شفق نيوز/ أن تتلمذ شعرياً وأدبياً على حروف خليل جبران ونعيمة والمنفلوطي، سيدفع بك ذلك لا محال يوماً ما إلى مناطحة كبار الأدباء شعرياً، أما أن "تتحدى" الجواهري الكبير!، فذلك ليس بالأمر الهين، نعم، ليس ذلك فحسب، فذلك التلميذ إبن المدرسة الفيلية العريقة ببغداد، اثار جدلاً يوماً بعد أن قدم مشهورته "سجّلْ أنا كردي".
الحديث هنا ينصب على الشاعر عبد الستار نورعلي، وهو كوردي فيلي نسج بأبياته من نظم الشعر ما جعله رقماً صعباً يضرب بها بحور الشعر بإطناب هنا وهناك.
وكالة شفق نيوز أجرت مقابلة مع الشاعر عبد الستار نورعلي، عبر الكاتب والرائد الرياضي الشهير صمد أسد، وهذا نصها:
1. متى ظهرت لديك موهبة الشعر؟
عبد الستار:
في بواكيري الأولى وأنا على مقاعد الدراسة الإبتدائية في (مدرسة الفيلية الإبتدائية) كنْتُ أُختار أحياناً لألقي قصيدةً أثناء رفعة العلم الذي كان يقام صباح كلّ خميس صباحاً، فأحسّ عندها بشعور غريب وأنا أنشدُ، مزيج من الفرح والاندماج والحماسة والاعتداد بالنفس، وأنا أشاهد جموع الطلبة المصطفين في ساحة المدرسة والمعلمين أمامهم وهم يصغون لإلقائي. القصائد كنتُ أحفَظُها عن ظهر قلب. منذ تلك اللحظات التي حفرتْ بصماتها في النفس والذاكرة بدأت رفقتي مع الشعر والحفظ، والقراءة عموماً، على بساطة التلقي وصعوبته في ذلك العمر الغضّ. كانت في المدرسة مكتبة تحتوي على كتب للأطفال، وكتب لأدباء عرب كبار أمثال (جبران خليل جبران) و(ميخائيل نعيمة) و(مصطفى لطفي المنفلوطي) و(أحمد حسن الزيات) وغيرهم من فطاحل اللغة العربية. كان اقترابنا نحن الصغار من كتب هذه الأسماء الكبيرة يثير فينا الرعب، لغةً وفهماً، إلا أننا نحن الذين كنا نحسّ برغبة عارمة في دخول عوالمهم كان يدفعنا الفضول الى لمسها والمرور على صفحاتها، معي أيضاً المرحوم (داوود سلمان/داوي) كابتن كرة السلة العراقي السابق، إذ كنا ثنائيين ـ أخوة بالرضاعة ـ لم نفترقْ يوماً حتى رحيله الفاجع عام 2011 . كان مثقفاً كبيراً وقارئاً نهماً إضافةً إلى الرياضة متميّزاً ومبدعاً فيها.
كان كتاب (المطالعة العربية) في منهج الدراسة الابتدائية مرجعاً أدبياً ولغوياً رصيناً ـ لا كما اليوم ـ إذ كانت نصوصه منتقاة من القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة ومن التراث العربي في عصوره التاريخية القديمة والحديثة قصصاً وحكايات وشخصيات وقصائد.
ووددْتُ أنْ أبين من هذه (المقدمة) كيف اكتشفتُ حبي للأدب واللغة عموماً، والشعر والقصة خصوصاً. حتى كانتْ لحظةٌ ما ليومٍ ما وسنةٍ ما لا أذكرها بالضبط، وأنا غضٌّ غرير، رددْتُ معي نفسي بيتين بسيطين ساذجي اللغة وأنا في طريقي عائداً إلى البيت، ما زلْتُ أذكرهما:
قلبٌ تحطّمَ في الهوى
ويهيمُ ليسَ لهُ دوا
ما لي أراهُ يفتشُ
عن قلبهِ بينَ النوا
وهو من بحر الكامل.
