عباس غزالي/ المجتمع المتمدن للكورد الفيليين، وكما هو ظاهر من اسمه، هو ذلك القسم من الشعب الكوردي، الذي أصبح حتى في المدن غير الكوردية حامل الرسالة الراقية لثقافة التعايش السلمي مع القوميات والاديان الاخرى، وجود اللهجات والأديان المختلفة داخل الشعب الكوردي، يرمز الى ان الكورد امة بعيدة في اعماقها عن التعصب.
ولذلك فإن التعدد الديني والمذهبي مترسخ داخل هذه الامة، ولكن هذا التعدد، لم يتحول ابدا الى اذابة هويتها القديمة ما قبل الاديان داخل الهوية الدينية الجديدة، وكذلك فإن تزايد اللهجات عند الكورد، دليل على غنى هذه اللغة.
والفيليون سواء كلهجة او كمذهب مختلف، هم واحد من تلك الالوان، التي حافظت على هويتها التي سبقت الدين، فهم من اجل انتصار النضال لتحقيق حقوق شعبهم، قدموا التضحيات وتعرضوا للترحيل والتهجير، وهذا جزء من الابادة الجماعية للشعب الكوردي.
ومع ذلك، فهم بقوا صامدين وخلال فترة الثورة المشروعة من اجل الحرية، حافظوا بدمائهم على التاريخ والثقافة والارض، ومن الجهة التاريخية، منذ عصر كريم خان الزند لغاية ثورة ايلول العظيمة والى اليوم، فان التضحيات التي قدمها الفيليون امر لا يمكن انكارها.
ومن الناحية الثقافية، فإن الكورد الفيليون، لون رئيسي ومهم من الوان الثقافة الكوردستانية، بشكل تشكل اللهجة والادبيات والموسيقى والثقافة التفصيلية للفيليين رمزا لغنى اللغة والادب الكوردي. والكورد الفيليون من الناحية الثقافية جسر قوي للتقليل من شأن الحدود بين جزءين من كوردستان والتقريب بين الزاغروسيين. فهم يستطيعون تقريب ايلام ولرستان وهمدان من اقليم كوردستان.
ومن الناحية الاقتصادية، فان الكورد الفيليين لهم قدرة اخرى، اذ يستطيعون ان يكونوا (لوبياً) كوردستاناً في المدن غير الكوردية وبامكانهم كثروة قومية ان يمارسوا دورا مهنيا في هذا المجال.
واستنادا على كل هذه الامكانيات، يتوجب على حكومة اقليم كوردستان، ان تتعرف بشكل اكبر على امكانيات الفيليين وان تنشطهم بهدف التقوية.
من الجانب الاقتصادي، يتوجب ان يشارك المجتمع الفيلي ويكونوا اقوى.
ومن الناحية الثقافية، يتوجب العمل على اللهجات واللهيجات في هذا الجزء من كوردستان، وخصوصا يتوجب ان يكون لهم اعلاما نشطا، وفي الوقت نفسه مع ايلاء الاهتمام بالثقافة الفرعية الفيلية، يتوجب تأسيس مراكز للثقافات الفرعية لاعادة بلورة النقاط المشتركة.