علي حسين فيلي/ يتوجب ان يتعود الناس شيئا فشيئا على عهد اللا حرب والامن بعد عهود من الحروب، لان اصوات قرع طبولها تحرم حتى الموتى من النوم وتصيب الاحياء بأكبر الاضرار.
يتوجب ان نقوم بكنس الكلمات التي تدل على الشر والحرب لانها تمس الروح وتنيم اللسان وتسوّد الرؤية. يتوجب وضع العواطف جانبا ونسأل لماذا لا نتعرف على ايام وتوقيتات وفاة رموز المحبة بيننا؟. نحن غافلون في كوننا مستمرين في عبادة الخرافة منذ عشرات الاعوام، الخرافة التي تقتل الاخوّة ولا تدع لنا املا في حصول الوئام بيننا، فهل يحتاج الامر الى ظلم آخر لكي نستيقظ ؟!
موضوعي هذا ليس لتمثيل معاناتنا المليئة بالاضطهاد الثقافي والاقتصادي والسياسي والاجتماعي. انه فقط لأقول ان الانسان الفيلي ربط نفسه بتلك الافكار والمعتقدات التي لا يستطيع لا هو ولا الاخرون تحريكها ودفعها الى الامام.
وهو مبتلٍ بالجروح غير القابلة للالتئام التي لا تستطيع هزيمة اعدائها! واصبحنا نألف العداء من الاخرين كرفيق لصيق منذ زمن طويل. على الرغم من ان هرم السلطة السياسية والحزبية وعلى اساس ذكريات ماضيهم وطمعا في زيادة منافع كراسيهم جادوا علينا بـ(كوتا) يتيمة في مجلس النواب العراقي، لكن ماذا نفعل بذلك الفقر الفكري الذي يريد، من خلال تغيير مجرى القضية المنتهية التاريخ لحقوق الفيليين، ان يبني مقبرة لإحيائنا؟!
منذ مدة طويلة ونحن معفوون من عدد من الاسئلة!! مثل اننا نتحدث عن جميع امورنا بلغة الغرباء! فانعدام وجود لغتنا الام يقتل شعورنا القومي، والتاريخ يقبر ثقافتنا لكي ينسينا وللابد مفاخر الماضي والخلق العالي وصلابة وصمود ابائنا واجدادنا، فعندما تكون لغة المحادثة اجنبية والحياة اليومية خالية من خصوصياتنا المحلية وتكون الافكار والمعتقدات والتصرفات في المحلات والازقة غريبة وحتى الجنة يبدو عليها عدم وجود لغة الام، عندها مهما يكون اللقب الذي يطلق علينا فلن يشكل فرقا.
في خضم هذه الثقافة ووسط الخمول وانعدام الهمة دعونا لا ننتظر ان يقوموا ببناء المدارس والمستشفيات والمراكز الاجتماعية بأسماء الكورد الفيليين، فان التنظيمات والانتماءات السياسية والمذهبية هي وحدها تسجل باسم الفيليين ولا شيء غيرها.
في هذه الانتخابات ايضا، نرى بان مواريث هدم الاسس الاخلاقية والاجتماعية وتوسع المسافة والعداء بين الاجنحة السياسية الكوردية الفيلية سيجر مستقبل هذه الشريحة في قطبيها المذهبي والقومي نحو مصير مجهول، لذلك دعونا ننتظر ما الذي يحمله رحم هذه الاوضاع وما الذي سيولد بعد الانتخابات!