أ . د . قاسم المندلاوي/ بتاريخ 23 / 10 /2021 كتب السيد "ماجد سوره ميري" مقال في شفق نيوز، بعنوان "الشاخص الوحيد لشهداء الكورد الفيليين يندثر"، مشكورا، و الجدير بالإشارة ان السيد ماجد سوره ميري هو احد الكوادر والكتاب البارزين والمتميزين في هذه المؤسسة الاعلامية الكوردية منذ تأسيسها بعد التحرير 2003 من قبل السيد "علي حسين فيلي - رئيس تحرير وبدعم كبير وخاص من السيد "نيجيرفان بارزاني - رئيس اقليم كوردستان " وتأسيسا على ما جاء في المقال والذي تناول فيه جانبين مهمين للكورد الفيليين: الأول عن نصب الشهيد الكورد الفيلية وما حدث لهذا النصب من تخريب والثاني عن الانتخابات وما اصاب الكورد الفيليين من الغبن، وفي تعليقنا نتناول ونركز على الجانب الاول من المقال، حيث ورد فيه "... في الجمعة الماضية احسست بضيق كبير في صدري وحاجة كبيرة للخروج من جو العمل الرتيب فقلت في نفسي لاخرج عصر هذا اليوم الى ذلك المكان لعلي احظى ببعض الاصدقاء لتبادل الهموم ونشكو لبعضنا مالت اليه الامور، وصلت الى الساحة التي يتواجد فيه النصب الوحيد الذي عنون باسم شهداء الكورد الفيليين لاقرأ سورة الفاتحة ولعلي ارى من اتبادل معه اطراف الحديث و كشف الهموم، ولكن يا للمفاجأة وجدت النصب قد اصابه الكثير من عوامل الهدم وتكسير حتى الآية الكريمة التي تتحدث عن مكانة الشهداء " ولا تحسبن الذين يقتلون في سبيل الله امواتا بل احياء عند ربهم يرزقون".
ويضيف ايضا: وقد اصاب الكسر المرمر الذي دونت عليه والكثير من البلاطات "الكاشيات"، وقد خلعت من مكانها وحتى الرصيف المقرنص المحيط بالنصب قد خلعت منه العديد من الطابوقات المقرنصة في مشهد زادني ايلاما فوق ما كان يضيق به صدري: فتساءلت مع نفسي اين المشرفين على هذا النصب ومن الذي له المصلحة في ايقاع الضرر بهذا الشاخص الوحيد الذي يرمز للكورد الفيليين و شهدائهم والذي كان اصلا هدية كما اذكر من المرحوم وكيل وزارة الثقافة السابق فوزي الاتروشي وتبنت امانة بغداد نصبه في هذا المكان؟؟ ... انتهى الاقتباس
ونشر مع المقال بعض الصور عن التخريب.. نعم من وراء هذا التخريب؟ وماذا كان دور الشرطة في هذه المنطقة المهمة من بغداد العاصمة؟ علما هذه المنطقة خاصة بالشيعة وتحت سيطرة مليشياتهم المتواجد بشكل مستمر فضلا عن اهمال امانة بغداد عن ادامة وصيانة هذا النصب وهو نفس التخريب الذي حدث لنصب البطل البيشمركة الشهيد "جوامير سايه - الملقب بملازم جوامير" والذي حدث في مندلي بعد غزو "الميليشيات" لهذه المدينة؟؟ ويا ترى هل ان جميع هذه الافعال الدنيئة والخراب الذي حدث و يحدث لنصب شهداء الكورد الفيلية في بغداد ومندلي كانت عفوية وعن الصدفة ؟؟ ان نصب الشهيد الكورد الفيليين هو رمز وتذكار ليس فقط عن شهدائهم في بغداد فحسب بل عن "الابادة الجماعية" لهم من قبل الطاغية صدام حسين وجلاوزته الفاشية.
الكورد الفيلية يشكرون المرحوم " فوزي الاتروشي - وكيل وزارة الثقافة السابق " عن هذه الهدية الثمينة والتي لا تقدر بالمال، و يشكرون ايضا امانة بغداد التي تبنت نصبه في احد اركان ساحة بيروت، و كان من الافضل ان ينصب في وسط ساحة الفردوس والتي تعد ملتقى الرئيسي للكورد الفيلية في العاصمة بغداد، وتزامنا مع هذا النصب التذكاري كان من الواجب ايضا على حكومة اقليم كوردستان ان يتم " نصب لشهداء الكورد الفيليين " في اربيل - عاصمة اقليم كوردستان " وفاءً للدور النضالي و القتالي لهذه المكونة الاصيلة ابان ثورة تحرير كوردستان بقيادة الملا مصطفى البارزاني.
