شفق نيوز- إيلام

تقف قلعة "والي" في قلب مدينة إيلام الفيلية، شاهدةً على حقبة القاجاريين، ومعبرة عن الهوية الثقافية لشعوب المنطقة، بعد أن تحولت من مقر صيفي لحاكم بشتكوه غلام رضا خان الفيلي عام 1326 هـ، إلى متحف أنثروبولوجي نابض بالحياة ويحفظ التراث.

بنيت القلعة على مساحة تتراوح بين 2500 و4500 متر مربع، بتصميم معماري يتوسطه فناء كبير تحيط به الغرف، وقاعة ملكية، وغرفة مرايا، وسراديب وأقبية للحراسة. أما المدخل الجنوبي فزين بدرج على الطراز اليوناني، فيما تحيط بها مواد البناء المحلية من الحجر والطوب والجص والبلاط والخشب، مع زخارف إسلامية دقيقة تعكس ذوق عصرها.

رغم الأضرار التي لحقت بالقلعة خلال الحرب العراقية الإيرانية، فإنها رُممت بين عامي 1988 و1990، لتتحول لاحقاً إلى متحف أنثروبولوجي يعرض ملامح الحياة الشعبية من ملابس وأدوات تقليدية وعادات متجذرة، لتصبح اليوم أحد أغنى المتاحف المتخصصة في إيران.

يقول الخبير جعفر خدا برست إن القلعة ليست مجرد أثر تاريخي، بل "كنز ثقافي يزاوج بين عمارة القاجار والهوية المحلية".

فيما يذهب رضا ربيعي من دائرة التراث أن أعمال الترميم جرت "بحرص شديد للحفاظ على أصالة المكان، بحيث يروي كل حجر قصة من ثقافة إيلام".

القلعة ليست حجراً فقط، بل ذاكرة حيّة في وجدان الإيلاميين. تحكى عنها قصص الممرات السرية التي كانت تُستخدم وقت الخطر، وأسطورة "كنز الوالي" المدفون في أقبية القلعة، إضافة إلى أجواء الأفراح التي كانت تتردد فيها أنغام الزرنا والدف ليالي الصيف. كما ارتبطت بعادات شعبية مثل مرور الأطفال عبر بوابتها الجنوبية درءاً للعين والمرض.

اليوم، قلعة والي ليست مجرد متحف أو مقصد سياحي، بل رمز للصمود الثقافي في وجه النسيان. فهي تحفظ تفاصيل العمارة القاجارية، وتنقل للأجيال قصص أهل إيلام وأفراحهم وأساطيرهم، لتبقى بحق "جوهرة في قلب الجبال" وذاكرة نابضة للتاريخ الشعبي.