عبد الخالق الفلاح/ لقد ذكرت في بداية الشروع بالكتابة حول موضوع تاريخ باب الشيخ ان اي موضوع يكمن في أهمية البحث في الأحداث التي يراد الحديث عنها وظواهر تطور الحدث واحترام الاسس اثناء الكتابة وبلا شك لا يمكن تجاوزها من كون هذه المنطقة بغدادية بامتياز وهناك الكثير من الأحداث التي كانت تحدث بعيداً عن ارادة المحبة التي كانت تسود المنطقة وخاصة عندما تكون أطراف الطيف المتنوع تعبر عن الهوية الحقيقية الكاملة التي تجري فهمها من خلال تجلي الافكار وعدم تجاوز الجوهر لانها كانت مركزاً دينياً واجتماعياً وسياسياً وسطاً مهم في بغداد لاهمية احترام الدين وربطهم ببساطة العيش المشترك والتنوع الديني والمذهبي والقومي وبقيت تحافظ على سماتها وتتكاتف في المواقف في أوقات تتطلب حفظ العلاقة وقوة الترابط للصلات الشخصية بحب الجوار والصداقة والمصاهرة والتآزر الاجتماعي والتسامح وصهرهم بمعالم تميز الشخصية بصدق المعاملة فيما بين ومعالجة الأزمات الطارئة عبر التاريخ والجغرافية ووضع الحلول لعبورها وتبلور سجل شبابهم بالمحافظة على وجودهم من الضياع والاندثار والاضمحلال وفقد في مراحل معينة الشباب النصب لصالح الاهتمام الفردي والوقوع تحت تأثير الايديولوجيات المختلفة السلبية وفقدت العلاقة بريقها للظروف السياسية والأطماع الشخصية، او من جانب آخر دفعتهم المطالبات المحقة للدفاع عن القيم على ان تكون الحالة الأخلاقية سيدة الموقف اياً كانت الاختلافات والاراء السياسية ودون ان تكون ميزة للتنافس الجسدي السلبي والمحافظة على الحرية في الساحة السياسية المرتبطة بالمسؤولية لكي لاتفسد الذائقة والانحدار الى السقوط والانقضاء على كل من ليس معه واسدوا خدمات للفوضى والاضطراب وعدم الاستقرار وزرع الخوف في نفوس الآخرين.
لقد امتاز العمل السياسي في العراق في أوقات كثيرة بالعنف لاعتماد الخصوم السياسيين التصفيات الجسدية المتقابلة على مدى التاريخ وانعكس على تصرفات الشواذ من المتطفلين على السياسة والعراقيون أكثرهم تجنبوا الاقتراب من السياسة خوفا على حياتهم من موجات العنف، وكان شعارهم دائما "ظل السلطان قصير"ومن هناك لقد مر العراق قبل الانقلاب شباط عام 1963 المشؤوم بفترة صراعات سياسية محتدم بين القوى اليسارية ( الديمقراطية ) المدافعة عن الجمهورية الفتية وبين قوى يمينية متمثلة بحزب البعث الذين ركبوا قطار بريطانيا وامريكا.
حيث استخدمت أساليب متنوعة من جميع الأطراف ضد بعضهم البعض من عمليات الاغتيال الى الضرب الى الشتم والكتابة على الجدران واتسمت الصراعات فيما بينهم بالشدة وذلك بالاستفادة من بعض العناصر التي كانت تتسم بالشرور والعربدة أو كما كنا نسميهم ( الاشقيائية ) يعتدون على الناس علنا وعلى رجال الأمن واتحدث لكم عن حادث تم تداوله وسمعته كثيرة من ان عجلة عسكري كان يجلس في مقدمتها رئيس عرفاء بشوارب غليظة كانت مارة بشارع الكيلاني فتم إيقاف العجلة و انزال رئيس العرفاء من العجلة وتم حلق شواربه على اعتباره من الشيوعيين " حيث كان لهم نفوذ كبير جداً في القطاعات العمالية، والفلاحية، والكسبة، والطلبة، وحتى في صفوف الجيش بدءاً من بعض قياداته المتقدمة، وانتهاءً بالمراتب الدنيا، والجنود المكلفين. بل تمددت تنظيماته الحزبية بشكل أفقي في كافة أرجاء البلاد، حتى بين فتيات وفتيان العوائل المحافظة في المدن الدينية أيضاً، كنجف، وكربلاء، وكاظمية، والاعظمية." وكذلك الجامعات على الطلاب الوطنيين وهناك عمليات اغتيالات مثل حادثة مقتل ابو الهوب قبل الانقلاب او ابن بهية السودة بعد الانقلاب الذي دارت رحى معركة تبادل اطلاق رصاص على دارهم ارعبت سكان العزة وشارع الشيخ عمر.
