مؤيد عبد الستار/ منذ اعلان تشكيل الحكومة العراقية و ترسيم  فيصل الاول ملكا على العراق عام 1921م برزت في الساحة السياسية العراقية قوى معارضة للنظام الملكي نظمت الاحتجاجات والتظاهرات مطالبة بانتزاع حرياتها من هيمنة  الاستعمار البريطاني الذي كان يشرف على مقاليد الحكم من خلال مستشاريه ونفوذ شركة نفط العراق المحدودة (IPC  )التي كانت تستثمر في نفط البصرة وخانقين وكركوك وتقدم الفتات من أرباحها لخزينة الدولة العراقية، واشتهر أول وزير مالية حسقيل ساسون بحرصه على صرف المال لاحتياجات الحكومة لدرجة اشتق الناس مصطلحا من اسمه فقالوا (يحسقلها ) أي يقتر عليها أشـدّ تقتير .

كانت الاحتجاجات عفوية ولكن اتساع نفوذ الحزب الشيوعي بقيادة فهد واندلاع الانتفاضات الكُردية  عام 1931 وعام 1945 وتعاظم  دور المدارس والشبيبة أسهم في تنظيم الاحتجاجات التي كان  أشهرها اضراب عمال شركة نفط كركوك في تموز 1946 الذي أدى الى مجزرة كاورباغي في كركوك حيث قتلت وجرحت شرطة الخيالة ثلاثين عاملا .

 ومن  نتائج الاضراب :

( 1-  التاخي القومي بين مكونات مدينة كركوك من العرب , والكُرد , والتركمان والمسيحيين ومن مختلف الديانات والمذاهب. 

 2- تنفيذ مطالب العمال في ما يتعلق بزيادة الاجور والتي اصبحت 310 فلسا يوميا.3- بناء دور للعمال .4- تخصيص وسائط نقل للعاملين في الشركة من بيوتهم الى مكان عملهم.

5- تحديد ساعات العمل بسبع ساعات بدلا من 12 ساعة ) (1)

ونتيجة لتسارع الاحداث وانتهاء الحرب العالمية الثانية وانتصار الاتحاد السوفيتي آنذاك على المانيا وحلفائها عام 1945 زادت ثقة الشعوب بنيل حقوقها المشروعة فشددت النضال وكان اعلان جمهورية مهاباد في كُردستان ايران  سنة                 1946 وانتفاضة بارزان الثانية في كُردستان العراق التي اندلعت عام 1945  تمثل مخاضا يكشف تطلع الشعب الكُردي لنيل  حقوقه المشروعة.1توالت الانتفاضات والاحتجاجات ، فكان انقلاب بكر صدقي 1936 ، أول انقلاب عسكري في العراق ، وانقلاب رشيد عالي الكيلاني  1941و احتجاج الجماهير ضد معاهدة بورت سموث عام 1948 ( وثبة كانون )

وانتفاضة الحي عام 1956 التي اعدم فيها علي الشيخ حمود وعطا الدباس وسط ساحة الصفا في مدينة الحي وغير ذلك من اضرابات واحتجاجات كثيرة توجت باندلاع ثورة 14 تموز 1958 لتقضي على النظام الملكي وتعلن العراق جمهورية يعيش فيها العرب والكُرد شركاء . فهل تحقق هذا الشعار  !!!

