علي حسين فيلي/ بأبسط العبارات وبعيدا عن الاثارة، وبعد ما يقرب من نصف قرن، يجب أن تكون أفكارنا وعقولنا مستعدة لقبول الآراء المختلفة، وأن نقبل واجب العمل معا حتى لا تشهد الذكرى السنوية للإبادة الجماعية للكورد الفيليين المزيد من التقهقر والتراجع.
من المفترض للإنسان الفيلي خلال مساعيه للتكيف مع العالم الجديد، أن يولي المزيد من الاهتمام بهذه المناسبة. و يتعين أن يكون هناك المزيد من التنسيق للقيام بواجب الاحتفال بهذه الذكرى.
إن المأساة كبيرة والمطالب مشروعة، ومخلفات هذه الجريمة تجمع الكثير من المعاني الألمية والشعارات في ذكرى هذه المأساة التي لا ترضي شرحها وتفسيرها الكثير من الأشخاص والأطراف.
المعنى المرير للتهجير، والمنفى، وفقدان الهوية هو أن تصبح وحيدا أكثر فأكثر! هذه هي التجربة المحزنة في زوادة حياة الفيليين وقصصهم.
إن تفسير الجهود التي بذلت في السنوات الماضية لتذكر تاريخ تضحيات هذا الجزء من الأمة الكوردية يقتضي أن نقول: لكي نعيش في ضمير شعبنا، حان الوقت لحوار مفتوح ومباشر بين الفيليين أنفسهم.
وهذا يتطلب الشجاعة والولاء والإرادة من الجميع لمحاولة تحقيق الاستقرار وتهدئة الفيليين في ذكرى المرحلة الأولى من الإبادة الجماعية للكورد.
وإذا نظرنا إلى مستوى ونسبة المشاركين في الاحتفال، فمن الواضح أنه كما في السنوات السابقة، يغيب الجيل الجديد للأسباب الآتية:
1. ليس لدى هذا الجيل خط دفاعي للذود عن هويته لدرجة أنه لا يعتبر محاولة الاحتفال بالذكرى مقدسة ولا يشارك فيها بشكل فعال.
2. وبدلا من الاحتفاء بمقاومة وتضحيات أجداده، دخل عالم الاتجاهات الجديدة في الفكر والسياسة.
3. أثبت هذا الجيل أنه أكثر يأسا من الأجيال السابقة. ولهذا السبب فإن المسافة بين الأجيال الحالية والسابقة كبيرة لدرجة أنهم لم يلجأوا حتى إلى فهم أهمية المناسبة، ولم يتركوا فرصة الجلوس معا في مثل هذه المحافل.
4. هذا الجيل غير راضٍ عن برنامج إحياء الذكرى، ويريد بانوراما مختلفة لإحياء الإبادة الجماعية، وهذا غير موجود في المخطط الحالي.
وأخيرا، لمعرفة السبب الذي يجعل قاعات ذكرى الإبادة الجماعية للفيليين فارغة سنة بعد أخرى، فهذه واحدة من التساؤلات الكثيرة التي لا ينبغي أن نقلق من كشفها، وبكل صراحة نحن لا نلقي باللوم على هذا الجيل فحسب رغم التقصير، فإنهم يدفعون جزءاً من ضريبة بعض الأطراف التي تصدت لهذه القضية واخفقت في إيصال الرسالة.