوص والدة قاسم ورغم ان المتواتر كونها عربية تميمية من فخذ السواكن، الا ان المؤرخ الشهير الدكتور حنا بطاطو الذي كان لفترة ما صديقاً للزعيم (سماح عادل - حنا بطاطو محللاً لتاريخ العراق - صحيفة العالم 2 نيسان 2018 )، يذكر بطاطو ان والدة عبد الكريم قاسم (كيفية حسن يعقوب) كردية القومية ومن الكرد الفيليين تحديداً ( حنا بطاطو: العراق - الكتاب الثالث - طبعة دار الحياة في القاهرة - ص 122 الجدول 7-1 )، وحين يذكر مؤرخ كبير مثل الدكتور بطاطو خريج هارفارد والاستاذ في جورج تاون هذا النسب لابد ان له من الأدلة ما يؤكد ذلك وإن لم يبينها.

وفي هذا الصدد يبين احد افراد حمايته الحاج عمر عزيز رسول من مواليد قضاء مخمور 1937 رداً على سؤال لشبكة رووداو حول معلوماته إن ام الزعيم كانت كردية فيلية فيقول الحاج عمر:

"كان الزعيم يتحدث الكردية ولكن بلغة هجينة يخلطها بالعربية وتشبه لغة منطقة جلولاء وكان يفهم الكردية ولكنه يجيب بالعربية، لم التق اياً من والديه ولم اعلم ان والدته كردية" (رووداو 15-9-2018 - لقاء متلفز - برنامج بصمة ).

ولكن ماذا عن نسبه من جهة والده؟ ولماذا ظلت حقيقة الانتساب محل شد وجذب وخلاف واختلاف ما بين كونه يمانياً نزح جده السادس عبد الله من اليمن، او سعودي من قرية الأثلة في مدينة الزلفي الغربية في نجد ( المؤرخ عبد العزيز بن سعود الفرهود - الأسر المنقرضة والنازحة - نشرة الفراهيد العدد الثالث - ص 5 )، وبين عراقي عربي سني من بيت البكر تأسيساً على لقب والده جاسم محمد البكر الذي تحول الى قاسم عام 1932 ( المؤرخ الدكتور عماد عبد السلام رؤوف - الملفة الشخصية للزعيم - اصدارات مؤسسة جين لإحياء التراث الوثائقي)، وكذلك لقب عمه النقيب علي افندي محمد البكر الذي قتل في الحرب العالمية الاولى عام 1917، وبين عربي زبيدي، بل حتى نسبه (الفضلي) كان محل اختلاف وكونه ربما اشارة لمنطقة الفضل التي تقع فيها المهدية محل ولادته، واذا بحثنا عن لقب الفضلي نجده متكرراً في نجد وحائل والشرقية في السعودية وكذلك في الكويت والأردن فضلاً عن وجود هذا الإسم الكريم في عشائر مختلفة  مثل فضلي من البو سلطان او فضلي كبيسي او فضلي طائي او فضلي غزي او فضلي لامي، فأي فضلي هو الزعيم ؟

 وكذلك ورد الخلاف من ناحية اخرى في كون الزعيم عربياً من قبيلة خفاجة كما ورد في مجلة المنهال التي تصدر عن مجلس شيوخ العشائر العراقية (العدد 45 في نيسان 2009 نقلاً عن احد اخوال الزعيم كما ورد في المقال)، وهو الأمر الذي ينفيه الاستاذ الباحث مجاهد منشد منعثر الخفاجي المشرف على مجلس قبيلة خفاجة.

ولكن في العموم، تجمع اغلب المصادر ان عبد الكريم قاسم سني الأب شيعي الأم، وهنا اقدم للقارئ الكريم ليس من باب طائفي مطلقاً وانما هي التفاتة تستحق التفكير وإعادة النظر فيما ذكره الكتاب والمؤرخون، وهي إن كان الزعيم عبد الكريم قاسم سنياً كما تقول المصادر فلماذا صدر القسام الشرعي بعد وفاته وفق المذهب الجعفري !؟؟ علماً ان القسام صدر بناءً على طلب السيد حامد شقيق الزعيم، وللتأكيد انقل لكم نص القسام:

 

القسام الشرعي

وزارة العدل

محكمة شرعية الكرادة

العدد:  457-1978

التاريخ: 5-6-1978

تسلسل القسام 434

المتوفي: عبد الكريم قاسم

القاضي: محمد حسن كشكول

ثبت في البيان المقدم من مختار واختيارية محلة الكرادة الشرقية المؤرخ في 3-6-1978 وشهادة الشاهدين محمد علي العباس وعدنان حامد قاسم بأن عبد الكريم قاسم توفي بأجله الموعود بتاريخ 9-3-1963 وانحصر ارثه الشرعي بكل من اشقاءه الكبار حامد وعبد اللطيف وشقيقاته الكبريات امينة ونجية ثم توفي عبد اللطيف عن زوجته زهرة احمد عباس وعن شقيقه حامد وشقيقاته امينة ونجية ولا وارث سواهم.

