عبد الصمد اسد/ كان الاسبوع الاول من نيسان حافلاً بنشاطات احياء الذكرى 39 لجرائم التهجير القسري، ويوم الشهيد الكوردي الفيلي، ابتداءاً من  داخل العراق في محافظات بغداد واربيل والسليمانية وواسط ، وامتداداً الى مدن استوكهولم ويوتوبيري في السويد وهامبورغ في المانيا وفي كوينهاكن عاصمة الدنمارك, واخيراً في لندن.

واقيمت جميع تلك الفعاليات من قبل عوائل ضحايا الكورد الفييلين، بمشاركة واسعة من قبل ابناء الطيف العراقي، وحضور شخصيات مستقلة ومنظمات وممثلي الاحزاب داخل العراق، وكذلك فی خارج العراق لم تبخل الجالية العراقية ومنظماتها واحزابها اضافة الى ممثلين عن السفارات العراقية وممثلين من احزاب ومنظمات حقوق الانسان في الدول الاوربية التي اقيم فيها هذا الاستذكار الانساني..

ففي لندن تم مساء الاحد الماضي، بقاعة شهيد المحراب، احياء ذكرى يوم "الشهيد الفيلي" من قبل مؤسسة الكورد الفيلية هناك، وقد حضر الحفل سفير العراق في المملكة المتحدة السيد صالح التميمي، والقنصل العراقي حيدر سلطان، وممثلين عن المراكز الاسلامية والجمعيات العربية، وشخصيات دينية وفكرية وثقافية واعلامية واجتماعية، وعدد من عوائل وذوي شهداء الكورد الفيليين اللاجئين في بريطانيا وجمع من الاخوة والاخوات ابناء الجالية العراقية، وغاب عن الحضور السيد كاروان جمال طاهر ممثل اقليم كوردستان في لندن والذي وجهت اليه الدعوة لالقاء كلمة بالمناسبة.

وكان اول المشاركين الشاعر العراقي عدي كرماشه بقصيدة, استعرض فيها مظلومية الكورد الفيليين على ايدي جلاوزة نظام البعث المجرم، وتلاه السفیر العراقی فی لندن الدكتور صالح التميمي، بكلمة عبر من خلالها عن تعاطفه مع ضحايا الكورد الفيليين ومعاناتهم وتجريدهم من حقوقهم المدنية واموالهم، وتعرضهم الی اباده‌ جماعیه‌ من قبل نظام صدام، مذكراً بالقرارات التي صدرت من قبل السلطات التشريعية والقضائية والتنفيذية الحالية والتي تقرر بموجبها اعتبار جرائم النظام السابق بحق الكورد الفيليين جرائم ابادة جماعية.

 وتلاه السيد سعيد خلخالي، ممثل عن "مركز الارتباط بالمرجع الاعلى السيد علي السيستاني في اوربا"، بالاشارة الى "تقصير الحكومة العراقية والمؤسسات في توثيق اسماء الضحايا والشهداء الذين قتلوا في المجازر الجماعية، واعدادهم وظروف قتلهم من اجل ان يطّلع العالم على هذه الحقائق المرعبة".

واما الاستاذ فرهاد معروف، ممثل حركة التغيير، فقد تحدث باللغة الكوردية ثم اعقبها باللغة العربية مشيراً ان "مآسي هذا المكون من مكونات الشعب العراقي لاقى قد الامرين من ظلم وتهجير وتعسف وقتل واعتقال " وانهم لم ينصفوا، لا من المسؤلين الكورد ولا الشيعة رغم كونهم  كورد وشيعة".

ثم تحدث السيد علي الموسوي ممثل المجلس الاعلى الاسلامي العراقي معبراً عن "تأييد المجلس مطالب الكورد الفيليين بانصافهم بالفعل وان لانكتفي بالكلمات والوعود" ويجب "تعويضهم عن ماتعرضوا له من ظلم، باتخاذ خطوات عملية من اجل اعطاءهم حقوقهم والتعويض عليهم بما خسروه حتى نستطيع ان نخفف من الامهم ومعاناتهم".

وكان للمرأة الكوردية الفيلية حضور ومشاركة ملفتة حيث القت السيدة نجلاء حجي هايخان، كلمة استعرضت مظلومية الكورد الفيليين على مدى 39 عاما وحتى يومنا الحاضر.

وقبل ختام المناسبة اكد سماحة الشيخ زكي جعفر الفيلي، رئيس مؤسسة الكورد الفيلية في المملكة المتحدة ومنظم الحفل، على ان " معاناة هذا المكون من المجتمع العراقي بسبب تهجيرهم ومصادرة اموالهم وممتلكاتهم المنقولة وغير المنقولة، لا يزال حقوقهم مهدورة"، مشيراً الى "عدم انصافهم من قبل الحكومة العراقية، والتلكوء في اعادة  الجنسية العراقية التي سلبها منهم طاغية النظام المقبور صدام... وانهم مايزالون يراجعون قسم الاجانب رغم انهم عراقيين اصلاء".

وقد قدّر عدد الشهداء بـ ""30 الف شهيدا روت دماؤهم ارض العراق. ويوجد 3 ملايين نسمة لا زالوا يقدمون الدماء والشهداء من اجل عزة وسيادة العراق وشعبه الابي" كما قال الشيخ زكي مضيفاً بانه بعث بـ " رسائل الى الحكومة العراقية والاقليم يناشدهم فيها" بتنفيذ القارات التي تنصف الكورد الفيليين"..وختم الشيخ زكي كلمته بتقديم الشكر الى المرجعيات الدينية والمسؤلين الذين الداعمين لانصاف الكورد الفيليين..

وختم المناسبة الدكتور عبد الصاحب الحكيم، سفير السلام وحقوق الانسان العراقي في الامم المتحدة، باستعراض بعض الوقائع من كتاب انجزه شخصياً عن جرائم صدام بحق العراقيين ومن ضمنهم الكورد الفيليين، وحسب قول الحكيم ان مايحتويه الكتاب من ممارسات لا انسانية اقترفها نظام صدام جمعيها "موثقة في منظمة حقوق الانسان بالامم المتحدة، واورد الحكيم من كتابه بعض الاسماء من بين الالاف من اسماء حرائر الكورد الفيليات ضحايا جرائم الاغتصاب التي ارتكبها ازلام صدام، واكد على ان تلك الجرائم كان "تقترف من قبلهم منذ العام 1978 من وليس العام 1980 كما هو متداول"...

وفي ظل جميع هذه الحقائق التي تدين جرائم نظام صدام المقبور بحق الكورد الفيليين، وعدم تنفيذ النظام الجديد لقراراتها في انصاف الضحايا والتي صدرت من قبل سلطاتها القضائية والتشريعية والتنفيذية، كما تعترف وتؤكد عليها باستمرار كافة الاحزاب، وكذلك مسؤوليها في السلطة منذ العام 2003 في مثل هذه المناسبات، يحق  عليها وصف احد المتحدثين "ان قضية الكورد الفيليين وقعت بين مطرقة اخوتهم الشيعة وسندان اشقاءهم الكورد" دون حل.....