بقيتُ أقرأ وأطوّرُ قابلياتي اللغوية بالمطالعة والمتابعة، والكتابة لنفسي دون نشر، حتى يستقيم العودُ على أصوله. ولذا اخترتُ بعد تخرجي من الإعدادية/ الفرع الأدبي أن أكمل دراستي التخصصية في اللغة العربية وآدابها، فدخلتُ كلية الآداب/ قسم اللغة العربية/جامعة بغداد. بدأتُ النشر منذ أوائل الستينات من القرن الراحل في الصحف والمجلات العراقية والعربية، ومازلت حتى اليوم، إضافة الى الصحف الألكترونية.
أذكر أنّ أول قصيدة خرجتْ من القيد كانت من الإذاعة العراقية في برنامج (مواهب على الطريق) التي كانت تقدمه الشاعرة الفلسطينية (سائدة الأسمر).
2. هل كانت البداية بنظم الشعر الحرّ أم القريض؟ والسؤال يفرضه وجود قلة من الشعراء أبدعوا النظم والسير بهذا الاتجاه الشعري، وأنت واحد منهم.
عبد الستار:
القصيدة الأولى التي نشرتها كانت من الشعر الحرّ (شعر التفعيلة). فقد كان أثر شعراء هذه المدرسة (الشعر الحرّ) ضارباً أطنابه في نفوسنا نحن شباب تلك الفترة، وأنتَ تعرف أنّ الشباب ميّالٌ الى التجديد والخروج على القديم في كلِّ منحىً من الحياة، والثقافة السائدة في حينها كانت ثقافة تنويرية تقدمية تبحثُ عن الانطلاق الى عالم الحداثة في كلّ شيء. لكن دراستنا التخصصية في الجامعة تركز على الشعر في عصوره التاريخية القديمة مقسمةً بحسب الأزمنة على سنوات الدراسة (اللغة العربية): العصر الجاهلي، عصر صدر الإسلام، العصر الأموي، العصر العباسي الأول، العصر العباسي الثاني، الفترة المظلمة، العصر الحديث. حتى (العصر الحديث) هو بالزمن الذي كنا نعيشه، ويشمل القرن التاسع عشر والنصف الأول من القرن العشرين، بمعنى أنّ الشكل الكلاسيكي العمودي للشعر كان الطاغي مع التجديد في اللغة وأغراض الشعر، فاستُحدِثتْ أغراضٌ جديدة فيه، إلى جانب الأغراض التقليدية من غزل ومدح وهجاء ورثاء وفخر ووصف، أغراض جديدة لم يتناولها الشعراء القدامى: الشعر المسرحي، الشعر القصصي الملحمي، الشعر التعليمي.
هذه الدراسة التخصصية وحفظ الكثير من القصائد ربما حفرت أثرها موغلةً في النفس، فبدأت كتابة الشعر العمودي (الفراهيدي) ونشره، إلى جانب شعر التفعيلة (الشعر الحرّ). لكن بالمحصلة الشعرية الحرّ هو الأكثر، لأنه يمنح الشاعر مساحةً من حرية الحركة الشعورية والشعرية دون توقف عند القافية والوزن مما يحصران الشاعر في زاويتيهما لاستيفاء التناغم الموسيقي المطلوب، وهو ما يضطرّ الشاعر أنْ يضيف أحياناً ليكمل التوازن الموسيقي في البيت الشعري فيؤدي الى حشو وتكلف، وهو ما يراه البعض إخلالاً بالعفوية الشعرية والإحساس لحظة ولادتها، والتجربة المخزونة في نفس الشاعر، إذ الولادة الأولى للقصيدة هي الصادقة الموحية لشاعرها وهي الأساس. لكن في الوقت نفسه لا بد من العودة للقصيدة والعمل عليها، فلربما هناك خللٌ ما فات على الشاعر، او خطأ سهواً، كي تكتمل بحُلّة شعرية ناضجة. وفي الوقت نفسه علينا أن نتذكر بأنّ الشاعر المتمكن من أدواته الشعرية قريضاً وتدعمه موهبة أصيلة ومقدرة وسعة في المعرفة بفنه وإتقانه، لا تقف أمامه العوائق حين يكتب بعفوية وطبع مثقل بثقافة شعرية موسيقية (الوزن) ولغة ثرية اكتسبها من سعة اطلاعه على تاريخ الشعر ونماذجه العظيمة عند كبار الشعراء إضافة الى التمكن العالي من اللغة. فكيف إذن كان أولئك الشعراء الكلاسيكيون القدامى والجدد من الأسماء الكبيرة يكتبون قصائدهم لكي يخرجوا علينا بروائعهم الخالدة الباقية أبد الدهر!