وعليه فقد صحت المسألة الارثية بالفريضة باعتبار ثمانية واربعون سهماً (وفق المذهب الجعفري) منها الى زهرة احمد عباس اربعة اسهم، واثنان وعشرون سهماً الى حامد، والى كل واحدة من شقيقاته امينة ونجية احد عشر سهماً، علماً بأن الورثة قدموا التقرير الابتدائي الى مديرية ضريبة الدخل العامة (التركات) كما جاء ذلك بكتابها المرقم 45-2-1987 والمؤرخ في 29-5-1965 وفقاً لأحكام قانون الأحوال الشخصية المعدل المرقم 188 لسنة 1959 ، وبناءً على طلب (الوارث حامد قاسم) فقد اصدرنا القسام في 5-6-1978.

محمد حسن كشكول

محكمة شرعية الكرادة

إذن، وطالما ان الكلام لأجل الكلام كثير ومختلف ليس عشائرياً فقط وانما في كون الزعيم مرة يمانياً ومرة سعودياً نجدياً ومرة عراقياً، فماذا لو حصلنا على دليل نادر جداً وعلى لسان الزعيم نفسه وفي اجتماع هام وسري للغاية مع مبعوث دولي كان يكلف عادة بمهمات خاصة وسرية؟

بالطبع اذا حضر الماء بطل التيمم واذا نطق الزعيم فلا مجال لغير كلامه الا بدليل بنفس المستوى والمجال مفتوح للبحث والتقصي، فما هي حقيقة نسب الزعيم التي صرح بها رسمياً في الاجتماع آنف الذكر مع ضابط المخابرات الايراني سعيد بيجمان وقبل ذلك لابد من بيان هو الجنرال بيجمان ؟

من هو بيجمان ؟

هو ال ( سه رهه نگ ستاد) أي العقيد الركن عيسى عبد الله بيجمان، والذي وصف في حقبة ما بأنه الرجل الأول في جهاز السافاك SAVAK المرعب وهو اختصار لعدة كلمات بالفارسية هي (  سازمان أمنيت واطلاعات كشور - ساواك ) أي منظمة المخابرات والأمن الوطني، ولد بيجمان في ايران عام 1924، وتخرج من كلية الضباط صنف المدفعية عام 1943، وتنقل بين عدة واجبات وكلف بعدة مهمات بحكم قرابته العائلية في ذلك الوقت باللواء (بيجليري) ابن عم والدته، وكذلك علاقته باللواء (زارغام) والعقيد (أخافي) نائب رئيس اركان الجيش بالأضافة الى حسن علاقته بقائده المباشر (مصطفى امجادي)، وكان من مهامه سكرتير المحكمة العسكرية ونائب مدير ادارة التحقيقات الاستخبارية الاحنبية.

حتى اذا حل العام 1957 وقام الشاه محمد رضا پهلوي بتأسيس جهاز السافاك المخيف بمساعدة المخابرات الامريكية CIA والاسرائيلية الموساد، كان بيجمان من اوائل الضباط الذين نقلوا الى الجهاز الجديد الذي ضم بين صفوفه في فترة ما حوالي ستون الفاً من الموظفين والعملاء رغم ان غلام رضا افخمي مدير ابحاث الدراسات الدولية في مؤسسة الابحاث الايرانية يقدر عدد موظفيه ما بين اربعة الى ستة الاف موظف.

ثم تصاهر بيجمان مع العائلة الحاكمة بزواجه من ابنة الشقيقة التوأم لشاه ايران السيدة أشرف پهلوي التي يقال انه كان لها الذراع الطولى والسطوة العظمى في إدارة شؤون الحكم في ايران الشاهنشاهية، فأصبح بيجمان بذلك جزءاً من العائلة الامبراطورية، ثم اثبت بما يمتلك من قدرات ومهارات انه أهل للمهمات الصعبة، فاعتمد عليه شاه ايران محمد رضا پهلوي ليكون مبعوثه الخاص في المهمات السرية والخاصة فوق العادة، ومنها مهمته الخاصة بعد حوالي سنة من ثورة تموز في العراق والمتمثلة بلقاء الزعيم عبد الكريم قاسم مبعوثاً رسمياً خاصاً من شاه ايران محمد رضا پهلوي.

ما الذي حدث ؟

في كتابه الذي ساعدني الاصدقاء في ترجمة ما احتاج منه بعد ان ابلغني صديق قمت بتكليفه بموضوع الترجمة عن طريق جمعية المترجمين العراقية أو حتى مكاتب المترجمين المحلفين الرسمية مهما كانت التكاليف، الا انه تبين ان الجمعية والمكاتب القانونية المجازة لا تترجم سوى الكتب الرسمية، اقول في كتابه الموسوم ( أسرار بستن پيمان 1975 الجزيرة - از پرونده بکلی سري ساواك ) اي ( اسرار معاهدة الجزائر 1975 - من الملفات السرية للغاية للسافاك) الذي نشره بيجمان باللغة الفارسية في باريس بعد مغادرته لإيران إثر سقوط نظام الشاه وصدر عن ( دار نيما للنشر - 66 شارع ruc de Romainville - 

