ا . د . قاسم المندلاوي/ قبل التطرق للموضوع: نقدم الشكر والتقدير للدكتور محسن علي اكبر المندلاوي - النائب الاول لرئيس مجلس النواب على إسهامه الفعلي والوطني، بخصوص "إعادة مندلي من ناحية الى قضاء"، والغاء جميع قرارات الطاغية صدام بحق هذه المدينة الكوردية التاريخية و الحضارية، والاعتراف الرسمي بالحقوق الإدارية والقانونية والانسانية لقضاء مندلي كما في السابق... واخيرا " لا يصح الا الصحيح " بقي الشيء الاهم ايضا : تنفيذ مشاريع سكنية وزراعية وتجارية وسياحية ، وخدمات طبية و تعليمية واجتماعية، وتشجيع السكان للرجوع الى مدينتهم الجميلة و تعويضهم ماديا لبناء بيوتهم و اسواقهم و محلاتهم و بساتينهم ومزارعهم التي دمرت خلال الحرب العراقية - الايرانية.
يمتد تاريخ الرياضة في قضاء مندلي الى زمن تأسيس المدارس الحديثة ، ففي عام 1920 تأسست اول مدرسة ابتدائية للبنين ، بعد ذلك وتحديدا خلال 1953 - 1965 تاسست عدة مدارس ابتدائية للذكور ، بينما تاسست مدرسة ابتدائية للبنات عام 1930 ، ومدرسة ثانوية للبنات عام 1953 ، وفي هذه الفترة كانت الرياضة تمارس خلال درس الرياضة ضمن جدول الدروس ، ويحتوي الدرس على تمارين سويدية و تمارين الوثب العالي و العريض و الجري لمسافات قصيرة ، وفي بعض الاحيان العاب صغيرة مثل " جلوس على الكرسي ، شد العيون ، جر الحبل ، القفز على الخطوط ، رمي كرات صغيرة بيد واحدة و بكلتا اليدين.
كان يشرف على درس الرياضة معلمين لا علاقة لهم بالرياضة حيث لم يكن في عموم مدارس قضاء مندلي اي معلم " اومعلمة " مختصة بالتربية الرياضية آنذاك .. ولم تجري تدريبات رياضية بالمعنى العلمي الحديث بل كان عدد من التلاميذ الموهوبين يشكلون فريق بكرة القدم وفريق آخر بكرة الطائرة ... كانت تجري سباقات و استعراض رياضي للمدارس في شهر آذار ، وكان الاهالي يحضرون لتشجيع ابنائهم ... كان الاستعراض يبدأ بالمسيرة لتلاميذ الصفوف و بمصاحبة الطبل ، وبعد الانتهاء من المسيرة تبدأ " لوحة التمارين السويدية " ، ثم تبدأ سباقات العاب صغيرة للصفوف الاولى حتى الثالثة و سباقات العاب القوى للصفوف الرابعة حتى السادسة و في النهاية يوزع كاوس على الفائزين ، كان منتخب قضاء مندلي يشاركون ايضا في استعراضات لواء ديالى " محافظة ديالى حاليا " التي كانت تقام سنويا على ملعب بعقوبة ، وكان اغلب جوائز العاب الساحة والميدان من حصة دار المعلمين و ثانوية بعقوبة و ثانوية خانقين ، وكانت مندلي تحرز على المركز الثاني بكرة الطائرة بينما تفوز بعقوبة بالمركزالاول و خانقين بالمركز الثالث ، وفي كرة القدم كان المركزالاول لخانقين و الثاني لبعقوبة والثالث لمندلي " وفي كرة السلة كان فريق شهربان يحتل المركز الاول و الثاني لفريق بعقوبة والثالث لفريق خانقين ، ولم تشترك مندلي في هذه اللعبة بسبب عدم توفر كرات و جهازالسلة في مدارسها انذاك ، ولا ننسى الدور الكبير للمرحوم محمود حسين الملقب " محمود عيشه - الذي كان يشغل منصب المدير العام للتربية الرياضية في ديالى " و المرحوم رشيد مطر - المشرف العام للكشافة ، من جانب اخر كان هناك اهتمام كبير بالكشافة المدرسية و بسفرات جماعية مشيا على القدمين الى اماكن سياحية واثرية القريبة من المدارس والبقاء في الطبيعة مع اخذ بعض الماكولات الخفيفة و الماء و كان الذهاب من الساعة التاسعة صباحا وحتى الساعة الثانية ظهرا ، والرجوع الى المدرسة والانصراف الى البيت .. اما بالنسبة للطالبات لم ترتقي الرياضة الى مستوى جيدة ولم تظهر اية بطلة او اي فريق نسوي في قضاء مندلي ويمكن القوال : ان سبب عزوف الطالبات عن ممارسة الرياضة انذاك نتيجة عوامل وقيود اجتماعية و دينية " علما الاسلام لا يحرم المراة لممارسة الرياضة " ولا ننسى عدم توفر قاعات وملاعب واجهزة وادوات رياضية ، وجميع تلك العوامل أثرت سلبا على الطالبات في ممارسة الرياضة . .