وهم يردون على افراد الحرس القومي بكل جرأة واقدام . الا ان القوة المحاصرة عززت بدبابة وانذرت أنها ستقتحم البيت . فطلبت من شقيقها الاستسلام أملا بأنقاذ الموقف ثم اقتادته القوة المهاجمة جبار بن بهية السوده الى مركز شرطة الفضل الذي كان مقراً للتعذيب والقتل والاعتقال وحقق معه المجرم ناظم كزار ومن ثم تم قتله وكذلك تم تكديس السلاح عن طريق العشائر الحدودية مثل عشيرة شمرعن طريق الشيخ عجيل الياور من سوريا او بواسطه شيوخ عشائر العزة منهم المحامي فيصل حبيب الخيزران ،لضرب الثورة وبالمقابل ينقل احد الاخوة من الكتاب أنه كان احدهم ماشياً في شارع الكفاح وسط بغداد و تفاجأ بهجوم مباغت من لص ليخطف ساعته من معصمه...مما جعلت سرعة بديهته يصرخ: اكمشوه عفلقي ! فتراكض الناس على السارق وحاصروه فوقف النشّال مصعوقا و رافعا يديه وماسكا الساعة المسروقة في يده وهو يتوسل بالجمهور ويقول، والله اني مو عفلقي... دخيلكم ... آني نشّال".
او الاحداث التي جرت في الموصل من قتل وسحل بعد فشل مؤامرة الشواف . لقد اتسمت قيادة حزب البعث التي نفذت انقلاب شباط 1963 بالشبابية الطائشة وما أعقبتها حملة تصفيات واعتقالات وتعذيب دموية في الشوارع وأمام الأعين لترهيب الجماهير الغاضبة و شملت المئات من أبناء المنطقة التي كانت من سماتها التعاطف مع البعض وكان أغلبهم من الطبقات الفقيرة الذين اعتبرهم التحالف القومي البعثي آنذاك عدوا سياسيا مريرا لتطلعات ما وصفوها بالأمة العربية،الى الحد الذي وصفها ميشيل عفلق ( المؤسس) تصرفاتهم بالقول “بعد 8 شباط، بدأت أشعر بالقلق من فرديتهم، وطريقتهم الطائشة في تصريف الامور، واكتشفت أنهم ليسوا من عيار قيادة بلد وشعب”.
وكان الحرس القومي الذي أراد الحزب أن يكون قوة تأثير وضبط عقائدي لانقلابهم الاسود ولكن صار هو الجزء الأساسي في سلوك الطيش والاعتداء وتأجيج والفوضى.
لقد انتقم البعثيون أشد انتقام من شعبنا الذي أبغضهم ورفضهم في اللحظات الأولى انقلابهم الدموي في 1963 بعد سيطرتهم على زمام الامور و السلطة وقد تمثل انتقامهم بحمامات دم شملت مدن وقرى وقصبات العراق كلها وخاصة منطقة باب الشيخ وتمثلت بالمنطقة المحصورة من محلة عقد الاكراد التي هي جزء من المنطقة والذين أبلوا بلاءاً حسناً في المقاومة ضد الانقلابيون رغم قلة الامكانيات التي لم تتعدى عدد بسيط من البنادق القديمة وظلت المقاومة لمدة ثلاثة أيام وانتهت بعد ان نفد ما لديهم من العتاد.