عبدالخالق الفلاح/ إنّ كلمة التوحيد وتوحيد الكلمة خرجت في الوقت الحاضر من طور الدعوة والبرهان والحجة والبيان إلى الضرورة الحتمية بأنْ ترى بالعين وتلمس باليد لا أن تلفظ فقط باللسان للظروف والتحديات المحيطة بنا، فيلزمنا العمل والصدق والإخلاص والتضحية والمفاداة وهي الحياة ، فلا وقت للقول بدون عمل وبل للجهود والأعمال،و مما يُكْلِمُ القلوب، ويُشجي الأفئدة، ويزيد الطين بلة، ويجعل العقول صرعى أن بعضناً ما زالوا يتراشقون بعضهم ببعض، ويتجاهلون هذه المرحلة التي تمر بالمكون ، وأصبحنا اليوم (نهزة الطامع ومذقَة الشارب) الجميع عند الحاجة يحيطون بنا، يريدون الاستيلاء علينا واخذنا لقمة سائغة سهلة ويدفع بعضهم البعض، او يلتمسون أوهى الأسباب والروابط ليرتبطو بنا .ولكن لتكون لنا ارادة قوية تدفعنا الى الامام دون مهابة ولا يتطرق إليها ضعف، ووفاء ثابت لا يعدو عليه تلون ولا غدر، وتضحية عزيزة لا يحول دونها طمع ولا بخل، ومعرفة بالمبدأ وإيمان به وتقدير له يعصم من الخطأ فيه والانحراف عنه والمساومة عليه والخديعة بغيره. و بهذه القوة الروحية الهائلة تبنى المبادئ، وهكذا تتربى الأمم والشعوب الناهضة، وليبقى مكوننا ، وتجدد الحياة فيه بعد ان حرموا الحياة زمناً طويلاً .وإن كل ما يضعف المكون أو يعرضه إلى الزلة يجب تركه وتصديه وتجاوزه مهما كان شعاره أو حجيته أو دعواه أو ظرفه، كما أن جميع الحواجز والوسائل والعوامل التي تؤدي إلى ضعفه يجب طرحها ومحاربتها وتجاوزها، وطي بساط البحث والكلام في مسائل الفرقة والاختلاف، والانعكاف الى الوحدة لان المصير مشترك .وإنّ الله أمرنا في كتابه العزيز أنْ نعتصم بحبله، وأن نتعاون على البر والتقوى ولا نتعاون على الإثم والعدوان، و ان لا نكون كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءتهم البينات.وليست ببعيدة علينا ان نعتبر تاريخنا عبرة لنا بما يحمل من سلبيات وإيجابيات، ولا نسمح له بأن يطبع في شخصيتنا أي تأثير في تفريقنا وفرقتنا . حيث تيزول بتفاهمنا الكثير من أسباب خلاف أو يعذر بعضهم بعضا.ولا بد من توضيح ألامور في كل عامل من هذه العوامل الى بعضنا الاخر و يحرص الجميع على أن يكون هذا المنهج مركوزاً في عقولهم وسلوكهم بأن يجعل الفكر يحاور الفكر لا ذاتاً تحاور ذاتا،