تهجير الكُرد الفيليين في العهد الملكي 

ساهم الكُرد الفيليون في الاحتجاجات والتظاهرات والاضرابات التي اندلعت في الوسط والجنوب بحماس منقطع النظير ، لعدة أسباب أهمها شعورهم بالغبن الذي أصابهم نتيجة اعتبار أغلبهم  من التبعية الايرانية  وحرموا من حقوق المواطنة في العمل والمساواة أمام القانون ،وتعرضهم الى القمع والتهجير القسري كلما حدثت اضطرابات في الساحة السياسية العراقية ، فعلى سبيل المثال يذكر الكاتب الراحل شمران الياسري ( ابو كاطع ) في - بلابوش دنيا - الجزء الثاني من رباعيته  الشهيرة ، ماساة تهجير العوائل الكُردية الفيلية الى ايران بسبب مشاركتهم في انتفاضة الحي - لواء الكوت / محافظة واسط - التي اندلعت عام 1956 يقول في ص 75  ( استمرت المدينة - الحي - مضربة ثلاثة ايام بعد انتهاء المقاومة . فأنذرت الحكومة بحرق السوق اذا لم تفتح الدكاكين ابوابها....وطالبت بتسليم الجرحى والمختفين ، مهددة بأن من يعثر في بيته على أحد المختفين تحرق داره وتغتصب نساؤه ...وانذرت مائتين وخمسين عائلة من أكراد الحي بوجوب مغادرة البلاد خلال شهر ونصف وسفرت الى ايران إحدى عشر عائلة .) شمران الياسري  ، بلابوش دنيا ، ص 75 ،دار بابل ، ط 1 ، 2000 . (2)

تأسيس الحزب الديمقراطي الكردستاني :

- الدكتور جعفر محمد كريم ساهم في تأسيس الحزب الديمقراطي الكُردستاني ببغداد

 ولد لاسرة كردية فيلية تعود اصولها لمدينة زرباطية / محافظة واسط ، تخرج الأول في  كلية الطب العراقية، انهمك  في الحركة الكردية ، التي كان من قادتها الديمقراطيين، انضم الى منظمة (هيوا ) في كُردستان العراق التي كانت تمثل في ثلاثينيات القرن الماضي طموحات المثقفين والشباب الكُرد.. ساهم بشكل رئيسي في الكتابة في جريدتي (شورش) و (رزكاري)  و من مؤسسي الحزب الديمقراطي الكردستاني عام 1946. انتخب لعضوية المكتب السياسي ثلاث مرات. 

وهو شقيق الشخصية الكردية المعروفة حبيب محمد كريم .

 اسقطت عنه الجنسية العراقية عام 1948 بذريعة التبعية الايرانية رغم انه عراقي الولادة .

توفي  في طهران  عام 2000عن 91 عاما.

 تأسيس منظمة الحزب الديمقراطي الكردستاني - البارتي - في مدينة الكوت 

نتيجة لانتفاضات بارزان واندلاع الثورات في ربوع كردستان ازداد وعي الجماهير الكردية بضرورة العمل السياسي من أجل نيل حقوقها المشروعة .                                                                                                                     كان الكُرد في وسط وجنوب العراق يعانون من التمييز في الحصول على العمل في المجالات الرسمية بسبب اعتبارهم من التبعية الايرانية في المقابل ينال اصحاب التبعية العثمانية جميع الامتيازات في العمل والدراسة والحقوق القانونية. ولهذا ولاسباب موضوعية أخرى استطاعت مجموعة من الكُرد الفيليين تأسيس أول خلية سياسية للحزب الديمقراطي الكردستاني .

 في مقال للصحفي محمد البدري في صحيفة التاخي العدد 4759 المؤرخ في 20/5/2006 ان الحزب الديمقراطي الكوردستاني في الكوت في عام 1956 م كان يتالف من السادة المؤسسين :(3)

سلمان بيجان 

علي اكبر براري 

طاهر نادر

عبد الستار كاظم 

نامي مامكه

اغتيال الشخصيات المناضلة من الكُرد الفيليين

استخدمت السلطات الحاكمة الاغتيال السياسي وسيلة للتخلص من الشخصيات المناضلة الكردية وكانت أشهر عملية اغتيال هي العملية التي نظمها جهاز الامن العراقي لاغتيال الزعيم الخالد البرزاني والتي باءت بالفشل وافتضحت قوى الامن التي ارسلت وفدا مفخخا من رجال الدين الذي فشل في مهمته .                                                         ومن بين الشخصيات الكردية الفيلية التي اغتالتها اليد الاثمة للسلطة البعثية ببغداد الصحفي والشاعر المناضل محمد حسن برزو وهو من ابناء الكرد الفيليين من قبيلة القيتول  *( قبيلة كردية تنتشر في العراق ولها امتداد في الشام ومنها الرئيس السوري شكري القوتلي - تحول لقبه من قيتولي الى قوتلي ) اغتيل محمد حسن برزو  في 22 تموز 1973 ببغداد رميا بالرصاص . انتمى  للحزب الديمقراطي الكردستاني عام 1951 ، ومن مؤسسي النادي الرياضي الفيلي عام 1957 . 

