شفق نيوز/ أفاد تقرير صحفي إيراني بأن حدود مهران في محافظة إيلام الفيلية، تتمتع بإمكانيات هائلة تشمل النقل الدولي والتصدير إلى العراق، إلى جانب قدرات كبيرة في مجال تجارة الركاب والأمتعة، وأن تطوير هذه الأنشطة يتطلب مشاورات وطنية وعابرة للحدود، بالإضافة إلى تنسيق محلي فعّال.

ووفقاً لتقرير وكالة إيرنا الإيرانية، الذي ترجمته وكالة شفق نيوز، فإن محافظة إيلام الفيلية، التي تتشارك حدوداً بطول 430 كيلومتراً مع العراق، تشهد نشاطاً متزايداً في معبر مهران الحدودي، سواء من الناحية التجارية أو حركة الركاب، وأن التفاعل الثقافي والاجتماعي المشترك بين سكان جانبي الحدود، يعزز من فرص التجارة والصادرات غير النفطية، وخاصة في مجال تجارة الأمتعة والركاب.

وتتميز إيلام بأطول حدود مشتركة مع العراق بين المحافظات الإيرانية، مما يتيح إمكانية إنشاء ثلاثة أسواق حدودية مع محافظات ديالى وواسط وميسان العراقية.

وأشار إلى أن غياب الصناعات التحويلية والبنية التحتية الضعيفة في تلك المحافظات يدفع سكانها وتجارها للبحث عن أسواق خارجية لتلبية احتياجاتهم من السلع والمواد الاستهلاكية.

ولفت التقرير إلى أن إنشاء وتطوير الأسواق الحدودية في إيلام يمكن أن يسهم في تحقيق ازدهار اقتصادي للمنطقة، بالإضافة إلى توفير فرص عمل للباحثين عنها على جانبي الحدود.

ازدهار الحركة التجارية وحركة الركاب

وبحسب مؤشرات الكتاب الإحصائي السنوي لمنظمة الطرق السريعة والنقل البري (الايراني)، فإن حدود مهران الدولية لا تزال أكثر الحدود البرية ازدحاما في البلاد؛ وبحسب مسؤولي محطة ركاب حدود مهران، فإن الإحصائيات الأولية هذا العام تشير إلى استمرار الاتجاه التصاعدي في حركة المسافرين والزوار (زوار العتبات المقدسة في العراق) على هذه الحدود.

مرور أكثر من 6 ملايين زائر عبر حدود مهران منذ بداية العام

وقال المدير العام للطرق والنقل البري في محافظة إيلام، سيد زاهدين جشمه خاور، إن أكثر من 6 ملايين شخص عبروا حدود مهران منذ بداية العام الحالي (آذار/مارس) وحتى نهاية تشرين الثاني/نوفمبر. وأشار إلى أن هذا العدد يعكس أهمية هذه الحدود وشعبيتها الكبيرة لدى زوار العتبات المقدسة.

وأوضح جشمه خاور أنه في العام الماضي، بلغ عدد الزوار الذين مروا عبر حدود مهران أكثر من 8 ملايين و268 ألف شخص، ما يؤكد الدور المحوري لهذه الحدود في حركة الزوار. وأضاف أن البنية التحتية للمعبر تم تعزيزها بشكل كبير، ما يجعله مستعداً لاستقبال أعداد كبيرة من المسافرين.

تفاصيل حركة الزوار عبر الحدود

المسافرون الإيرانيون:

- دخل البلاد 2,566,109 شخصاً.

- غادر البلاد 2,484,252 شخصاً.

المسافرون الأجانب:

- غادر الحدود 526,388 شخصاً.

- دخل البلاد 557,382 شخصاً.

وأشار جشمه خاور إلى أن الاستثمارات التي تمت في السنوات الأخيرة لتطوير البنى التحتية المتعلقة بالنقل والإقامة والخدمات في منفذ مهران لعبت دوراً كبيراً في تعزيز قدرته الاستيعابية، ما أدى إلى تسهيل حركة الزوار والمسافرين بشكل ملحوظ.

زيادة بنسبة 52% في إقامة السياح العراقيين في إيلام

ويفيد مدير عام التراث الثقافي والسياحة والصناعات اليدوية في محافظة إيلام، فزاد شريفي، بارتفاع بنسبة 52% في عدد السياح العراقيين المقيمين في المحافظة منذ بداية العام الحالي مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.

وأشار شريفي إلى دور سكان الكورد الفيليين، وخاصة في محافظة واسط العراقية، في تعزيز الحركة السياحية في إيلام. واعتبرهم حلقة وصل مهمة لتطوير السياحة، خاصة السياحة العلاجية، لما يمتلكونه من روابط ثقافية واجتماعية مشتركة مع سكان المحافظة.

