عبدالخالق الفلاح/ ذكريات تثير فينا الشجن، وصفحات مؤلمة من الاوجاع ،تعيد لنا الحزن، تعود بنا إلى الم الماضي الذي نرفض نسيانه، ألا يكفي أنها ما زالت باقية فينا، وأننا أصحابها ونبحث عن فلذات قلوبنا المغيبين ، مازالت تعيش معنا في قلوبنا وضمائرنا وأرواحنا.انها مأساة لا تمنحى من ذاكرتنا .وصفحاتها لا تنطوي لانها كتبت بدماء قلوب الثكالى والمفجوعين .:
نستذكر في هذه الايام جريمة مؤلمة ومن أجل ان لا تتكرر ومنع عمليات الإبادة الجماعية بصفتها جرائم خطيرة ضد الانسانية بشعة و انتهاك للشرائع السماوية والدنيوية وللأعراف الأخلاقية والمواثيق الدولية عمدت الأجهزة الحزبية والقمعية لحزب البعث ، وبإيعاز مباشر من رأس السلطة ، وتواصلت عملياتهم الاجرامية إلى حرمان الآلاف من الكرد الفيليين من حقهم في المواطنة العراقية التي اكتسبوها أبا عن جد وتهجير اكثر من 600 الف منهم على مسمع ومرأى من المنظمات الدولية في العالم ، وتعرضهم بشكل مفرط إلى عملية التهجير القسري وعمليات الإبادة الجماعية بما يتطابق مع ما نصت عليه المادة الثانية من اتفاقية الأمم المتحدة “اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية” التي أقرتها الأمم المتحد في 9 كانون الأول/ ديسمبر عام 1948 وأصبحت سارية المفعول في 12 كانون الثاني/ يناير عام 1951، والتي تعتبر الأفعال المرتكبة بقصد التدمير الكلي أو الجزئي لجماعة قومية أو أثنية أو عنصرية أو دينية بمثابة إبادة جماعية ونهبت أموالهم وسلبت ممتلكاتهم وتركوا على الحدود عرضة للعصابات الاجرامية والتقلبات الجوية دون رحمة بالكبير والصغير ومن تبقى منهم من الشباب والعقول النيرة الى السجون والمعتقلات ثم المصير المجهول ، بدافع أحقاد قومية وطائفية جاءت في سياق حملة ترويع شاملة ضد كل العراقيين الذين اعتبر الحاكم الجائر أنهم قد يكونون عائقا يحول دون بسط هيمنته الفردية المطلقة.
وإحياء ذكرى ضحايا بلغ عددهم اكثر من عشرين الف من شباب الكورد العراقي الفيلي والتأكيد على الحق في الإنصاف والجبر وفقاً لمبادئ وأحكام القانون الدولي ... لان الإبادة الجماعية لم تحدث فجأة ، بل جريمة منهجية ومدبرة بحسب أهداف محددة لنظام البعث الشوفيني وحدثت خارج نطاق حالات النزاع في عصر يتنامى فيه التعصب والكراهية على أساس أشكال مختلفة من التمييز العنصري والنوعي وتقييد حقوق الإنسان وإرتكاب أعمال العنف الوحشية .
ومن هنا ونحن اصحاب القضية الاساسية ومعنا جمع الاحرار في العالم من أجل حماية المكون الفيلي وهويته الوطنية ووجوب معالجة مشكلته الدائمية وفق الحقوق المنصوصة عليها في الدستور والقوانين اللاحقة التي صدرة في العهد الجديد بإعتبارها سياسة عنصرية مارستها الأنظمة الدكتاتورية السابقة المتعاقبة على الحكم ويستوجب إنهائها في عهد العراق الديمقراطي الإتحادي التعددي وتحديد نطاق مسؤولية الحماية وبذل الجهود في مجال المنع وإتخاذ التدابير الوقائية والتظافر المشترك في حماية الأفراد من الخروقات الكبيرة التي تطالهم وإن مسؤولية إحترام حقوق الإنسان تقع على عاتق الجميع والتصدي للحالات التي قد تؤدي إلى الإبادة الجسيمة ووجود المجموعات المهددة بهذا الخطر وتأمينها من الإنتهاكات الجماعية والمنهجية لحقوق الإنسان والتمييز الممنهج وعبارات الكراهية التي تستهدفها نتيجة إنتماءاتها قومية أو إثنية أو عرقية أو خاصة في سياق إرتكاب العنف الفعلي أو المحتمل . عندما تمتهن الكرامة وتخرس الكلمة ويتجبر الطغاة يبعث الله تعالى رجالا يحبونه ويحبهم , ويضحون من اجله , يختارهم لكسر جبروت الطغاة , واعادة صياغة الكرامة, حتى يتحرر القلم والكلمة فتكون كلمة الله هي العليا وكلمة الذين ظلموا هي السفلى . ولانملك في هذه الذكرى او الفاجعة إلا ان نستذكر شهدائنا الابرار وشهداء العراق الا أن ننتهز الفرصة كي نتعلم منه كيف نتغلب على مكر الطغاة وفنون السياسات الحاكمة ونلوي ذراع التصريحات والوعود العسلية ونرقى بشريحتنا المغلوبة الى قمة المجد وأنتزاع حقوقنا المشروعة , ولايتحقق ذلك الا بالسمو الى اعلى مستويات النضج الفكري والابداع السياسي والمزيد من الالتفاف حول الجهات السياسية المدافعة عن قضيتنا والمخلصة للدفاع عن حقوقنا