الكُرد الفيليون تجار الشورجة

اشتهر سوق الشورجة التجاري ببغداد بالتجار الكرد الفيليين وكانوا يساهمون في دعم الثورة الكردية بالاموال اضافة الى دورهم في خدمة الشريحة الفيلية ببغداد فأسسوا المدرسة الفيلية التي اسهمت في تخريج مجموعة كبيرة من الكرد الفيليين الذين لم تتح لهم فرص الدراسة في المدارس الحكومية .

في هذه المدرسة  التقى البرزاني الخالد مع الكرد الفيليين عام 1959 عند عودته من المنفى. 

قامت السلطات بالقاء القبض على معظم التجاار الكرد الفيليين في اجتماع غرفة تجارة بغداد عام 1980 وجردتهم من اموالهم واملاكهم وسفرتهم الى ايران .

مرفق/ صورة لتجار الكرد الفيليين الذين ساهموا في تأسيس وبناء المدرسة الفيلية في بغداد عام 1947 .

حبيب محمد كريم سكرتير الحزب الديمقراطي الكردستاني

ولد حبيب محمد كريم في مدينة زرباطية عام 1931 وهو من ابناء الكرد الفيليين ،قبيلة الملكشاهي ، انتقلت اسرته الى  بغداد عام 1939 فاكمل دراسته وتخرج في كلية الحقوق عام 1952 . انتظم في صفوف الحزب الديمقراطي وشق طريقه في الحزب حتى اصبح سكرتيرا له عام 1964 ، بعد اتفاقية 11 آذار رشحه البرزاني الخالد لمنصب نائب رئيس الجمهورية .لم يوافق النظام العراقي على هذا الترشيح.                                                                           اندلعت الاشتباكات وحصلت انتكاسة الثورة الكردية عام 1975 فهاجر الى مصر .                                                 بعد انتصار الانتفاضة عام 1991 عاد الى كردستان وتوفي عام 2013 .    

عبد الجليل فيلي ..منع تهجير الكرد الفيليين 

  اظهرت  مباحثات اتفاقية  11 اذار قوة الجماهير الكردية ببغداد ، فقامت بحملة لتهجير الكرد الفيليين عام 1970 لسببين رئيسيين ، الاول خروج الجماهير الكردية ببغداد بتظاهرة مليونية تاييدا لاتفاقية 11 آذار ورفعهم صور الزعيم الكردي الخالد مصطفى البرزاني ما أثار الرعب في قلوب السلطة البعثية من هذا العنفوان الذي تعيشه الجماهير الكردية واغلبها من الشريحة الفيلية والسبب الثاني هو الانتقام الذي تريد تنفيذه القوى الشوفينية البعثية التي واجهت مقاومة شرسة في شارع الكفاح- عكد الكرد - في انقلاب 8 شباط 1963 ولن تغيب عن اذهان حرسهم القومي  بطولات الكرد الفيليين في مقاومتهم للانقلاب .                                                                                                                فاصدرت الحكومة اوامرها لقوى الامن بتهجير الكرد من بغداد ومحافظات الوسط والجنوب الى ايران . ولما كان المناضل عبد الجليل فيلي مسؤولا للحزب الديمقراطي الكردستاني في قاطع خانقين منع بالقوة السلطات من نقل المواطنين من نقطة الحدود بين ايران والعراق مما سبب اشكالا بين الحكومة و الحزب الديمقراطي الكردستاني .وفي النتيجة فشلت جهود الحكومة في تهجير المواطنين الكرد.

