ا . د . قاسم المندلاوي/ يرجع تاريخ مندلي الى اكثر من 6000 عام قبل الميلاد ويعتبر اقدم قضاء في العراق وعندما تشكلت الحكومة العراقية عام 1921 أصبحت "قائم مقامية" وكانت تتبعها كل من ناحية بلدروز ( ورازه رو ) وكنعان وقزانية وقرى وارياف كثيرة.

وتحدها من الشمال قضاء خانقين ومن الجنوب قضاء بدرة التابعة لمحافظة واسط ومن الشرق ايران ومن الغرب قضاء المقدادية وبعقوبة مركز محافظة ديالى والتي تبعد عنها 93 كم وعن العاصمة بغداد 160 كم وتحولت مندلي الى الدمار و الظلام عند استلام القوميين والبعثيين سدة الحكم وخاصة خلال حكم الطاغية صدام حسين والحرب العراقية - الايرانية فتحولت مندلي الى ساحة معارك فدمرت وهدمت كل شيء، وفي عام 1987 تم تحويلها و بقرار من المجرم ( طه الجزراوي ) الذي كان يرأس ( لجنة شؤون الشمال ) الى ناحية تابعة الى بلدروز بعد ان دمرت المباني و المنازل و الاسواق و البساتين وغيرها خلال حرب العراقية الايرانية وأجبرت سكانها على النزوح وتم ترحيل و تسفير المكون الكوردي الفيلي الى ايران و الاستيلاء على ممتلكاتهم واراضيهم ضمن مخططات التعريب الديموغرافي لدوافع شوفينية سياسية وطائفية عنصرية ، ومنذ ذلك الوقت تعاني مندلي من الاهمال ، و بقيت خرابة تسكنها الحشرات و العقارب و الافاعي السامة.

وبعد التغيير (عام 2003 ) كان هنالك امل لبناء دور سكن و مدارس واسواق وتبليط الشوارع واعادة الروح لبساتينها المثمرة و للزراعة و الثروة الحيوانية، ولكن لم تحصل اي تغيير لمندلي وظلت على وضعها الماساوي والى يومنا، وبعد مظاهرات واحتجاجات وتقديم مذكرات متتالية وعديدة الى الجهات العليا في بغداد ولم تستجب تلك الجهات لمطاليب سكان مندلي وظلت مندلي ناحية حتى ان قام النائب الاول لرئيس مجلس النواب الاتحادي العراقي السيد " محسن علي اكبر مندلاوي " بارسال رسالة بتاريخ 17 / 1 / 2023 الى السيد محمد شياع السوداني - رئيس مجلس الوزراء واخيرا تمت موافقة وزارة التخطيط العراقية على اعادة استحداث قضاء مندلي بتاريخ 12 / 3 / 2023 مع التاكيد على الغاء قرار الطاغية صدام حسين لعام 1987 ، ولكن بقيت مندلي قضاء بالاسم فقط ( اي جسد بلا روح ) نظرا للتهميش و الاهمال المستمر ، علما مندلي ( من المناطق المتنازع عليها بين بغداد واربيل ) وتعاني حاليا و بشدة عدم وجود مستشفيات و لا مراكز صحية ولا صيدليات و تحتاج الى ابنية حديثة للمدارس و للدوائر الحكومية وشوارع و اسواق وشبكة من المياه الصالحة للشرب والى كهرباء ( علما كانت في مندلي ايام العهد المالكي مكائن ضخمة لتوليد الطاقة الكهربائية ) كما تحتاج الى تكملت نواقص " سد مندلي " لاجل ارواء البساتين و الرزاعة في مندلي و قزانية وصولا الى قضاء بدرة .