شفق نيوز/ رواية جديدة، تدور مفاصلها حول مأساة الإبادة الجماعية التي تعرض لها الكورد الفيليين وتحكي قصة أحد أفراد هذه الشريحة بندر الفيلي، الذي شاءت مقتضيات الضرورة أن يولد ويترعرع في السجن لأسباب غير معروفة.
ولد بندر الفيلي عام 1980 في سجن ببغداد، بأمر من المسؤولين الكبار في النظام العراقي السابق، كان يجب أن يبقى هذا الطفل في السجن ويكبر هناك، حيث تتناول هذه الرواية قصة حياة بندر وترعرعه يوما بعد آخر.
يروي الكتاب بختيار علي، قصة الاشياء الصغيرة التي يتسلق بها بندر الفيلي، سلم حياة صعبة خطوة فخطوة.
الكتاب يسير بشكل ليس باسرع من حياة بندر نفسه وهو يسرد قصة اللحظات المهمة والاضطرابات النفسية المفاجئة لشخص يعيش في سجنه الابدي وعنده فرصة ضئيلة لرؤية العالم وفهمه.
يعيش بندر في عالم منقسم إلى جبهتين، جبهة مسؤولي السجن مع جبهة السجناء والمحكومين، جبهة منظمي شؤون الموت، وجبهة الذين يتم إرسالهم إلى القبر.
بندر من البداية إلى النهاية ضحية لقوى كبرى تمر عبر تاريخ العراق دون أن يعرف أو يفهم شيئا، فهو طفل مستبعد من الحياة والتاريخ مع ذلك يشعر بمرور جميع الأعاصير والزوابع العنيفة والمدمرة على جسده.
تُظهر الرواية الضغط الرهيب الذي تمارسه البيئة السياسية على الناس لجعلهم جزءاً منها، لكن هذا ليس سوى جانب واحد من هذا العمل، كما يقول الراوي.
في البداية يبدو أن كل شيء تأمل وتعمق في النفس البسيطة والعفوية لشخص تم تصغير عالمه بشكل يجعل من كل شيء تافه يمثل له هبوطا على نجم غريب ويظهر كأنه شيء كبير ومهم.
إن نقل هذا الصراع للقارئ هو جزء من الرغبة في هذا النص، كيف يرى المرء كل الأشياء الغريبة التي تعتبرها أعيننا ونظراتنا وإدراكنا تافهة وغير مهمة.
عالم بندر، بحسب كاتب الرواية، هو عالم تم اختزاله إلى أقصى حد، ولكن في هذا الاختزال نفسه، يرينا كيف يكون هذا العالم أكثر وضوحا "بانوراميا" في رؤية واسعة.
وتشكل هذه الرواية، انعكاساً لمأساة جزء كبير ومنسي من أمة الكورد، ألا وهي مأساة الكورد الفيليين، بندر الفيلي ليس مجرد اسم، بل يمثل مكونا يعيش دائما في السجن والاغتراب.
ومن المقرر أن يتم نشر هذه الرواية في المستقبل القريب من قبل "رهند سنتر" Rahand Center.