يقول في مقدمة كتابه اللور عن احداث عام 1970( كنت مسؤولا للجنة محلية خانقين فاصدرت تعليمات سرية الى الاخوة البيشمركة لاغلاق الحدود العراقية الايرانية في المنذرية ومنع التهجيرات بالقوة ورغم حدوث مشكلة كبيرة بسبب هذا الاجراء الجرئ الا اننا نجحنا في ارغام وزير الداخلية سعدون غيدان على التراجع عن قراره واصدار الامر بايقاف العمل بموجبه الى دوائر السفر والشرطة ذات العلاقة بالامر ) 4  عبد الجليل فيلي ، اللور (الكورد ) الفيليون في الماضي والحاضر ، ص 6، وزارة الثقافة لاقليم كوردستان العراق ، 1999

تعريف 

عبد الجليل فيلي مواليد بغداد 1942 

انتظم في الحزب الديمقراطي الكوردستاني عام 1957وانتخب عضوا في لجنة محلية بغداد عام 1959

قضى عدة سنوات في عقد الستينيات في سجون ومعتقلات السلطات الحاكمة .

التحق بالثورة الكوردية عام 1965 وعمل  في اذاعة صوت كردستان 

انتخب في المؤتمر الحادي عشر للحزب الديمقراطي الكردستاني عام 1993 عضوا في اللجنة المركزية

عام 1997 عين وزيرا للاقليم .

 القاضية زكية اسماعيل حقي مؤسسة اتحاد نساء كردستان 

ولدت لاسرة  كردية فيلية معروفة ببغداد و دخلت معترك القضاء عام 1959 وهي اول قاضية في تاريخ العراق الحديث .

 جردت من منصبها قاضية في 6 حزيران 1962 لاشتراكها في تظاهرة مطالبة بالسلام لكردستان ووقف العمليات العسكرية ضد الشعب الكردي ،كما نفذ فيها حكم الإقامة الجبرية لمدة تزيد على 21 عاماً ما بين الأعوام 1975-1996 صدرت بحقها من قبل سلطة حزب البعث.

انتخبت في مؤتمر الحزب الديمقراطي عام 1970 للجنة القيادية ومثلت الحزب الديمقراطي واتحاد نساء كردستان في المؤتمرات العالمية

ساهمت في كتابة الدستور بعد التغيير .

توفيت عام   2021عن عمر يناهز 86 عاما ودفنت في الولايات المتحدة الامريكية .

الشهيدة ليلى قاسم :  ولدت في مدينة خانقين لاسرة كردية مناضلة عام 1952 .

درست علم الاجتماع في جامعة بغداد وانخرطت في صفوف الحزب الديمقراطي الكردستاني تناضل من أجل تحقيق آمال شعبها في الحرية والاستقلال .

  القي القبض عليها واعدمت عام  1975 

عادل مراد مؤسس اتحاد طلبة كردستان

ولد المناضل عادل مراد لعائلة كردية فيلية ببغداد عام 1949 وانخرط في صفوف الحزب الديمقراطي الكردستاني عام 1965 وساهم في تأسيس اتحاد طلبة كردستان وانتخب سكرتيرا له بعد توقيع اتفاقية 11 آذار 1970.

التحق بالثورة الكردية بعد تنكر الحكومة لاتفاقية 11 آذار وعمل في قاطع اربيل  واضطر بعد اتفاق الشاه وحكومة بغداد على مغادرة كردستان الى دمشق وهناك اشترك مع الراحل مام جلال في تأسيس الاتحاد الوطني الكردستاني ,                                شغل عدة مناصب قيادية في الاتحاد الوطني الكردستاني وتسلم منصب                                                                       سفير العراق لدى رومانيا عام 2004 .   توفي عام 2018 

“جاء في نعي رئيس الجمهورية فؤاد معصوم لرحيل المناضل عادل مراد : 

وإذ نعزي الشعب الكردي وكل الشعب العراقي برحيل السيد عادل مراد الذي خسرناه مناضلا صلبا جمع بين الفكر القومي الانساني والوطنية الصادقة فضلاً عن الايمان العميق بالفكر الديمقراطي التقدمي والشعور العالي بالمسؤولية ومقارعة الاستبداد والاضطهاد، فاننا نستذكر باعتزاز انخراطه في الدفاع عن شعبه وامته منذ نعومة اظفاره....

عبد الرزاق فيلي  سكرتير شباب كردستان

مواليد بغداد 1945 ، درس ببغداد وتخرج في كلية الحكمة بدرجة بكلوريوس في اللغة الانجليزية . انخرط في صفوف الحزب الديمقراطي الكردستاني منذ اوائل الستينات ، اعتقل عام 1963 وبعد اطلاق سراحه عام 1964 ساهم في نشاطات اتحاد طلبة كردستان .