75019 Paris - France - Tel 0033142399416

Fax 0033142390927)

يقول بيجمان انه كلف عام 1959 بمهمة رسمية خاصة مبعوثاً شخصياً من قبل شاه ايران محمد رضا پهلوي للقاء الزعيم عبد الكريم قاسم، ولغرض وضع القارئ في اجواء اللقاء ننقل بعضاً مما دار فيه، حيث يقول بيجمان:

"رأيت من الأفضل ان يرافقني سرتيب (العميد) منصور پور مسؤول السافاك في العراق للقاء المسؤول الأول في العراق، فتوجهنا في الوقت المقرر الى مبنى وزارة الدفاع التي كانت محل عمل ومعيشة رئيس الوزراء، وبعد الترحيب وتبادل عبارات السلام والمجاملة وشرب الشاي، تحدثت عن عمق الروابط المشتركة بين البلدين والشعبين، وابلغت الزعيم العراقي سلام وتحيات صاحب الجلالة الشاه وتمنياته بعلاقات جيدة خاصة ان غالبية الشعب العراقي يشترك مع الايراني في الدين بصورة عامة وبالمذهب بصورة خاصة، لذا لا يوجد داعي يستوجب ان تكون العلاقات باردة بين البلدين وان تقوم الجرائد والاذاعة العراقية بالإساءة الى ايران والشعب الايراني وخاصة الشاه.

 

ويستطرد قائلاً :

"وبينما كنت اتحدث، كان الزعيم قاسم طوال الوقت ينصت لي دون أن يتحدث ولو بكلمة واحدة، وبعد أن اكملت كلامي قال الزعيم العراقي:

انكم لستم الوحيدون من يتعرض للهجوم، وانما نحن ايضاً أعداؤنا كثر ومستمرون بمهاجمتنا ليس في الصحافة فقط، وانما قبل أشهر حاولوا اغتيالنا في شارع الرشيد، ثم اخرج قاسم بدلة عليها اثار دماء، بعد ان بين ما يمر به العراق من أحداث وتحديات.

ونصل الآن ايها الأخوة الى خلاصة هذا المقال، ونضع بين اياديكم الكريمة المفاجأة التي كشف عنها الزعيم بنفسه، حيث يقول بيجمان في الصفحة 49 من المصدر المشار اليه آنفاً، قال قاسم :

"لا ارى سبباً يمنع وجود علاقات طيبة وتعاون ومشاركة الجهود بين البلدين، وارجو ابلاغ صاحب الجلالة بعدم الاستعجال وافساح المجال امامي لحل العديد من المشاكل التي اواجهها داخل البلد، وبعد ذلك يمكن ان نلتزم بما يراه صاحب الجلالة.

ثم يستطرد قاسم:

وانا شخصياً (من شخصاً ايران وملت ايران دوست دارم، پدرم از اكراد فيلي است، پدر مادرم هم ايراني پوده)، اي ما ترجمته ( انا شخصياً احب ايران والشعب الايراني لأن ابي من الكرد الفيليين وكذلك أمي) ..!!

الخاتمة

هل هناك قول بعد قول الزعيم؟ التصريح يغني عن التلميح وتصريح الزعيم شخصياً بحقيقة نسبه في اجتماع هام ومع مبعوث شخصي لقائد دولة اخرى لا يمكن أن يصدر عنه الا لكونه حقيقة، وكذلك الجنرال بيجمان الذي نقل هذه الحقيقة ووثقها في كتابه وقبل ذلك لابد انه كتبها في التقرير الذي تقتضي طبيعة الحال تقديمه الى الشاه ، ثم إن كتاب بيجمان اصلاً لم يكن حول الزيارة بشكل خاص وانما كان حول اتفاقية الجزائر 1975، فما مصلحته في التدليس او اختلاق حدث ما ؟ وما اهمية نسب الزعيم في اتفاقية عقدت بعد وفاته بإثنتي عشرة سنة ؟

فإذا علمنا إن بيجمان قد ترأس أهم دائرة من دوائر جهاز السافاك المكون من عشر دوائر، وهي الدائرة السابعة التي واجبها (تحليل وتقييم المعلومات) التي ترد من الدائرة الثانية المختصة بجمع المعلومات السرية عن الدول المستهدفة حتى إن كانت دول صديقة او شريكة، بالاضافة الى ان من واجبات دائرة بيجمان حفظ ارشيف ايران والمنطقة.

يتجلى لنا بوضوح إن بيجمان ليس شخصاً عادياً بل هو شخصية مخابراتية هامة للغاية، وطبيعة عمله بالاضافة لكونه مصدر ثقة الشاه فضلاً عن قرابته العائلية مع الامبراطور، كل هذا يؤكد منطقياً إن كلا الطرفين أقرا بحقيقة، نطقها الزعيم عبد الكريم قاسم الفيلي، ووثقها العقيد الركن سعيد عبد الله بيجمان.