شفق نيوز- إيلام

في بساتين إيلام الفيلية، حيث تصارع الأشجار حرارة الصيف، يبدأ موسم حصاد التين إلى الغرب من إيران، فيما يواجه هذا المحصول وفرةً في الإنتاج يقابلها غياب في البنية التحتية والتسويق.

ويعد محصول التين على هذه الأرض بطعمه الحلو وتنوعه المحلي، من أبرز منتجات الحدائق في مناطق ما يعرف بـ"شرق كوردستان"، حيث يتوقع حشمت عزيزيان، رئيس دائرة الزراعة في إيلام، إنتاج نحو 400 طن من التين هذا الموسم بقيمة تقارب 320 مليار ريال (ما يعادل نحو عشرة مليارات دينار عراقي).

وبحسب تقرير لوكالة مهر الإيرانية ترجمته وكالة شفق نيوز، فأنه رغم الإنتاج في الأعوام السابقة كان أكبر، فإن هذه الأرقام تكشف عن الطاقة الإنتاجية الكبيرة للمحافظة، حيث تنتشر أكثر من 215 هكتاراً من بساتين التين، معظمها في قضاء آبدانان.

ويتميز التين الإيلامي بتنوع جيني واسع يضم 16 صنفاً محلياً، من بينها "الزر"، ويحقق متوسط إنتاج يبلغ سبعة أطنان للهكتار الواحد. هذا التنوع، إضافة إلى قدرته على النمو في تربة فقيرة وظروف مناخية قاسية، جعله رمزاً للقدرة على التكيف ومصدراً محتملاً للدخل.

لكن رغم سمعته الجيدة، يبقى التين بعيداً عن مكانته المحتملة في الأسواق الوطنية والعالمية. فغياب مصانع المعالجة والتغليف الحديثة، وانعدام علامة تجارية، وضعف التسويق، كلها عوامل تجعل جزءاً كبيراً من المحصول يُباع في الأسواق المحلية بأسعار لا تعكس قيمته.

"التين في آبدانان يتمتع بجودة عالية جداً، لكن من دون صناعات تحويلية ومصانع قادرة على إنتاج منتجات جديدة، سيظل بعيداً عن الأسواق العالمية"، يقول عزيزيان، مشيراً إلى أن 30 في المئة من المحصول جرى حصاده حتى الآن، فيما يواجه المزارعون تحديات من شح المياه وتقلب الأسعار.

ويؤكد خبراء زراعيون أن التين ليس مجرد فاكهة موسمية، بل "رأسمال طبيعي" قادر على أن يصبح رافعة اقتصادية إذا ما حظي بصناعات تحويلية حديثة، وتدريب للمزارعين، واستراتيجية واضحة للتصدير.

ويرون أن إدخال تين إيلام إلى المعارض الدولية قد يمنحه المكانة التي حققتها منتجات مثل التمور العراقية أو الفستق الإيراني.