عام 1972 اصبح سكرتيرا لشباب كردستان وفي عام 1974 التحق بالثورة الكوردية .

عام 1981 اعتقل في ايران وقضى 8 ثمانية اعوام في السجن و بعد اطلاق سراحه توجه الى سوريا.

ساهم مع مام جلال وعادل مراد بتاسيس الاتحاد الوطني الكردستاني في سوريا .

انتقل الى السويد وعاد  بعد الانتفاضة الى  كردستان عام   1992  .

تسلم  منصب وزير العلاقات في اقليم كردستان عام 2004

توفي في حزيران 2018  

عبد الكريم مراد ( يد الله الفيلي - يدي )

عبد الكريم مراد فتح الله المعروف بيد الله الفيلي ( يدي) ولد ببغداد لاسرة كردية فيلية عام 1934 . تخرج في اعدادية التجارة .

وفي العام 1950 أنضم إلى صفوف الحزب الديمقراطي الكردستاني، وفي العام 1957 أصبح مسؤول اللجنة المحلية للحزب الديمقراطي الكردستاني في بغداد.

انتخب في المؤتمر الخامس للحزب الديمقراطي الكردستاني الذي انعقد في العام 1960 عضو لجنة التفتيش والمتابعة العليا ومعاون الفرع الخامس للحزب.

اعتقل عام 1963 وعذب بقسوة.

انتخب في المؤتمر السادس للحزب عضوا للجنة المركزية عام 1964

  1965 أصبح مسؤول الفرع الخامس وعضو المكتب السياسي للحزب

 1972 شغل منصب رئيس اتحاد الشبيبة الديمقراطية الكردستانية .

2001 تسلم منصب وزير شؤون إقليم كردستان .

توفي عام 2022 في اربيل .

الرئيس بارزاني يقدم التعازي بوفاة الشخصية البارزة يدالله الفيلي

جاء في بيان التعزية الذي نشره مقر الرئيس بارزاني “بمزيدٍ من الحزن والأسى تلقينا نبأ وفاة المناضل وبيشمركة ثورة أيلول والوزير في الكابينة الرابعة لحكومة إقليم كوردستان والشخصية الفيليية البارزة كاك عبدالكريم مراد المعروف بـ يدالله الفيلي”.

وأضاف البيان “بهذا المصاب الجلل، نشاطركم الأحزان ونتقدم لكم ولعائلتكم الوطنية المناضلة ولجميع اخوتنا الكورد الفيليين بأحر التعازي وخالص المواساة، سائلين المولى عزوجل للمغفور له كاك يدالله الفيلي الرحمة وجنان الخلد ولكم الصبر والسلوان”

كتاب شكر للكرد الفيليين من الحزب الديمقراطي الكردستاني

 عند الشدائد يـُعرف معدن الناس  والجميع يعرف معاناة الشعب الكردي اثناء حملات الانفال سيئة الصيت التي نفذها نظام الطاغية صدام حسين فكانت الهجرة المليونية عام 1991 يوم تشردت الاف الاسر الكردية هربا من حملات الابادة التي استخدم فيها النظام الصدامي المواد الكيمياوية ما تسبب في استشهاد اعداد غفيرة من الكرد  فاضطر الالاف الى الهرب من المدن والقرى الكردية باتجاه ايران وتركيا  .

وقبل ذلك باعوام قليلة بدأ النظام الصدامي بحملة ابادة الكرد الفيليين عام 1980 فهجر قسرا الاف العوائل الى ايران بحجة التبعية الايرانية واستولى على الاموال المنقولة وغير المنقولة للكرد الفيلين واحتجز الاف الشباب- يقدر عددهم بعشرين الف شاب - ولم يعرف مصيرهم ويعتقد انهم ضحايا لتجارب كيمياوية او اسلحة بايولوجية.

يكشف  كتاب الشكر الذي وجهه المكتب السياسي للحزب الديمقراطي مساهمة الكرد الفيليين بجمع التبرعات وارسالها من ايران الى كوردستان لاغاثة اشقائهم سكان كردستان ، وكانت المساعدات تتكون من عدة شاحنات تحمل الالبسة والاغذية بالاضافة الى مبالغ عينية .