ان مثل هذا " النصب التذكاري " ما هو الا الشيء القليل والقليل جدا لما لحق بالكورد الفيليين من كوارث ومصائب و مآسي " قتل وذبح وتجارب كيمياوية و تسفير و تشريد وسرقة لاموالهم ومنازلهم و سحب هوياتهم و شهاداتهم وغيرها من الجرائم البشعة ابان حكم الطاغية صدام حسين"، وهناك عتاب وانتقاد شديد موجهة الى شيعة بغداد الذين لم يقوموا بحماية هذا " النصب التذكاري " من التخريب و التكسير و التشويه والاندثار حيث ان هذا النصب يقع في منطقة نفوذهم.
صحيح ان الكورد الفيلية هم من " القومية الكوردية " ولكن ايضا هم من المذهب " الشيعي " وانهم ساندوا الشيعة وناضلوا معهم في محاربة نظام البعث و استشهد منهم الكثير، فيا عجبي على الشيعة الناكرين لفضائل الكورد، من جانب اخر فان " حكام الشيعة " ومنذ استلامهم سدة الحكم اسرعوا في تنفيذ و اكمال" مشروع التعريب البعثي " في المناطق والمدن الكوردية المشمولة " بالمادة 140 من الدستور " هذه المادة التي عرقلة من قبل حنان الفتلاوي - النائبة السابقة عن دولة القانون ائتلاف المالكي و التي اعترفت امام الجميع " دون خوف او خجل " بانها اوقفت تنفيذ تلك المادة لمدة 4 سنوات، وللعلم "كانت حنان الفتلاوي عضو فرقة بحزب البعث ايام حكم "صدام المجرم" و مشمولة بالاجتثاث من قبل هيئة النزاهة"، والى يومنا فان هذه المادة بقيت حبر على الورق، ولم يكتفوا حكام وساسة الشيعة بهذا القدر من الحقد الدفين والكراهية والظلم للكورد حتى اعلنوا الحرب عليهم بعد استفتاء " استقلال كوردستان عام 2017 " بفترة وجيزة وقامت مليشيات الحشد الشيعي والجيش العراقي و بمساعدة ايران وخيانة " عائلة الطالباني " وبامر من "الحاقد على الكورد" حيدر العبادي - رئيس الوزراء العراقي السابق " بشن هجوم واسع " خلافا للدستور العراقي " على كوردستان ، وقد ادى هذا الحرب والزحف المفاجئ الى قتل و تشريد العوائل الكوردية و تخريب و هدم منازلهم واسواقهم و احتلال اراضيهم وجلب عوائل الشيعة واسكانهم في مناطقهم و مدنهم " ولا يزال حكام الشيعة مستمرين بسياسة التعريب للمناطق الكوردية كما فعل صدام المجرم.
وقبل ان نختتم تعليقنا نقدم هذه المقترحات:
1- من الضروري نقل نصب الشهيد الكورد الفيليين الى ساحة الفردوس بدلا من تواجده في الركن الضيق من ساحة بيروت
2 - نقترح على حكومة اقليم كوردستان وضع نصب لشهداء الكورد الفيليين في وسط مدينة اربيل - العاصمة
3 - على جمعيات الكورد الفيليين و بالاخص جمعية الكورد الفيليين في مدينة الصدر ونادي الفيلية الرياضي في شارع فلسطين ما يلي:
أ - الاهتمام الجدي بقضايا الكورد الفيليين
ب - متابعة خاصة لتوعية جيل الشباب الفيليين لتكوين "نواة حقيقية " لهذه الشريحة الاصيلة
ج - المشاركة الفعالة في جميع الأمور والفعاليات الاجتماعية و الثقافية و الفنية والرياضية وغيرها التي تخص هذه المكونة وكذلك متابعة نصب الشهداء الكورد الفيليين مع الجهات المعنية من اجل تصليح وترميم ما تم خرابه.
وفي الختام كل التقدير والشكر لكتبنا الغالي السيد ماجد سيره ميري على هذا المقال الذي نبهنا جميعا بما حدث من التخريب واضرار لنصب الشهيد الكورد الفيليين .