الاندية الرياضية : لم يكن اي نادي رياضي في قضاء مندلي خلال الخمسينات من القرن الماضي ولا بعدها بل كانت هناك فرق رياضية شعبية ، و يعتبر قضاء مندلي من المدن التي لها قصب السبق في تاسيس الفرق الشعبية على مستوى محافظة ديالى فقد تشكلت في مطلع الستينات من القرن الماضي فرق متميزة بكرة القدم ، ففي محلة " قلعة بالي " التي عرف شبابها بوعيهم الوطني تم تشكيل فريق لكرة القدم باسم " فريق النسور الرياضي " حيث اتخذ اعضائه من احدى المقاهي مقرا له وكان من بين الاعضاء " علي ملي مهدي وشقيقه محمد ملي مهدي و مصطفى محمد وفاضل حسين نصرالله ويوسف غلام وناصر رستم و جبار سهراب وصاحب سعد الله و رحمن روضان خانكه وحسين علي جواد و جليل كالي وخليل مهدي واحمد دم جفت وفخري ونوري وهما شقيقان " .. كما تشكل في محلة قلعة جميل بيك فريق رياضي باسم فريق الهلال الرياضي اتخذ من مقهى حجي جلالي رحمه الله مقرا له ضم في صفوفه كل من " عباس شكر و عبد الخالق توفيق وهاشم سيد محمد و مجيد حميد خلاوه وقحطان عادل واكرو علي الياس وعباس مراد يونس وحسين سليمان داموك وفهد رجب اسماعيل جيجك وستار محمد شيخ علي " وقد استمرت هذه الفرق بممارسة نشاطاتها على اكمل وجه في منطقة تسمى " طياره خانه " وهي في الحقيقة كانت منطقة واسعة جدا لهبوط الطائرات وكانت تجري على هذه المنطقة مباراة و تصفيات كرة القدم على نطاق بطولة لواء ديالى انذاك " محافظة ديالى حاليا " .. وفي عام 1968 لتبدا صفحة تحجيم الفرق الرياضية ومنعها من مواصلة نشاطاتها من خلال قيام الاجهزة القمعية بمحاربة اعضائها و مطاردتهم حتى وصل الحال الى منع هذه الفرق من ممارسة نشاطاتها الرياضية على ملعب مندلي الرياضي مما اضطرهم الى ترتيب ساحة لهم في منطقة " باقوج " الكائن على طريق قرية كبرات الكوردية ، وبسبب الضغوط التي تعرضوا لها مما اضطر الكثير منهم الى ترك المدينة الامر الذي ترك اثره السلبي على الواقع الرياضي في مندلي . .
ملعب مندلي : في الستينات تم بناء ملعب فقير من قبل الادارة المحلية حيث اقتصر بناءه على مقصورة فقط وساحة مسيجة بالطابوق وعندما آصف الملعب بالفقير ااا فهو وصف دقيق لواقع الملعب لاننا لو قارنا هذا الملعب بالملاعب الاخرى نجد الفرق شاسع بكثير من ملعب مندلي لانه كان يفتقر الى ابسط الخدمات الرياضية من قبيل بناء قاعات لالعاب قتالية وخاصة " رفع الاثقال و المصارعة " وساحات لكرة الطائرة و السلة و غيرها حيث اقتصر الملعب على ساحة لكرة القدم فقط ورغم السلبيات التي ذكرناها وغيرها ، فقد استبشر الرياضين في قضاء مندلي لبناء الملعب املين تطويره في المستقبل وبالفعل شهد هذا الملعب الفقير مباريات عديدة لكرة القدم منها : مباراة فريق النسور الرياضي مع فريق شباب العطيفية " الكاظمية " التي حضرها جمهور غفير جدا ونظرا لقوة فريق شباب العطيفية فقد استعان فريق النسور الرياضي بعدد من خيرة لاعبي كرة القدم في قضاء خانقين الذي كان اقوى اقضية المحافظة في المسابقات الرياضية وخاصة كرة القدم منهم : قيس شاكر و ناظم غزال و علي حربي و سهام بكر ، الذين ابلوا بلاء حسنا في المباراة التي انتهت بالتعادل ... لكنه بمرور الزمن وتحديدا في سبعينات من القرن الماضي تحول هذا الملعب الى ثكنة عسكرية بسبب المناوشات التي كانت تجري بين ايران و العراق ثم تحول " الملعب " الى مركز لتدريب الجيش الشعبي لسنوات ... اما في ثمانينات من القرن الماضي فقد تحول الملعب الى معسكر لاعتقال المواطنين العراقين من الكورد الابرياء الذين تم ابعادهم الى ايران ظلما وجورا بحجة انهم من التبعية الايرانية ، وخلال الحرب العراقية الايرانية استغل هذا الملعب لاهداف عسكرية ، و مرة اخرى الى ثكنة عسكرية تضم مقرات الفرق الخلفية المتحاربة مع ايران ليختفي منه اي اثر رياضي ، وبعد سقوط النظام 2003 طالب اهالي مندلي وفي المقدمة الرياضين الادارة الحكومية في محافظة ديالى للاهتمام بالملعب و اعادة ترميمه وتطويره ومع الاسف الشديد لم تجد اذنا صاغية ، لذا تحول هذا الملعب الى مكان خاص للجرذان و العقارب و الكلاب السائبة ااا هذا هو احد نماذج تخلف الرياضة في العراق عامة وفي قضاء مندلي على وجه الخصوص .