سندس ميرزا/ طمئنينتنا نحن الفيليين تحتاج الى الهدوء والسكنية، فاخفاء الدموع واسكات العبرات خلف ابتسامة امر صعب، وحمل البغضاء والكراهية ومقاومة هجوم الوحدة وادعاء القوة في النفس وبين الناس مع قلب حزين ومكسور، تشعر بثقل يجثم على صدرك، وتمر لحظات عصيبة تريد بها ان تصرخ بأعلى الأصوات من الم جرح خفي تعرضت له الروح، ومن الضيق فإنك تحس ان لا واد ولا صحراء يسعك، بزوال الطوفان الذي اجتاحنا لا يوجد بعده أي باعث للأمل، واما نحن الفيليين لا نتذكر متى جاء ذلك الطوفان وكيف تخطيناه الى بر أمن مجهول.

وهناك امر مسلّم به انه كلما خرجنا من عاصفة فإننا لا نكون كما كنّا قبلها، وهذا معنى ان يمر المرء بمصيبة تحل به، وقد أغلقت ما اقتحمتنا من أنواع عذابات الطريق اما صرخاتنا، ونحن مستمرون بصوم السكوت، ومرارة التفكير، وقد وصلنا الى مرحلة اليأس من نوايا ومواقف دائما هي في تقلب مستمر في هذه الأيام إعطاء الطمئنية والأمان لاحد الفيليين يعني كما يقال ان تقوم بالاخذ بيده واصطحابه في جولة تمنحه فيها المستمسكات الرسمية التي طالما حلم بها، مع اشمامه بقليل من المواطنة الاصلية، والاستلقاء بجوار مصائبه، والاصغاء لما يبثه من شكوى وهموم، وان تلمس جمرة مظلوميته في لهيب احاسيسه وشعوره، وان تجمع ذكرياته في مذكرات محبتك، وان تفسر بتفائل الاحلام الكئيبة التي كانت تراوده، وتضيف لام التملك الى اسمه عند ذكر اشيائه. الأمان يعني ان تتسلم الحكومة والجهات الأمنية مبكراً مع ابتسامة تعلو محياها ملف الإبادة الجماعية وتسفير وتهجير الكورد الفيليين وإدخالها في حيز الإنجاز، وذكر مصيبة المغيبين من شباب شريحتنا في خطبة صلاة الجمعة. نحن ومنذ سنين نسقي ونداري على شجرة غير مثمرة، ووضعنا اقدامنا في طرق لا توصلنا لأي مكان، وفي كل هذا لم نكن نعلم اننا سنخرج بالمحصلة بلا نتيجة، واعتمدنا على اخرين نعلم بانهم سيتركوننا اخيراً وحيدين. ولا نعلم لماذا اذا اردنا ان نرى احلامنا بالقيضة نغمض الاعين، وعندما يحين موعد البكاء نطبق الجفون، وعند استغاثتنا بالرب نلجأ الى عدم الرؤية، وكلما اردنا تقبيل احبائنا اردنا حجب النور، لان احلى لحظات العمر هي بعيدة عن واقع المشاهدة، والهروب أحيانا يتعبه الهدوء، وطمئنينة الكورد الفيليين اضنتها كثرة الوعود بتحقيق الأمان لهم، وقد دخل الفيليون في مرحلة يراد لها التمرد على الهدوء الذي يركنون اليه، والذي جمّد عيونهم لكي لا ترسل الدموع، والذي بزواله سيبدأ فصل جديد وهو الموت، والهدوء الذي تنعم به شريحتنا أصبح منتهي المفعول، ويحتاج له الى جرعة أخرى تحييه منكم يا من تمرون على هذه السطور أو من الاخرين.