وأكد شريفي على أهمية التركيز على السياحة العلاجية كأحد المحاور الرئيسية لزيادة عدد السياح الخارجيين. كما شدد على ضرورة حصول المرافق السياحية في المحافظة على شهادات جودة الخدمة، لرفع مستوى تجربة السياح وتعزيز جاذبية إيلام كمقصد سياحي.

كما دعا المؤسسات ذات العلاقة إلى التعاون لإزالة العوائق التي تحول دون تدفق السياح إلى المحافظة، مشيراً إلى أن التعاون المشترك بين الجهات الرسمية والمجتمعية يمكن أن يسهم في تعزيز مكانة إيلام كمركز سياحي إقليمي.

هذا النمو في عدد السياح يعكس تأثير الجهود المبذولة لتعزيز البنية التحتية السياحية والخدمات المقدمة، مما يدعم تطلعات المحافظة لجذب المزيد من الزوار في المستقبل.

110 وحدة للسياحة البيئية تدعم السياحة في إيلامأوضح مدير عام التراث الثقافي والسياحة في إيلام أن المحافظة تشهد نشاطًا ملحوظًا لـ110 وحدات سياحية بيئية، مما يعكس إمكاناتها الفريدة في هذا المجال. وأكد أن الإجراءات اللازمة لجذب السياح العراقيين قد اتُّخذت، بما يشمل توفير الظروف الملائمة لاستقبالهم ضمن مجموعات وقوافل، ما يعزز السياحة الخارجية.

كما دعا إلى استغلال العلاقات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية مع المحافظات العراقية المجاورة لدفع عجلة السياحة، مشددًا على أهمية الجانب الأمني في ضمان استدامة هذه الجهود، وأشار إلى أن محافظة إيلام، كمنطقة حدودية، تتمتع بأفضل مستويات الأمن.

ويؤكد أن زيادة حركة الركاب والمركبات على حدود مهران تمثل علامة على ازدهار السياحة والتجارة الخارجية، مما يمكن أن يسهم في تحسين الوضع الاقتصادي والاجتماعي للسكان الحدوديين. وشدد على أهمية الاستثمار في تحسين البنية التحتية والخدمات بالمنطقة لتعزيز التنمية المستدامة.

وتابع التقرير ان محافظة إيلام تُعرف اليوم بأنها عاصمة زوار أبي عبد الله الحسين ونظرا لأهمية مناسبة الأربعين، فقد تغير وجه هذه المحافظة إلى حد ما من الناحية البنية التحتية، وخاصة النقل، ولكن الوصول إلى بناء شبكة السكك الحديدية لهذه المحافظة أمر مهم وحيوي للغاية.

كما نوه إلى أهمية ربط محافظة إيلام بشبكة السكك الحديدية الوطنية، نظرًا لموقعها الجغرافي الخاص الذي يتضمن حدودًا مشتركة بطول 430 كيلومترًا مع العراق. ويُتوقع أن يسهم هذا الربط في:

- تعزيز التجارة عبر الأسواق الحدودية مثل مهران وجلات دهلران.

- دعم الصناعات البتروكيماوية والنفط والغاز.

- تسهيل حركة زوار العتبات المقدسة على مدار العام.

- زيادة حجم الصادرات الإيرانية عبر المعابر الدولية.

الأسواق الحدودية: أداة لتعزيز الاقتصاد المحليتمت الموافقة على إنشاء سوق مهران الحدودي، الذي يعتبر خطوة واعدة لتطوير تجارة الأمتعة وتحقيق الازدهار الاقتصادي للمحافظة. ويضاف إلى ذلك خطط لتطوير أسواق أخرى مثل سوق "جلات" في دهلران وسوق "هلاله الشمالي" في إيوان.

تُظهر التجربة التاريخية للعلاقات الاقتصادية بين إيلام والمحافظات العراقية الحدودية أن الأسواق الحدودية ليست مجرد منصات للتجارة، بل هي أيضًا وسائل لتقوية الروابط الثقافية والاجتماعية والدينية بين الطرفين.

آفاق واعدة بدعم حكومييؤكد وزير الداخلية الإيراني، إسكندر مؤمني، خلال زيارته الأخيرة للمحافظة، أن الحكومة تركز على تطوير البنية التحتية للنقل بأنواعه، وأن هذه الجهود تهدف إلى تهيئة الظروف لتحول إيلام إلى نموذج تنموي يُحتذى به في البلاد.

ويمثل الموقع الجغرافي المميز لإيلام، إلى جانب التركيز الحكومي على تطوير البنية التحتية وتعزيز الأسواق الحدودية، فرصة ذهبية لتحويل المحافظة إلى مركز اقتصادي وسياحي حيوي. ومع استثمار الموارد المتاحة وتعزيز التعاون مع العراق، يمكن لإيلام تحقيق قفزة نوعية في مختلف المجالات.

ترجمة وكالة شفق نيوز