شفق نيوز/ أن يجتمع الأدب والإبداع، مع العمل الصحفي، فسيولد حافزاً قوياً لسبر غور جانبين حيويين في حياة الإنسان والمجتمع؛ وإذا تسنى للقانون بمهنيته ان يختلط بهما؛ فسيكون الانجاز متسعا باتساع الرؤية لدى من يحمل تلك المؤهلات، وكم هم قلة.
تلك المؤهلات، حملها "فؤاد جواد"، ولم يتوقف الأمر عند هذا بل انه درس الموسيقى وسعى لوضع انموذج متقدم للدستور العراقي؛ الا ان ظروفا حالت دون تنفيذ ذلك.
فمن هو فؤاد جواد.. ومن أين نبدأ الحديث عنه، من الإبداع الأدبي الخاص ام من مهنة المحاماة المتعبة، أم من السياسة بتداعياتها وإشكالاتها.
هل نبدأ من فؤاد جواد الشخصية القانونية، ام نعرج عليه اديباً وصحفياً، وكيف تمكن من جمع التوليفة تلك.
لقد آثر جواد، أن يبدأ بالحديث عن خصوصيته الفردية المتمثلة بانتسابه القومي، والنزعة الانسانية التي يعكسها هذا الانتماء خلال حديثه لوكالة شفق نيوز، "انني من الكورد الفيلية الذين في رأيي من اذكى وأشجع واخلق مخلوقات الارض على الاطلاق؛ ثقوا ليس لانتمائي لهم، بل لدراستي واستعراضي لهم منذ الطفولة"، مشيرا الى "انهم يمتازون بحب الانسان والانسانية حيثما يكونون والى اي دولة ينتمون".
فؤاد جواد، شخصية كوردية فيلية، عاصر خمسينيات وستينيات القرن الماضي، إذ يعد البعض تلك العقود "العصر الذهبي" للفيليين بخاصة في بغداد.
ويأبى الأديب والمحامي، إلا أن يبدأ ايضا حديثه من الصحافة مهنة المتاعب كما يقال.
فيقول ان علاقته بالعمل الصحفي بدأت بمجلة رزكاري اذ كان هو اول رئيس تحرير لها "عن طريق السيد جلال الطالباني بعد الحاح من قبله وزملاء آخرين لا اتذكرهم لمضي مدة طويلة على ذلك كوني كنت محامياً آنذاك وعضوا في الحزب الديمقراطي الكوردستاني وكان المفروض ان يكون الاخ جلال رئىيساً لها لولا أنه اضطر لترك دراسته في الحقوق؛ بسبب ملاحقته سياسياً من قبل جهاز الامن و المخابرات آنذاك"، مردفا "وبعد الحاح منه كصديق وزميل وجمع من زملائه حضروا الى مكتبي المخصص لمهنة المحاماة كان ذلك في عام 1959".
ويتابع: اصطحبوني للتوقيع على موافقتي لأكون اول رئيس للتحرير، وجاء ذلك اثر اختياري لأعمل مديراً لاحد الاقسام في دار الاذاعة.
وبشأن مؤهلاته اللغوية التي مكنته من التفوق في العمل وتفضيل الآخرين له يقول "كانت عندي ميول شعرية باللغات العربية والكوردية والفارسية والانجليزية"، مستدركا "لم ابرع الا باللغة العربية متاثراً بنشأتي وحياتي في منطقة يغلب عليها الطابع العربي وأتيح لي طبع اول ديوان شعري باللغة العربية في دار المتنبي ببيروت وهو تحت عنوان (اغاريد رومانسية)، ولا تزال لدي مجموعة من شتات القصائد المبعثرة باللغات التي ذكرتها، الا ان كسلي المعروف عني في مثل هذه الامور الشخصية قد حال دون جمعها وطبعها في دواوين".
ولم يقتصر أمر الشاعر والصحفي والمحامي فؤاد جواد، على تلك الانشطة، بل تعداها الى الموسيقى؛ وفي هذا يقول "لقد درست الموسيقى الغربية في معهد الفنون الجميلة ببغداد تحت إشراف وتوجيه الاستاذة الشهيرة ( بياتريس اوهانيسيان ) العازفة على آلة البيانو و الاستاذ (ارام بابوخيان) مدرس مادة (الصولفيج) وتاريخ الموسيقى في المعهد المذكور".
ويرجع جواد بالحديث إلى الصحافة ليوضح "اما مجلة رزكاري فقد كانت مجلة الحزب الوطني الديمقراطي الكوردستاني وان جلال الطالباني كان المفروض ان يكون رئيساً لتحريرها فهو اقدم مني بالحزب المذكور، لولا انه كان مطارداً من الجهات الامنية انذاك ومصيره الرفض من وزارة الداخلية والإعلام، ويفترض ان التمويل كان من الحزب وان المجلة توقفت عن الصدور من قبل الحكومة لكونها سياسية وخشية ان تكون للعاملين فيها ميولا انفصالية".
ويبين "ان من اقترح علي رئاسة تحرير المجلة هو جلال الطالباني الذي كان معجباً بتمكني من اللغة العربية".
ويتطرق، فؤاد جواد، بالحديث الى اهتمامه بقضية إنشاء دستور للعراق "اسهمت بكتابة مشروعات مختلف القوانين لعراق المستقبل في حينه مع آخرين معي، وقد اقترحت عليهم حينها تولي كتابة مشروع دستور المستقبل؛ الا انهم عارضوني بالقول ان الأوان لم يحن بعد لاقتراح كتابة المشروع، في الوقت الذي استعرضت دساتير عدد من الدول المتقدمة بنظامها القريب من أنظمة دول الشرق الاوسط".
ويؤكد"لا مدحاً بنفسي، الا اني كنت انوي جعل الدستور العراقي انموذجاً يحتذى، الا اني لم الحح على زملائي خشية ظنهم بانني اناني واحب الظهور"،
وعن تقويمه لمجلة رزكاري التي كانت تصدر باللغتين العربية والكوردية في بغداد، وهو اول رئيس تحرير لها، يلفت فؤاد جواد الى انه"ونظرا لمضي مدة طويلة لا أستطيع الآن تقويم مجلة رزكاري سوى انها خصصت لخدمة الامة الكوردية و العراق خاصة والإنسانية عامة".
فؤاد جواد
تخرج اوائل الخمسينيات من كلية الحقوق في بغداد، شغل بعد التخرج وظيفة كاتب أول ثم محقق عدلي، شغل وظيفة رئيس محكمة في عدد من المدن منها العمارة وتكريت.
وكانت آخر وظيفة له مفتش في وزارة العدل، لشؤون المحاكم.،
زوجة فؤاد جواد طبيبة ومن عائلة معروفة في اربيل، في التسعينيات عمل وزوجته في دبي، وبعد العام 2000 سافرا إلى أمريكا ويعيشان إلى اليوم هناك.