عباس عبد شاهين

المرأة الكوردية الفيلية ليست مجرد شاهدة على التاريخ بل صانعة له وملهمة للصمود في أصعب الظروف ومنذ عقود أثبتت قدرتها على الثبات والمواجهة رغم كل أشكال الإقصاء والتهميش واضعة بصمتها في مختلف ميادين الحياة من الحفاظ على كيان الأسرة إلى الدفاع عن الهوية والقضية الفيلية حتى في أوقات الظلم الشديد والاضطهاد السياسي صمدت أمام أنظمة دكتاتورية قاسية وحملت على عاتقها مسؤولية حماية العائلة والمجتمع نتيجة التهجير القسري أو الاعتقالات السياسية مؤكدة أن إرادتها لا تُكسر وأنها مصدر قوة لا يستهان بها واليوم وبعد أكثر من عقدين على سقوط النظام البائد يعيش العراق تحت مظلة نظام ديمقراطي يقوم على الانتخابات الحرة وهي فرصة حقيقية لكل مواطن للمساهمة في رسم مستقبل بلاده وفي هذا السياق يبرز دور المرأة الكوردية الفيلية بشكل لافت سواء كانت مرشحة تسعى لتمثيل قضيتها العادلة تحت قبة البرلمان أو ناخبة تشارك بوعي في صنع القرار وتحدد معالم المستقبل وإن مشاركتها في الانتخابات ليست مجرد واجب شكلي بل هي تجسيد حي لدورها في تعزيز الديمقراطية وترسيخ الهوية خاصة في عالم السياسة حيث تُتخذ القرارات التي تؤثر على حياة الأفراد والمجتمعات.

ان مسؤولية المرأة الفيلية اليوم تتعدى التصويت الشخصي لتشمل توعية أسرتها ومحيطها بأهمية المشاركة وعدم العزوف عن الانتخابات فالغياب عن صناديق الاقتراع ليس خياراً محايداً بل يمثل خسارة للقضية الفيلية العادلة التي تحتاج إلى أصوات قوية وممثلين أكفاء يكرسون جهودهم للدفاع عنها فالحقوق المادية والمعنوية للمجتمع الفيلي لا تُستعاد إلا عبر القنوات القانونية والتمثيل البرلماني الحقيقي الذي يحمل هموم الشعب بصدق وإخلاص وان المشاركة الواسعة للمرأة الفيلية تعكس وعيها المتنامي بحقها السياسي وقدرتها على إحداث التغيير، لقد أثبتت المرأة نجاحها العملي في مختلف المجالات وحان الوقت لترجمة هذا النجاح إلى قوة سياسية مؤثرة وحكمة المرأة العراقية عامة والكوردية الفيلية خاصة التي عانت من ظلم طويل تفرض عليها أن تكون شريكة حقيقية للرجل في عملية الاقتراع وأن تسهم بفاعلية في تشكيل واقع أفضل لمجتمعها، ان ذهاب المرأة الفيلية إلى صناديق الاقتراع ليس مجرد فعل رمزي بل خطوة مسؤولة تمنحها فرصة للتغيير وإعادة صياغة الواقع وعلى النقيض من ذلك فإن الامتناع عن التصويت يمثل تسليماً لحقوقنا الأساسية ويمكن الفاسدين من تحقيق مصالحهم على حساب الوطن والمواطن فالانتخابات ليست مجرد خيار إنها أداة حيوية لحماية الحقوق وتحقيق العدالة ومقاطعتها لا تحل المشكلات بل تزيدها تعقيداً بينما المشاركة الفاعلة هي واجب وطني وأخلاقي، المرأة الكوردية الفيلية اليوم رمز للصمود والنضال ودورها يمتد من إرثها التاريخي إلى المستقبل الواعد وبمشاركتها الواعية في الانتخابات فإنها لا تكفل حقوقها فحسب بل تؤكد أيضاً أن صوتها قوة فاعلة في بناء عراق ديمقراطي حر قادر على مواجهة التحديات وتحقيق العدالة فكل مشاركة وكل صوت وكل قرار انتخابي يمثل خطوة نحو مجتمع أكثر توازناً وعدالة وتعكس حضور المرأة الكوردية الفيلية الحقيقي والقوي في كل ميادين الحياة السياسية والاجتماعية.