قدم الكرد الفيليون هذه المساعدات شعورا منهم بوحدة مصير الكرد اينما كانوا في الوقت الذي كانوا فيه يعانون من الاوضاع المزرية التي كانوا يقاسون منها في ايران ولكن رغم ذلك لم يتركوا اخوتهم واخواتهم ابناء وبنات جلدتهم لمصيرهم فكانت قافلة المساعدات الفيلية خير دليل على وفاء الكرد الفيليين لمبادئهم النضالية وتاريخهم المشترك مع ابناء شعبهم الكردي.

كتاب شكر من المكتب السياسي  رقم 352مؤرخ في 11/4/1991مبلغ من قبل الفرع الخامس بكتابه رقم 188بتاريخ 18/4/1991

الى السادة :

1- الاخ الحاج ابراهيم كريم

2- الاخ عبد الجبار مصطفى

3- الاخ حسين داراخاني

4- الاخ حاج جراخ علي نادري

5- الاخ اكرم كريم بور

6- الاخ حافظ أسد العطار

7- الاخ مراد الانصاري

8- الاخ صلاح عبد ولي الفيلي

9- الاخ ( بيرو) ولي رمضان

مرفق / صورة الكتاب .

  أعلام الكرد الفيليين في الحزب الشيوعي 

انخرط العديد من الكرد الفيليين في تنظيمات الحزب الشيوعي مثل اتحاد الشبيبة ، اتحاد الطلبة ، النقابات  ..الخ . ومن بين الشخصيات الكردية الفيلية التي كانت لها اسهامات  بارزة في الوسط اليساري :

- الشاعر زاهد محمد   ولد عام 1930 في مدينة الحي التابعة للواء الكوت يومذاك وهو من عشيرة الملك شاهي وله أعمام في مدينة الكوت : ناضل في صفوف الحزب الشيوعي وسجن في العهد الملكي وهو صاحب القصيدة السياسية المشهورة في الوسط الشيوعي : 

يا الرايح للحزب خذني / وبنار المعركة ذبني

كان احد قادة اضراب عمال السكك عام 1948 

اعتقل وسجن في سجن الكوت وسجن نقرة السلمان واطلق سراحه عام 1956وسيق الى الخدمة العسكرية .

له مجموعة كبيرة من القصائد والاغاني الوطنية والدواوين الشعرية المطبوعة واشتهرت اغنيته في الستينات من القرن الماضي التي لحنها وغناها احمد الخليل : هه ر بزي كورد وعرب رمز النضال .

توفي في مستشفى بلندن عام 2001

- الفنان جعفر حسن

   ولد جعفر حسن عام 1944 في مدينة خانقين، بمحافظة ديالى لاسرة كردية فيلية.

دخل عالم الفن عام 1958 واصبح في السبعينات  أحد رواد الأغنية السياسيّة العراقيّة.

أسس فرقة الروّاد المركزية وقدم مجموعة  من الأغاني الوطنية والسياسية والشعبية حينها.

من أغانيه الشهيرة التي قدمتها فرقة الروّاد: لا تسألني عن عنواني، يا بو علي، عمي يا بو جاكوج، عمال نطلع الصبح، قبليني للمرة الأخيرة.

كان عضوا في الحزب الشيوعي واضطر الى الهرب  الى اليمن اواسط السبعينات وعاش نحو عقدين في اليمن فانجز الكثير من الالحان والاغاني.

 ثم عاد الى العراق بعد سقوط النظام الصدامي وعمل في المجال الفني في كردستان وغنى الاغاني الكردية الفولكلورية مثل اغنية كتان كتانة  ، و به و به و ، كما تغنى باصوله الكوردية الفيلية  وغني اغنية اهلي اكراد فيلية .

توفي في اربيل عام 2021م .

-عزيز الحاج    ولد عزيز الحاج  علي حيدر في الكاظمية لأبويين  كرديين فيليين  وهو سياسي معروف ، تسلم مسؤوليات كبيرة في الحزب الشيوعي . 