إنَّ التجديد في شكل القصيدة في العصر الحديث وتنوع مدارس الشعر لا بد أنْ يؤثرا في الشعراء الشباب المجايلين، فيتوجه كلٌّ بحسب ميله وتأثره ومقدار ثقافته الشعرية وموهبته وإحساسه. وتبقى الصراعات والمواقف المختلفة والمتضادة والرفض والقبول مستمراً. هذه هي طبيعة الحياة في كل مناحيها.
بالنسبة لي: إنّ التجربة الحسية ومضمونها ووحيها لحظة ولادة القصيدة هي التي تحدّد شكلها لديّ. ولذا فما أكتبه، وأنت تقرأ لي، يتراوح بين الشكلين، مع استثناءات في كتابة قصيدة نثر. والموضوع يتباين من شاعر الى آخر بناءً على موقف الشاعر من القصيدة واختيار شكلها الذي يبني عليه تجربته . المهم هي الموهبة الحقيقية والإبداع والمقدرة والشاعرية، والخروج بقصيدة تمتلك أدواتها شكلاً ومضموناً وجماليةً وتأثيراً. ويبقى للقارئ الحُكم من خلال ذوقه وموقفه، والناقد الأدبي بتخصصه المعرفي بفن الأدب وشروطه وقواعده.
ــ3ــ أيّ من الاتجاهين أقرب الى نفسك وأكثر حرية في تفجير ما بداخلك من الطاقات الشعرية؟
عبد الستار:
أجبْتُ على هذا السؤال ضمن الجواب السابق. وأعود مكرراً: التجربة الحسيّة والمضمون هما اللذان يحددان شكل القصيدة. لأنّ الوحي ينزل دون استئذان ولا وقت محدّد، هكذا فجأةً، فقد يأتيني بحلةٍ كلاسيكية (عمودية/فراهيدية)، أو بثوبٍ من الشعر الحرّ (التفعيلة)، أو برداءٍ نثريٍّ. التجربة والوحي هما اللذان يفرشان طريقَ الشكل. أما في القصدية الكتابية في مناسبة ما أو محاولة خلق قصيدة خارج إطار العفوية (الطبع) كما أطلق عليه البلاغيون القدامى، فهنا يأتي دور (الصنعة) أي العمل الصناعي لكتابة قصيدة، حينها يختار الشاعر عن قصد شكلها عموديةً أم حرّةً، وهذا لشاعر الشكلين، وليس للذي اتخذ موقفه الثابت مع هذا أو ذاك، ليبدع فيما اختار وينصرف بكامل شعريته له.
