علي حسين فيلي/ الذكرى السنوية تعني ولادة جديدة كما يروي انجيل يوحنا. ونحن اليوم على اعتاب الذكرى السنوية الخامسة عشر لصدور العدد الاول لمجلة فيلي. ذكرى جميلة وعدد هو امتداد لعمر المجلة يهدف لإعادة الثقة للذات قبل اعادة الحقوق المستلبة.
من الواضح ان كل انسان واع يدرك خطورة حدود العمل داخل هذا المجتمع، والاصعب من هذا كله هو الخسارة الكبرى في استخدام كل هذه الامكانيات والابداع الموجود لترسيخ الفرقة والتباعد واذكاء نار الخلافات الداخلية فيما بيننا، وفي الوقت الذي يكون المستقبل للإنسانية من المنظور المنطقي والتاريخي، نحن لم نعاقب بسبب شرب الخمر او مجالسة المتدينين! ولم يتم تشريدنا وتهجيرنا بسبب الصداقة مع العرب او التعامل مع اليهود! فالذين لا يفهمون معنى مشكلتنا ، ليس بإمكانهم الولوج بسهولة داخل بيت كوردي تغلفه الهموم، ولا يستطيعون تناول الطعام على مائدة انسان كاكائي او شبك او ايزيدي موّحِد، او المشاركة في افراح واتراح كلداني او سرياني او اشوري او صابئي وتركماني، ويفهمون معاناة الناس التي تعد هموما انسانية.
وبمناسبة الذكرى السنوية لصدور مجلة فيلي التي لم تعد تفوح منها رائحة الورق، توفرت لنا فرصة الاشارة الى عدد من النقاط:
- جعلنا من مساعي وجهود الاجيال السابقة اساسا واثبتنا باننا اصحاب تجربتنا الماضية وليس نتاجها، ونحن اقرب للذين يعملون وليس الذين يتكلمون فقط.
- عملنا فكري وليس جسديا والذي قدمناه هو للجميع وليس لجهة خاصة. لأننا تخطينا مرحلة الكوردية بالكد والكدح وخوض الصعاب ونحن دائبون على السير في ميدان الالتزام القومي والمواطنة وحب الانسانية بكل ما اوتينا من قوة.
- وعلى العكس من دافع الموت الذي استحل ماضينا، اهتممنا بباعث الحياة واعادة احياء قضيتنا، وهدفنا التقارب الى حد التعاون وسعينا الى التقارب الى حد التعاطف مع مكونات هذا البلد.
- ان ذكرى هذه المناسبة تثبت ان مجلتنا لها بداية الا ان نهايتها تتجه انظارها صوب المستقبل.
- على الرغم من ان المجلات والجرائد ومؤسسات الاعلام ليست قليلة في هذا البلد الا انه ما من اعلامي او صحفي او رجل سياسة او رجل سلطة طرق باب مؤسسة شفق من حين لآخر وزار مجلة فيلي. لذا فان الشعور يدون الافتخار بشأن فريق عملها.
- اخيرا شكرا لأولئك الذين يمنحون معنى الحياة للمجلة ولو بقراءة موضوع ما فيها.