أكمل دراسته العليا في كلية دار المعلمين العالية عام 1947. انضم للحزب الشيوعي العراقي عام 1946 وأصبح من كوادره وكتابه .                                                                                                                                                       سجن في نوفمبر 1948 وحكم  عليه بالسجن المؤبد. وتنقل بين سجون مختلفة حتى ثورة 14 تموز 1958 .                 بعد الثورة أوكلت له مهمات تنظيمية وصار من الكتاب البارزين في الحزب الشيوعي. ورشح  للجنة المركزية .  

قاد الانشقاق المعروف  باسم القيادة المركزية للحزب  لشيوعي أواسط الستينات .( راجع مذكرات عزيز الحاج الصادرة في عدة كتب. )                                                                                                                                              بعد اعتقاله عام 1969 وتخليه عن  آرائه السياسية  ، ترك العمل الحزبي وعين مندوبا للعراق في منظمة اليونسكو الدولية التربوية في باريس.  ألف ونشر أكثر من ثلاثين كتابا.  توفي في باريس عام 2020 عن عمر 94 عاما .

برهان شاوي    كردي فيلي من مواليد مدينة الكوت سنة 1956، روائي  معروف كان في صفوف الحزب الشيوعي عندما اعتقل اوائل السبعينات واخضعوه لتعذيب  قاس ، بعد اطلاق سراحه استطاع ترك العراق وعاش في روسيا ومن ثم المانيا الشرقية ، فضح اساليب التعذيب اللا اخلاقية التي تمارسها اجهزة الامن بحق المعتقلين ، ونشرت الامم المتحدة شهادته الجريئة فكانت فضيحة للنظام.

درس في موسكو والمانيا وحصل على شهادات عليا في السينما والتاريخ .

عمل في مجالات اعلامية وفنية وتسنم عام 2005منصب مدير عام قناة  الحرية / بغداد ومن ثم مدير هيئة الاتصالات 

يعيش حاليا بين المانيا واربيل.

 الفنان كوكب حمزة  ملحن موسيقي ، كردي فيلي،ولد في مدينة القاسم عام 1942،  من منتسبي الحزب الشيوعي، التحق بالانصار في  كردستان عام 1980 ثم انتقل الى سورية ويعيش حاليا في الدانمادرك. له الحان كثيرة واشتهر باغنية ياطيور الطايرة و اغنية يانجمة في السبعينات 

 نجم خطاوي كاتب وشاعر كردي فيلي من ابناء مدينة الكوت ، مواليد عام 1957.

درس الاقتصاد في جامعة الموصل ونشط في صفوف اتحاد الطلبة  وغادر العراق الى جيكسلوفاكيا عام 1979

عاد الى كردستان ليشترك مع الانصار في الكفاح المسلح عام 1982 لغاية عام  1989 فواجه الانفال واضطر الى المغادرة الى سوريا .ثم انتقل الى السويد ونشط في المجال الثقافي فاصدر عدة كتب .

بعد زوال النظام الصدامي عاد الى وطنه ليساهم في العمل السياسي والثقافي.

ماجد عبد الرضا

  كردي فيلي  ولد في مدينة الكوت / محافظة واسط عام 1937. درس في جامعة بغداد وغادر العراق الى جيكوسوفاكيا عام 1961. انتمى للحزب الشيوعي  واصبح عضوا في اللجنة المركزية للحزب في السبعينات ساهم في النشاط الثقافي فنال وسام هيئة مجلس السوفيت الاعلى عام 1973حصل على الدكتوراه في فلسفة التاريخ من أكاديمية العلوم الاجتماعية في صوفيا ببلغاريا سنة 1984.

انشق عن الحزب وعاد الى العراق في تسعينات القرن الماضي وعمل مدرسا في جامعة بغداد. له عدة كتب من بينها:*القضية الكردية في العراق، 1969.*المسألة الكردية في العراق  1960 ،1970.توفي عام 2005 كامل كرم ( ابو علاء )ولد ببغداد عام 1937 لاسرة كردية فيلية تنتمي لقبيلة عليشرواني انهى الثانوية وعمل معلما في المدرسة الفيلية ببغداد الاعوام   1957 ، 1958 ، 1961حصل على عضوية الحزب الشيوعي عام 1957.