أضرب لك أمثلة:
قصيدتي الميمية (أابا فراتٍ والجراحُ فمُ) التي أعارض فيها الجواهري (المعارضة بالمعنى الشعري) في قصيدته التي رثى فيها الدكتور عالم النحو الكبير المرحوم (محمد مهدي المخزومي) والمنشورة في مجلة (المجلة) في لندن 1988 ومطلعها:
أأبـا مـهـنـدَ ، والـجـراحُ فـمُ
وعلى الشفاهِ من الجراح دمُ
القصيدة عمودية فخمة، (جواهرية)! فكيف سأقول أنا يا ترى؟ أأعارض بشعر حرّ؟ مش معقول! فكتبت:
أأبـا فـراتٍ، والـجـراحُ فـمُ
وعلى السيوفِ منَ الجراحِ دمُ
إنّا على حالين تجمعُنا
لغةٌ تُحرّقُ ثمَّ تضطرمُ
إلى آخر القصيدة التي عبّرتُ فيها عن حال العراق وما نعانيه في تلك الحقبة الزمنية (1988). ونشرتها بعد 2003 . تستطيعون البحث عنها فهي على مواقع الإلكترونية.
وكتبتُ مؤخراً قصيدةً عن الأمام علي (عليه السلام)، فكيف تراني أكتبها؟ لا بد أنْ تكون بمقامه فخمةً كلاسيكية:
هذا عليٌّ وما في الكونِ مِنْ عالي
إلّا الإلـهُ ، رسـولُ اللّـهِ ، والـعـالي
الحقُّ في إثرِهِ يجري، ومِنْ فمِهِ
فنُّ البلاغـةِ مِنْ عالٍ إلى عالي
أما قصيدتي (الرواية الأولى) فقد ولدت إثر تجربة انفعالية امتزجتْ بالفكر ومصير الإنسان في الكون، كتبتها عام 1971 ونشرت في وقتها في مجلة (الثقافة) العراقية لصاحبها المرحوم الدكتور (صلاح خالص)، فقد كانت ولادة تجربتها الروحية والعقلية. كتبتها دفعةً واحدةً متدفقة دون توقف في هزيعٍ من ليلة:
وفي صمتٍ طويتُ البحرَ في عيني
وفي صمتٍ حملْتُ البيدَ في قلبي سرايا
نحو هاجرة الهوى، رُحتُ أصلّي
أرفعُ الراياتِ للعباس، استجلي
رسومَ العشقِ في صحراء أغنيةٍ ترابيهْ ،
رميتُ شِباكَ شوقي اصطدْتُ ريحاً
صرتُ أحصدُها ، مررْتُ أناملي فيها
تقصّيْتُ الحقيقةَ عنْ رؤىً في عِرقِ أمنيةٍ سرابيهْ ،
4. هل كتبتَ مسرحيات شعرية؟
عبد الستار:
لا، لم أكتب مسرحيةً شعريةً. لأني أخترتُ أنْ أتفرغ للقصيدة، فهي التي تأخذني إلى عوالمي الباطنية لتستخرج مكامنها وخفاياها الحسية، وما تكتنزه من عواطف ومشاعر وفكر ورؤية للكون والإنسان، وللتعبير عما يعانيه في عالمنا المضطرب. إضافةً إلى العمل لتطوير قصيدتي، مثلاً مجموعتي الشعرية المخطوطة (تجريب) تحوي قصائدي التجريبية في التلاعب على شكل القصيدة بين الأشكال المختلفة مع خلق صوتها الخاص. كما إنّ وقتي مخصّص أيضاً لمتابعة ما يجري على الساحة الأدبية من نشاط غزير شعراً ونثراً، والعمل على ممارسة النقد الأدبي لتجارب الأخوة الأدباء الآخرين، شعراء وروائيين. وهو ما يشغل وقتي في الكتابة وتطويرها، متمثّلاً بالمرحوم الدكتور ( مصطفى جواد) حين سُئل عن عِلمه فأجابَ بأنّه مازال طفلاً يحبو. قلتُ في قصيدتي (أنا مغرمٌ بالشعر لستُ بشاعرٍ):
أنا مغرمٌ بالشعرِ لسْتُ بشاعرٍ
حتى وإنْ غنّى الكلامُ ندائي
مازلْتُ طفلاً حابياً في روضهِ
تلهو بيَ الأزهارُ فيضَ غناءِ
وقد سئل (محمود درويش) يوماً نفس السؤال فأجاب بأنه يفضّل التفرغ للقصيدة. وفي تاريخنا الشعري خاض هذه التجربة (المسرحية الشعرية) عدد من الشعراء: أحمد شوقي (رائدها في العربية)، علي أحمد باكثير، عزيز أباظة، خالد الشوّاف، صلاح عبد الصبور، معين بسيسو، جميل حسين الساعدي وغيرهم. إلا أنني ترجمت عن السويدية مسرحية (جلجامش) الشعرية للشاعر السويدي (أبَه ليندة 1897 ـ 1991) الى العربية وتوجد نسخة من ترجمتي في المكتبة الملكية في ستوكهولم وفي عدد من الجامعات السويدية.
