(القسم الثاني)

علي حسين فيلي/ للسياسة اوجه عدة ولكن الذين يستخدمون جانبها السيء ليسوا قليلين، على الرغم من انه ليس هناك اي خطاب او فعل بإمكانه الخروج من دائرة النقد وينأى بنفسه عن مديات التساؤلات والتقييمات، ولكن تم تقدير الاموال التي تم صرفها على دعايات تصفير ومسح البعض في انتخابات هذا العام والصرف عليها، بعشرات الملايين الدولارات، والسؤال هنا هو ما هو المبلغ الذي تم تخصيصه لتخريب البيت الفيلي؟!

 

نحن على يقين من ان الذين خصصوا مقعد (كوتا) واحدة للكورد الفيليين في مجلس النواب العراقي، هم من اصحاب عشرات المقاعد وليسوا مستعدين للتضحية بهذا المقعد الوحيد، ولكنه بحاجة الى ما تسببه المنافسة للحصول على هذا المقعد الوحيد والتي ستتسبب بحالة من التشتت والاضطراب داخل بيت ابناء شعب هو يعاني من عشرات المشكلات التي لا نهاية لها.

 

الى اليوم، ومع كثرة ما نعانيه من مشكلات ومعاناة فان مشاكل قضية الهوية القومية ليست بتلك الاهمية لكي نفتح لها ملفا او اوراق. وهذا عذر يهز الاعماق ان شعبا يكون عرضة للعقوبات والابادة الجماعية من قبل خصومه، في هذه الانتخابات،  بسبب ضمه لعدد من اللهجات والاديان والمذاهب المتنوعة.

 

والسؤال هو، هل الهوية القومية الانسانية الفيلية هي عند العرب ام عند الكورد؟ والذين يتحدثون عنا كمكون وامة وقومية مجردة عن الكورد هم قليلون اليوم، ولكن وبوضوح ان فكرتهم هذه بدعة لعينة  تحاكي الابادة الجماعية التي نفذت من اجل افنائنا جسدا وارضا وحياةً، وتلك الفكرة تُنفذ من اجل القضاء على اي اثر قومي لنا. وهذا امر مستورد جاء بناء على تكليف من تلك الدول التي لا تعترف بغير شعوبها، بالسهولة التي تتغير معها القابهم وعشائرهم وقبائلهم وقوميتهم بمجرد ما يسمى بالـ(الجرش)، وفي مثل هذه المعادلة لا يتحول اي عربي الى كوردي؛ لكنه امر متوقع ان يتحول الاف بل اكثر من الكورد الى العرب.

 

ومع ان المجتمع العراقي المؤلف من عدد من المكونات القومية، يتعايشون في اتحاد سياسي واحد، ولكنهم غير مختلطين ولم يذوبوا في بعضهم، اي انه ولحد الان هذا البلد ليس المكان الذي يكون الجميع في قِدر واحد ليطبخهم معا ليصبحوا شعبا واحدا. بل بالعكس، فانه المكان الذي تقوم فيه القومية الاكبر بحرق الشعوب الاخرى لتصبح رمادا ولا يبقى لها اثر.

 

ونحن في الظروف الاعتيادية نسمع القليل من التصريحات المماثلة بشأن الفيليين والتي تتحدث عن الانقطاع القومي بشكل واضح كما كان يحصل للشبك والايزيديين سابقا والتي كانت تشير الى انهم ليسوا من الكورد. وفي الميدان السياسي فان (الجرش) وتبديل الجبهات والمواضع وتوزيع التهم والالقاب السيئة من الامور التي تحصل، الا اذا كان اصدقاؤنا مقصرين وبطيئي الفهم، فان اعداءنا اذكياء وخبيثون، لانهم لا تصدر عنهم مثل هذه التصريحات في اي حال من الاحوال تجاه اي مكون عربي ولا يتم استخدام اية سياسة مماثلة ضدهم.

 

ومن المؤكد ان الدورات الانتخابية الثلاث الماضية ومن اجل ايجاد الاعذار لعدم حصول مرشحينا على الاصوات، قيل ان عدد الفيليين غير المشاركين في الانتخابات كان اكبر من عدد المشاركين فيها. وهذا يعني انهم كانوا يائسين من التغيير ومقصرين تجاه اهمية المشاركة، ولكن في الانتخابات الحالية من هم مرشحو الكورد الفيليين بشكل مباشر او انهم فيليون ومرشحون للقوائم المختلفة؟! ومن هم الذين يمارسون السياسة من اجل الحصول على المزيد من الحقوق واستقرار مكانة عمل من دون ان يزيدوا من هوة مشاكلنا؟ بلا شك ان الفيليين الذين ترشحوا عن القوائم الاخرى فانهم فعلوا ذلك لأسباب سياسية والافكار الشاملة وسعة حدود الترشح، ولكنهم لم يتبنوا مسألة "المكون".

 

 ان المشكلة تكمن في الذين يستهدفون الناخبين الفيليين بمقعد كوتا واحدة لينهوا جميع الجهود والمساعي، والامال لتوحيد البيت الفيلي!!

القسم الاول