شارك في قيادة التظاهرة الشهيرة المليونية في  1 ايار  1959- 1960 تسلم مسؤولية لجنة محلية الاعظمية ببغداد شارك في قيادة المقاومة في  شارع الكفاح -عكـد الاكراد - في شباط 1963 وكان نائب مسؤول المقاومة الشهيد العبلي. بعد سيطرة الانقلابيين على السلطة استطاع الهرب الى ايران.عام 1971 اعتقل في البصرة وتعرض الى تعذيب فقد اثره البصر في عينه اليمنى، اطفأ رجل الامن سيجارة في عينه.

ثم اصبح مسؤولا عن محلية البصرة في زمن الجبهة الوطنية 19731974 - 1978 مسؤول مقر بغداد اختفى ببغداد وهرب  الى ايران  ليصبح مسؤول الحزب في طهران الاعوام 1980 - 1987بعد  ذلك انتقل الى افغانستان واصبح مسؤولا للحزب في كابل من سنة 1987 لغاية 1990 هاجر الى السويد وما زال يعيش فيها.

5الكرد الفيليون يحبطون محاولة اغتيال المناضل الراحل ادريس برزاني يروي المناضل ( يد الله الفيلي ) في مقال له نشر في موقع شفق، ان المناضل الراحل ادريس برزاني زار بغداد بدعوة من الحكومة بعد عام من توقيع اتفاقية 11 اذار.علمت الاوساط الكردية ببغداد بوجود محاولة لاغتياله ، إذ أخبر أحد ضباط الشرطة السيد عزيز المضمد بتفاصيل المحاولة وبدوره نقل الخبر الى يد الله الذي كان مسؤول الفرع الخامس - بغداد - .فاتخذوا قرارا بابعاد الراحل ادريس عن بغداد . قاموا بتغيير ملابسه الكردية ونقلوه بسيارة اجرة يسوقها سائق كردي فيلي الى اربيل سرا.

ولما تعرض الوفد الى محاولة الاغتيال لم يكن الراحل ادريس ضمن الوفد ، فباءت المحاولة بالفشل.( تفاصيل الحادثة في مقال يد الله الفيلي وضابط الشرطة ايضا )

6..ملاحظة / هذا الموضوع ليس احصاء لجميع الشخصيات المساهمة في نضال الحزبين ح ش ع ، و ح د ك . انما اختيار مجموعة معروفة ومشهورة من الاعلام  التي  كشفت عن انتمائها السياسي والاثني ، والجميع يعلم ان المئات من منتسبي ح ش ع لم يكشفوا عن اصولهم الاثنية لاسباب عدة منها تجنب التهجير والابعاد والتمييز في الحقوق والواجبات اضافة الى ان الحزب الشيوعي العراقي له نظرة اممية تتجاوز الاصول والاعراق والاديان، كما لا يعد هذا الموضوع سيرة ذاتية او سياسية للرموز المختارة وانما يسلط الضوء على مشاركتهم في نضال الحزبين المذكورين .المصادر :1 - موقع الحزب الشيوعي الالكتروني .8 تموز 20182-  شمران الياسري  ، بلابوش دنيا ، ص 75 ،دار بابل ، ط 1 ، 2000 . 3- مقال للصحفي محمد البدري في صحيفة التاخي العدد 4759 المؤرخ في 20/5/2006 .4 -  عبد الجليل فيلي ، اللور (الكورد ) الفيليون في الماضي والحاضر ، ص 6، وزارة الثقافة لاقليم كوردستان العراق ، 19995-  المعلومات من خلال مقابلة أجريتها معه عن طريق الهاتف في السويد بتاريخ 4 / 3 / 20236- راجع مقالة يد الله كريم الفيلي في موقع شفق ، تحت عنوان :كورد فيليون ينقذون نجل الزعيم بارزاني من محاولة اغتيال في بغداد 7- مواقع انترنيت منها موقع الحزب الديمقراطي الكوردستاني ، موقع شفق ، موقع الحزب الشيوعي العراقي ، موقع الاتحاد الوطني الكوردستاني . اضافة الى موقع الويكيبيديا ومواقع اخرى ,.