ــ5ـ هل نظمت شعراً باللغة العامية؟ والمعروف أنّ بعض الشعراء اليساريين كمظفر النواب وزاهد محمد أجادوا التوفيق بين الشعر بالفصحى والعامية ولهم قصائد بالعامية مغناة، واشتهروا بها، وتتداول بين متذوقي الشعر أكثر من قصائدهم بالفصحى؟
عبد الستار:
لم أخضْ غمارَ القصيدة العامية، فلها شعراؤها المحترفون، وإنْ كنتُ يوماً من عشاقها وقرائها المدمنين وحفاظها، وخاصة شعر (مظفر النواب). إذ كنا في شبابنا نحفظ له ونتناقش فيما نحفظ، ونحن نلتقي على ضفاف (دجلة الخير) وهي تحتضننا في كازينوهاتها الجميلة الدافئة بجوها وروادها من الشباب المثقف والباحث عن المتعة البريئة، أيام الستينات والسبعينات من القرن المنصرم. وكنتُ أحفظ أيضاً الكثير من شعر الشاعر المصري (أحمد فؤاد نجم) وذلك بسبب مضامينها السياسية التي كانت محور اهتماماتنا وحواراتنا في تلك الحقبة من الحياة العراقية والعربية والعالمية وأحداثها.
نجد في هذه الأيام الكثير من شعراء الفصيح في العراق يخوضون غمار الشعر الشعبي وبابداع وتألق ملحوظين.
6. هل لك محاولات شعرية باللغة الكوردية؟
عبد الستار:
مع الأسف، لا. وهذا يعود الى الظروف التاريخية والاجتماعية والبيئية والتخصص اللغوي والأدبي. وهنا أحبّ أنْ أضيف بأنّ احد المثقفين الكردستانيين البارزين حين انتقد وبحدة في مقابلة على فضائية كردية في حينها الكتابَ الكرد الذين يكتبون بلغة أخرى غير لغتهم ولا يكتبون بلغتهم والى حد الاتهام بالخيانة، وكان يقصد الذين يكتبون بالعربية أو بالتركية أو بالفارسية. وبما أني أحد هؤلاء المقصودين بالاشارة لأني أكتب بالعربية فحسب أحسست بغصّةِ ألمٍ عميقة، كتبتُ قصيدتي (سجّلْ أنا كردي) ردّاً عليه في 2000.02.14. بدأتُ كتابتها بعد مشاهدتي واستماعي لحوار معه امتد الى الساعة الثانية عشرة ليلاً، حيث دخلتُ غرفتي بعدها مباشرةً، فبدأت القصيدة بالهطول. انتهيتُ منها ناضجةً طويلة في الساعة الرابعة فجراً. نُشرت في حينها في صحيفة (ريگاي كوردستان) في أربيل، ثم في صحف ومواقع الكترونية، وقد استقبلتها الأوساط الثقافية العراقية والعربية بحفاوة. أضفت إليها مقطعاً استهلالياً في الردّ على الدكتور (فيصل القاسم) حين كتب مقالةً على موقع (دروب) متهماً الكرد بالخيانة لتعاونهم بإسقاط النظام الدكتاتوري السابق، وذلك بتاريخ 27 نوفمبر 2007. وتستطيعون الاطلاع على القصيدة من خلال البحث في نظام ( Google).
