ضياء كريم/ في الثاني من ايار 2016 تمكنت مجموعة من الكورد الفيلية ان يعرضوا خمس ملفات على طاولة الاتحاد الاوربي في مقرهم في العاصمة البلجيكية بروكسل, شملت هذه الملفات اغلب جوانب القضية الكوردية الفيلية, بدءا من تاريخهم واماكن تواجدهم ومشاركتهم ببناء العراق مرورا بالمصائب التي حلت بهم من قبل الحكومات المتعاقبة منذ تاسيس الدولة العراقية والى يومنا هذا, هذه الملفات تم استعراضها من قبل اشخاص اكاديميين ومتخصصين كل حسب اختصاصه الاكاديمي والمهني, حيث ملف التاريخ والتواجد الجغرافي تم استعراضه من قبل باحث بشؤن الكورد الفيلية ويعمل مع التنضيمات الكوردية منذ زمن طويل, اما الملف القانوني فقد تم عرضه والتحدث فيه من قبل قاضي في محكمة الجنايات العراقية, وقد قدم شرحا قانونيا حول جريمة الابادة الجماعية ,
اما الملف السياسي وحق المواطنه ودور المجتمع الدولي في مواجهة الجرائم التي تعرض لها الكورد الفيلية تم استعراضه من قبل استاذ جامعي متخصص بالعلاقات الدولية, اما ملف حقوق الانسان ومعاناة التهجير واخفاء وتغييب شباب الكورد الفيلية تم عرضه من قبل ناشطه في حقوق الانسان وقد تحدثت عن امثلة واقعية ومأساوية تعرضت لها العائلة الفيلية اثناء وبعد التهجير القسري.
الملف الخامس تحدث فيه احد الاطباء من الكورد الفيلية عن تجربته في الحركة الوطنية الكوردستانية ودورالكورد الفيلية الفعال في المشاركة ليس فقط كمقاتلين بل حتى كونهم مؤسسين لاهم الاحزاب والحركات الكوردستانية, هذا واستمع المجتمع الدولي ايضا الى احد الشهود والتي تحدثت عن الطريقة الوحشية التي تم تهجيرها مع عائلتها والممارسات اللاانسانية و البشعة التي مورست بحق المعتقلين, وبعدها بدء فتح باب المداخلات والاسئلة التي اضافت الكثير الى هذه الملفات.
من حق الكورد الفيلية جميعا وخاصة الذين شاركوا في هذا المؤتمر ان يفتخروا بما قدموه في هذا المحفل الاوربي, حيث للمرة الاولى تمكنوا من ان يوصلوا صوتهم ومعاناتهم الى المجتمع الدولي, وبهذا العمل اثبتوا انهم حقا ابناء واحفاد هؤلاء الذين اسسوا الجمعيات و المدارس الفيلية في اربعينيات القرن الماضي, الملفت للنظر ان جميع المشاركين ومن جميع الاتجاهات والانتماءات الفكرية كانوا على قلب واحد وبكل جدية كان هدفهم ان ينجح هذا المؤتمر, وقد حضروا الى بروكسل من اماكن مختلفة في اوروبا وعلى نفقتهم الخاصة, وقد كان الجميع جادين بحضورهم الاجتماعات التمهيدية التي سبقت المؤتمر للاطلاع على الملفات التي ستطرح وقد قدموا ارائهم القيمة وكذلك التزامهم بالتعليمات التي وجهت لهم من قبل الهيئة المنظمه لكي نبين للعالم نحن شعب على مستوى عالي من الرقي و نستطيع ان نطرح ونشارك في مثل هكذا محفل بشكل حضاري, ويجب هنا ان نذكر ايضا مشاركة اصدقاء لنا ومحبين للكورد الفيلية, لفت انتباهي تواجد فتاة سويدية من اصل افريقي جاءت من شمال السويد وعلى نفقتها للحضور والمشاركه تضامنا مع صديقتها الكوردية الفيلية, وللاسف هناك من الكورد الفيلية والذين هم على مسافات اقرب بكثير من سكن هذه الفتاة, لم يكلفوا انفسهم بالحضور, علما انهم على علم بمكان وتاريخ انعقاد هذا المؤتمر.
بعد انتهاء اعمال المؤتمر عقد اغلب المشاركين اجتماعا موسعا لغرض التقييم, ومن بعده تم انتخاب لجنة سميت لجنة المتابعة لغرض متابعة نتائج هذا المؤتمر الهام, واخبار الجميع عن كل ما سوف يتقرر من قبل اعضاء البرلمان الاوربي وذلك عبر البريد الالكتروني للمشاركين الذين حضروا وابلغوا عن عنوانهم البريدي, الجميع اشاد بنجاح المؤتمر واهم ما تم هو ان الكورد الفيلية استطاعوا ان يزرعوا بذرة وبالتأكيد ستكون مثمرة و ان يفتحوا باب نحو تدويل قضيتهم.
لابد ايضا ان نشيد بالدور المتميز الذي قام به (ك ن ك) (المؤتمر الوطني الكوردستاني) برعايتهم للمؤتمر وحسن الاستقبال للمشاركين وتوفير السكن لهم والخدمات الاخرى مثل الطعام والنقل وتوفير الامكانات لاستخدام قاعات المقر الخاص بهم لعقد الاجتماعات التحضيرية, مما يدل على ان الهم الكوردي واحد.