7. وأخيراً، أستاذنا المحترم، أرجو أن تزودنا بما لديك من مشاريع جديدة ومواضيع لم تنشر أو إضافات، أو رسائل توّد أن ترسلها من خلال هذا اللقاء.
عبد الستار:
مازلْتُ بنشاطي في القراءة والمتابعة والكتابة، على قدر عزم العمر والوقت والمشاغل الحياتية. لي مخطوطات لمجاميع شعرية عديدة وتراجم من الشعر العالمي، والجزء الثاني من كتاب (شعراء سويديون ـ دراسات ونصوص) فالجزء الأول مطبوع، وكتاب (الكرد الفيليون ـ تاريخ ومعاناة)، وكتاب يجمع مقالاتي النقدية في عدد من الأدباء العراقيين والعرب شعراء وروائيين، وكتاب يجمع الدراسات التي كُتبَت عن منجزي الشعري. علماَ بأنَ ما ذكرت من نصوص شعرية وتراجم ومقالات منشورة في الصحف والمجلات والمواقع الألكترونية الثقافية العراقية والعربية، يستطيع منْ يريد البحث أن يجدها. وقد خصصت بعض المواقع صفحة خاصة بمنجزي المنشور. الديوانان اللذان طُبعا لي (على أثير الجليد) و (في جوف الليل) موجودان في صفحتي على موقع (الحوار المتمدن) أما ترجمتي لمسرحية (جلجامش) فموجودة في موقع (الناقد العراقي). وقد طبعت كتبي هنا في السويد على حساب المركز الذي كنتُ أعمل فيه قبل التقاعد (مركز أنشطة الكمبيوتر في اسكلستونا) وهي مدينتي التي اقيم فيها منذ حلولي في ديار السويد العظيمة.
كتبي المطبوعة:
على اُثير الجليد: مجموعة شعرية باللغتين العربية والسويدية
في جوف الليل: مجموعة شعرية
باب الشيخ: مقالات أدبية
شعراء سويديون ـ دراسات ونصوص
جلجامش : ترجمة، وهي مسرحية شعرية للشاعر السويدي (أبه لينده)، كتبها عام 1946 ولم تترجم الى لغة أخرى، وأنا أول من عثر عليها أثناء بحثي في دراستي للشاعر، وهي أول ترجمة لها الى لغة أخرى.
(رسالة الى السيد فيصل القاسم)
هذا أنا ،
افتحْ عيوني !
أشرع الأبوابَ تحتَ الجلدِ،
وانظرْ !
سترى الجبالَ والوديانَ والسهولَ والحقولَ تزهو
وبيوتَ الطينِ والقصبِ وأهوارَ الجنوبِ
والنخيلَ والأنهارَ تجري في شعابِ الروح ،
هذا دجلةُ الخيرِ، الفراتُ، الزابُ،*
هذا بردى ينسابُ من بين العواصف يلتقي الليطاني والأردنَ،
والنيلُ يضمُ شعريَ المنثورَ كالأضواءِ وسط الماءْ
يوم اشتدَّ في سيناءَ ضربُ النارِ، فاهتزَ الفضاءْ،
فتهاوى الخطُ وانسابتْ على الرمل الدماءْ،
عندها حقَّ الغناءْ،
وهنا .....
ذاك سفينُ النارِ يحكي قصةَ الأوراس، *
وهناك .....
تلك صحراؤكمو الكبرى تناغي ضلعيَ المكسورَ
في القدسِ وفي صبرا شاتيلا
وحلبجةْ.